لم أتفاجأ بهذا الكتاب لمعرفتي بطموح وإقدام مؤلفه وإصراره على النجاح والاتقان، لقد صدر حديثاً عن مكتبة العبيكان كتاب جديد لمعالي الأستاذ الصديق عبدالرحمن بن محمد السدحان بعنوان: (قطرات) من سحائب الذكرى، وهو كتاب فاخر يقع في 379 صفحة من القطع المتوسط. الكتاب في مجمله عبارة عن سيرة ذاتية للمؤلف.

إن الكتاب هو عبارة عن تجربة مبعثرة في فيافي الزمن كما هو يعرض مراحل متلاحقة من الذكريات بدءاً من فجر الطفولة مروراً بضحى الصبا، ثم ظهيرة العمر واكتشاف الذات عبر سراديب المعرفة والتجربة والاجتهاد المعجون بالصبر في أكثر من مكان وموقف وزمان.

الجميل في الأمر وقد حمل الكتاب مقدمة لمعالي الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، حيث يقول في مقدمته: إن القارئ سيجد في هذا الكتاب سيرة ذاتية فريدة لى أبعد الحدود وعادية إلى أقصى مدى هي سيرة فريدة بملابساتها الغريبة التي أحاطت بطفل ولد من عسيرية وأب نجدي عرف اليتم في حياة والديه، وغامر في سنينه الأولى بركوب الهول في هجرة بعد هجرة ولم يسلم من الموت مرة بعد مرة إلا بما يشبه المعجزة. وأضاف الدكتور القصيبي إنه إذا كان لكل إنسان قصة تستحق أن تروى فليس كل الناس بقادرين على رواية قصصهم، فهناك من رزق أسلوباً كفيلاً بجعل أعظم الأشياء إثارة مصيدة للنوم العصي، وهناك من أعطي أسلوباً قادراً على تحويل الأشياء اليومية إلى أعظم الأشياء إثارة، ويؤكد الدكتور غازي أن في أسلوب عبدالرحمن ما يشد إلى (الكتاب).

يتناول الكاتب في قطراته بداية حياته ومولده مع الاستدراك والمتابعة لدوران الزمن الذي كاد يذوب في لجة النسيان، كما يستعرض بأسلوب مموسق أدق تفاصيل حياته بحبكة درامية ثرية بالمواقف والمجاهدة مع النفس ليصل إلى حصاد السنين عبر الكثير من الرحلات التي طافت به عبر أكثر من مدينة وقرية داخل المملكة وخارجها، وقد دوّن ذكرياته كما يقول وفق نسق زمني متدرج بدءاً من فجر الطفولة التي اختطف منها الزمن إشراقة البراءة وعفوية اللهو التي كانت بوصلتها تائهة في مجاهل الزمن مغارة اليتم ومفازة التشرد وسراب الحلم بحثاً عن غدٍ جميل يكفر عن سيئات الأمس وإحباطاته.. ويختتم الأستاذ السدحان كتابه بنصائح متعددة يسوقها لهذا الجيل من واقع التجربة التي عاشها وهي تجربة خصبة تعتبر معيناً لكل من يجاهد النفس للنجاح وبلوغ الغايات النبيلة. هذا وكما يقول في إشارة سابقة عن هذه (الاضمامة): إن هذا الكتاب يستحق القراءة من كل الشباب ليحيطوا بعزمات الرجال كيف تقود إلى كل خير وإلى تفوق في الحياة والتفاني في خدمة الوطن.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244