Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
فضاءات
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 

الشبيلي خلف آلة التصوير
عبدالرحمن بن محمد الأنصاري*

 

 

قبل الحديث عن الإضافة الجديدة للدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي للمكتبة العربية المتمثلة في كتابه الجديد المعنون (خالد بن أحمد السديري في حوار تلفزيوني توثيقي) فإني أود بادئ ذي بدء أن أسلط بصيصا من الضوء على هذا الرجل الفذ (الشبيلي) الذي يسلط هو الأضواء دوما على الآخرين، مكتفيا بدور ألCameraman الذي يظهر الناس من حوله جميعا إلا شخصه لكونه يقبع خلف آلة التصوير، وتلك لعمري الوظيفة الأساسية والصادقة لرجل الإعلام الصادق الذي يمثله أبو طلال الدكتور عبدالرحمن الشبيلي خير تمثيل، فهو الرجل الذي درس الإعلام في الجامعة، ثم درسه فيها، ومارسه وظيفة وسلوكا ومنهج حياة، ولكن ليس كما يمارسه الكثيرون غيره ممن اتخذوا الإعلام وسيلة لغاياتهم التي يشوبها ما يشوبها.. فمن خلال الإعلام، أنصف أبو طلال الكثيرين، ولا يزال عطاؤه يتوالى.

وإذا كان لدي من الإحساس ما يجعلني أوقن بأن الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، لم يوضع حتى الآن في المكان الذي يليق بمهنيته وبماضيه المشرق، وبحاضره المليء بالعطاء ونكران الذات، فإني في حل من البوح بالمكانة التي يتبوأها في نفسي من خلال الكثير مما أعرفه عن شخصه الكريم، فهو من القلائل الذين تتوافر فيهم عندي المعايير التي أقبل بموجبها رؤوسهم، وهي معايير لا علاقة لها البتة، لا بالجاه والمنصب والغنى، ولا حتى بالمكانة الاجتماعية، فأنا لا أرجو من أحد غير الله شيئا. بل وحتى القلة القليلة جداً من الناس الذين يمكنني أن أتنازل وأقبل منهم فضلاً أو إحساناً، لا أقبل ما أقبل منهم - إن قبلته - إلا إكراماً لهم بتنازلي عن أهم مبادئي، بقبولي فضلهم وإحسانهم، ولتكن تلك فلسفة، وليكن ذلك غريبا عند من لا يستسيغه، وليفسره من شاء، بما يشاء أن يفسره، فإنه الحقيقة التي وجدت عليها نفسي.. ولقد أوردت ذلك لأحاول أن أقرب به إلى الأذهان ما لا تسعفني به الكلمات، في تصوير مدى التقدير الذي أكنه لعلم من أعلام الإعلام هو الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، الذي أثق كل الثقة في أنه لن يعق مثله من أبناء الصحافة والإعلام إلا الدخلاء عليها وأبناؤها غير الشرعيين!

لنتجاوز تلك المقدمة الطويلة ودواعيها التي آمل أن أكون قد أوضحتها بما يكفي، وندخل في صلب مؤلف الدكتور الشبيلي الجديد عن معالي الأمير خالد بن أحمد السديري - رحمه الله - فأقول: إن الأناقة التي هي سمة مميزة للدكتور عبدالرحمن الشبيلي، في حديثه وملبسه وهندامه وفي خطه وخطابه، بل وفي كل شأن من شؤون حياته إن تلك الأناقة تتجلى في سائر المؤلفات التي أخرجها حتى الآن، ومنها هذا المؤلف الجديد، الذي خرج في ثوب بهيج مضافة إليه الصور التوثيقية لجوانب من الحياة الزاخرة بالعطاء لبطل الكتاب، رجل الدولة والمهمات الصعبة معالي الأمير خالد بن أحمد السديري، ذلك الرجل الذي يقول عنه مقدم الكتاب معالي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله السالم:

(... وبين أيدينا مؤلف يرسم صورة حياة شخصية من رجالات هذه البلاد البارزين: رجل توسم فيه صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز - تغمده الله برحمته - النضج الفكري والأهلية الذاتية لكل ما يعهد إليه من مسؤوليات ومهمات، سواء كانت في ميادين الفروسية، أو في المجالات الإدارية، فكان القائد العسكري الناجح والحاكم الإداري المتميز).

في مقدمة بليغة عرف كاتبها المترجم له عن كثب، وأماط اللثام عن جوانب مهمة مما كان يتمتع به من الحنكة والقدرة والدراية والإخلاص والتفاني.

وإني لا أريد أن أفسد على القارئ، المتعة التي سيجدها بقراءته الكتاب، ومن أجل ذلك فإني قد ضربت صفحاً عن أية نقول من مادته سوى ما أوردته من تلك المقدمة، وأختم باقتراح إلى المؤلف الكريم، بأن يضمن الطبعات المقبلة للكتاب، نبذا من السير الوضاءة لأنجال بطل كتابه، خاصة أن منهم من تولى ومن لا يزال يتولى مهاماً ذات شأن في الدولة، وأولئك هم - في نظري - من أهم غراس وإنجازات والدهم الكبير بكل المقاييس، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، جزاء وفاقا لجهوده المشكورة من أجل هذا الكيان الخالد العظيم الذي نتفيأ اليوم ظلاله، الماثل في مملكة الأمن والأمان، مملكة الإنسانية: المملكة العربية السعودية.

* المستشار الإعلامي بوزارة الداخلية


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة