معلوماتي عن الراحل عبدالله السالمي قليلة لسببين، أولهما يتمثل في أن الكاتب قد انقطع على المشهد الثقافي والأدبي ولم يعد له نشاط ملموس سوى عمله القصصي الوحيد (مكعبات الرطوبة)، فهذا الانقطاع في التواصل جعل الحكم أو الحديث عن تجربته قد يكون محدوداً.
أما السبب الآخر فإنه يكمن في أنني لا أجد بذلك الجيل تجربة قد أتداخل معها، نظراً لأن هذه التجربة ظلت ولا تزال مرهونة بالتجريب والممارسة الآنية للأحداث، مما جعل العمل القصصي في تلك المرحلة مرتبطاً في الجانب التقريري، بعيداً عن انثيالات اللغة، وتطور الحدث، وصناعة الموقف المحفز للقارئ. وأقرّ أن الراحل عبدالله السالمي ظل وفياً لصمته، بعد عطاء لا بأس فيه، فلا نملك - حسب قوله - إلا أن نترحم عليه.