يعرف ألن أجلاتون صاحب كتاب قيادة المنهج المنهج الخفي أو ما يسمى أحياناً (المنهج غير المدرس) بأنه تلك الأوجه من التمدرس غير المقصود التي من شأنها إحداث تغييرات في فهم الطلاب والأطفال ومرئياتهم وسلوكياتهم؛ بمعنى أن النشء يتعلمون قدراً عظيماً في المدرسة من غير مصادر المنهج المقصود أو المعد من قبل السياسة التربوية، والأمر ينطبق أيضاً على المنزل وعلى الوسائل التعليمية والتثقيفية الأخرى كالتلفزيون والإذاعة والسينما والإنترنت وتلعب وسائل الثقافة البصرية دوراً خطيراً في ذلك، وخصوصاً في ثقافة الطفل، ومن أهمها الدراما ودراما الطفل على وجه الخصوص، سواء كانت مسرحيات أو أفلاما كرتونية أو أعمالا تمثيلية ويتأثر الطفل، ويكتسب الطفل وخصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة بعض الممارسات الخاطئة (غير المقصودة) منها، وخصوصاً الحركية؛ فعلى سبيل المثال في المسلسل الكرتوني المحلي (يوميات متاحي) وقع في خطأ فني تقني يتعلق بعملية الرسم الكرتوني فأم مناحي تأكل بيدها اليسرى وكذلك مناحي حينما يشرب الماء أو الشاي، وكذلك المصافحة تتم باليد اليسرى.. هذه اللقطات الحركية ترسخ في ذهن الطفل أكثر من غيرها ومع نجومية الشخصية فإنه يتأثر بها ويحاكيها، كذلك الألفاظ النابية حينما تصدر من شخصية محبوبة مثل شخصية فؤاد (في المسلسل الشعبي طاش ما طاش) في اللزمة التي يرددها (يلعن أبو شكلك) فإن الطفل حتماً يرددها بإعجاب وقد يتبناها وتصبح لزمة له، مثلما يحاكي الطفل أباه في التدخين ويقلده فهو تعلم ذلك منه دون أن يقصد الأب ذلك، أو حينما يحاكي معلمه في شدته وقسوته أو باستخدامه لبعض الألفاظ، هذان مثالان قريبان منا لأمثلة كثيرة تحدث في الأعمال الدرامية وخصوصاً تلك التي تظهر فيها مشاهد السكر والعربدة أو التي تعالج قضايا المخدرات، فيحدث العكس في حين أننا أردنا غير ذلك خصوصاً وأننا في الوطن العربي حتى الآن لم نعرف الحد الفاصل فيما يناسب الأطفال أو لا يناسبهم من الأعمال الدرامية، وما هي المعايير التربوية التي يمكن أن نجعلها دليلاً لنا عند التنفيذ مع الحفاظ على الجودة الفنية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب «7786» ثم أرسلها إلى الكود 82244