Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
فضاءات
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 

على مائدة الشيخ التويجري(3)
د. عيد بن مسعود الجهني

 

 

أثبت الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري دائما أنه على قدر المسؤولية، وأكثر، وأنه يستحق أن يخطو بعد ذلك خطوات، ويرفع درجات، لأنه ملأ المكان الذي كلف بملئه وفاض، والنتيجة كانت دائما أن المسؤولين يولونه زيادة ثقة، ويرفعونه درجات ودرجات، ففي عام 1375هـ أمر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بتعيين الشيخ التويجري رئيساً لمالية المجمعة وسدير والزلفي حيث عمل على تطويرها وتنظيمها ماليا وإداريا لتصبح إدارة مثالية في تلك الحقبة من التاريخ تؤدي عملها بأسلوب إداري ومالي متميز.

هذا الجهد الإبداعي الذي ظهر به التويجري في الإدارة وفنها هيَّأه لكي يصبح قائداً إدارياً ومالياً بإمكانه أن يتقلد مناصب قيادية تستفيد من خبراته في الإدارة لخدمة الدين ثم المليك والوطن.

ومن هنا جاء اختيار القيادة للتويجري ليتبوأ مركز أكثر أهمية في القيادة الإدارية والمالية فصدر المرسوم الملكي رقم 6 - 21-2322 بتاريخ 28 جمادى الأولى عام 1381هـ، بتعيينه وكيلا للحرس الوطني، وكعادته أثبت التويجري عندما دخل الحرس الوطني وكيلاً له أنه قائد إداري من طراز فريد، في نشاطه وإخلاصه وتجرده وقدرته على سياسة الأمور.

وقد استمر في هذا المنصب حتى عام 1395هـ عندما صدر المرسوم الملكي رقم أ - 108 بتاريخ 4 رجب 1395هـ بتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد بالمرتبة الممتازة، حيث استمر الشيخ التويجري يقدم جهوداً متواصلة في تطوير العمل الإداري والمالي والمشاركة الفعالة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الأمير آنذاك) وبتاريخ 5 رجب 1397هـ صدر الأمر الملكي رقم 1-177 بتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد برتبة وزير.

ولعل عمل الشيخ التويجري بالحرس الوطني قد أكد موسوعية الرجل، وتعدد مواهبه، فالحرس الوطني يريد حسم (العساكر) وعزم الإداري ولباقة الرجل العام، وتعفف الزاهد وحرص الوطني الغيور، وعقل الفيلسوف وروح الأديب، وقد وجد الحرس الوطني كل ذلك في الشيخ التويجري.

وإذا كان الحرس الوطني قد وجد في الشيخ التويجري من الصفات ما يؤهله لاحتلال أعلى المناصب فيه، ليستفيد من إخلاصه ونشاطه وموهبته الإدارية العالية، فإن الشيخ قد وجد في الحرس الوطني ما تقر به عينه ويرتاح له فؤاده، فالحرس الوطني، رمز من رموز عزة هذا الوطن، وقطعة من تاريخه المشرف، والانتساب إليه (نوط) يزين عنق من ينتسب إليه.

فالحرس الوطني تشكل من أبناء الرجال المجاهدين الذين شاركوا الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مسيرته من أجل التوحيد حتى تم بناء دولة تحرس القيم والمقدسات الإسلامية.

وقد حرص الملك عبدالعزيز أن يسجل هذه الصورة الخالدة للمجاهدين لتستمر رايتها خفاقة ولا يندثر سجل كفاحها أو تطوى صفحته، فأمر بإنشاء مكتب الجهاد للمجاهدين في عام 1348هـ وخصصت لهم رواتب مناسبة تؤمن مستقبلهم ومستقبل أولادهم وكان هذا المكتب هو البداية للمؤسسة الحضارية الكبرى الحرس الوطني.

ورأس الملك عبدالعزيز إعادة تشكيل مكتب الجهاد والمجاهدين بأسلوب عصري جديد يتفق والمراحل التي تعيشها المملكة. وفي عام 1374هـ صدر أمر بتشكيل الحرس الوطني في جميع أنحاء المملكة وخصصت له ميزانية مستقلة وصدرت اللوائح المنظمة لأعماله.

وقد تشكل الحرس الوطني من ألوية المجاهدين وكانت أسلحتهم البنادق والأسلحة الخفيفة، واستمر الحرس الوطني يحمل صورة ورمز تلك المرحلة في شكل وحدات بسيطة من المجاهدين والمتطوعين حتى كان عام 1382هـ وصدر الأمر الملكي بتعيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الأمير آنذاك) رئيساً للحرس الوطني.

وهذا التاريخ يعد منعطفاً هاماً في مسيرة تاريخ الحرس الوطني حيث يعد المؤسس الحقيقي وصانع ومهندس الحرس الوطني فأخذ بسفينته لتبدأ انطلاقة جديدة نوعية ونقلة حضارية نحو التطوير والتحديث كمؤسسة حضارية كبرى وكيانا عسكريا له أهمية بالغة.

واستمر بعد أن أصبح وليا للعهد ونائباً أولاً لرئيس مجلس الوزراء في عام 1402هـ وحتى اليوم بدعم وتطوير الحرس الوطني الذي أسهم بشكل واضح في النهضة التنموية في أنحاء المملكة وسجل على أرض الواقع إنجازات كبرى أبرزت دوره الفعال والمؤثر في جميع مجالات الأمن والتنمية والنهضة في طول البلاد وعرضها.

...............................يتبع


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة