Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
فضاءات
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 

فانتازيا الساكن والمتحرك أو محنة من يكتشف الدائرة المربعة
إبراهيم منصور الشوشان

 

 

كلنا احتفاء بالأديب والناقد الكبير د. عبد الله الغذامي.. هذا الذي أخرج أدبنا من ضيق المحلية إلى رحب العالمية، كنا قبله - دون المبالغة الممقوتة - لا نجد لأدبنا خارج المملكة صداى يذكر، وإن...، فإنما يذكر في دراسات مبتسرة أو مجاملة أو مداهنة حتى برز هذا الفارس إلى ميدان الحلبة فأصبحنا نسمع صدى للأدب السعودي والخليجي في المحافل العربية والدولية، لا كما تعودنا بل صوتاً مثير اً ومسموعاً ومدهشاً لكن أولئك الذين يحملون فكراً شجاعاً وجريئاً ومقتحماً أنى لهم السكينة إنهم سوف يجدون نماذج من أولئك المتحجرين المتلفعين بذكورية مريضة ممن لا يقنعهم سوى المباهلة لإثبات حسن النوايا.

أعلم أنه لا يروقه أن يقدم بين يديه قصيدة عصماء يثني بها على فحولة الأديب والناقد فيه، لكن لا بأس من خاطرة تتماهى مع الأجواء التراجيدية التي يعايشها كاتب وناقد جريء مثل أديبنا.

(حركة الساكن)

يزغرد لحن الحياة..

وتنتفض الورقات فقاعات ماء يغالبها النتحُ

تمتشق الريح وهن الطريق

تباعد تلك المسافات بيني وبينكَ

تطوي سنابك حلمي تلك المسافات

فيا مشعلاً نغمي جذوة من حريق..

تناءت مسافات ليلي الصفيق..

وعاد لي الوجد..

عاد لي الشوق ذاك..

وآن الأوان..

فهذا جناحي طليق..!!

***

(سكون المتحرك)

أحلق فوق تخوم الضباب

ورسمك نجم يضيء ويخبو

وفي القلب بوصلة تستجيب

وتعنو اليك لأنك قطب

ولما ظننت بأني أقرب من (قاب قوسين منك)!

لأنداح جرماً بذاك المدار

يدور وينبعث نوراً ونار،

غفوت قريراً..

ولما صحوت؛

إذا بي طريدٌ، ودربي قتاد..

أضم على حفنة من رماد..!

فهل قد صبأتُ

لأني صبوت؟!

أم آني احترقت

لأني اقتربت.؟!

***

(حركة الساكن

وسكون المتحرك)

تكوَّر شوقي المثلث..

وانهار داخل قلبي جدار..

وقد حلَّ ليلٌ

وغاب نهار

وعدت جريح الفؤاد أنوء بحمل العذاب..!

تيبس قلبي

تكسر عود الثقاب..

تحاملت

ثم تقلدت سيف الأسى

وحلمي امتطيت

وقطعت كل رؤوس العذارى..

وباركني (شهريار)

وألبسني التاج

ساقوا إليَّ الخراج

وجاء لي الشعراء وهم ينشدون قصائد مدحي..

غفوت قريراً،

ولما صحوت صحوت على صوت جرح..!!

***

(سكون المتحرك

وحركة الساكن):

أنازل جيش المجوس

تنازل حربة قومي خاصرتي..!

وهاهم شيوخ الطرق

يبرطم واحدهم،

ثم يلعن..

ثم يقول: أعوذ برب الفلق؛

فكيف لنا بعد نقد الثقافة

نقد الأدب

وما قد جرى عليه العرب

يقال بنقد النسق

ها..!! إن الفتى قد فسق؟!

........!

تجز النخيل

ويجدل من سعف النخل أنشوطة

وفي الساح ينصب من جذعها مشنقة..!

على الجذع أصلب

يداهمني الخوف والجوع..

أطلب قطرة ماء لأشرب..!

أحتضن الجذع

أحس لديه الأمان

كأنما حضن أمي

وأومئ بالجذع..

هذا هو الجذع ينثر تمراً..!!

كأنما كف أمي

احتضن الجذع

تقطر منه الحنان

وانبجست حلمتان..!!

***

(حركة الساكن

وخفض المتحرك)

وهل هؤلاء سوى إخوتي؟!

تحلقوا حولي..

بليلة عرسي

فليسوا هم القتلهْ..

فهذا يسوي عليَّ الثياب

ويصلح هذا أزارير جيبي..

غفوت قريراً..

ولما صحوتُ

وجدتني أشلاء في كل ناب

وأنشوطة كنت والمقصلهْ

وأني الضحية والقتلهْ..!!

***

(خفض الساكن

ورفع المتحرك):

حملت صليبي

لأعلو فوق نتوءات هذا الزمان الرديء

فأعلن ضد ما كنت أعلن..

وأكتب ضد ما كنت أكتب

وأنضو رداء الفحولة..

أسلم نفسي (لمجد) الأنوثة

أما قيل: (ما لا يؤنث ليس عليه يعوَّل)؟!

تبارك سر الطبيعة..

فحول تقاتل ضد الفحولة

وتأخذ جرَّاء هذا عمولة..

(فموت المؤلف) بعث الحياة =(الأنوثة)= (النص).

هذا هو القول في المسألة

فلا تقْفُ ما خلف صوت (الأنا)

سوى من ثقافته الأسئلةْ..!

تلفعت في بردتي

وأغمضت عينَ الشتاء

وسرت على ناتئ الصخر

أستل سر البقاء

كتبت على الأفق سطراً

قرأت حروف الهجاء

مضيت إلى غايتي

كأني ألبي نداء..!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة