خمس وعشرون من عمري ومشواري

مرت وما عَلِقَتْ منها بذاكرتي

قد عشتُ خمساً وعشراً في ملاعبها

وكنت في خمسها الأولى يقيدني

وكنت في عشرها الأخرى أخا لعبٍ

من كوة الذهن أرنو نحو سالفها

أرى وقائعها - رغم البعاد - دنت

أواه يا لحظات الأنس ما لحظت

لو أستطيع لما فارقتني أبداً

يا حبذا زمن خِصْبٌ تداعبني

إذا تذكَّرتُ ذاك العهد، والهفي

وبعدها عشت عشراً أعقبت غِيراً

ألقت عليَّ بأثقال ينوء بها

ما كنت أعددتُ للأحداث عدتها

وهكذا المرء في أيام صبوته

يا ربع قرن مضى لم يبق لي خلفاً

أسير فيكَ إلى شأْو سأبلغه

إن عشتُ مثلك أو مثليك في عُمري

إذا علا المرء في الدنيا بمدته

مرت كما مر في جُنحِ الدجى الساري

في زحمة العمر إلا قدر معشار

قضيت فيها مع الأتراب أوطاري

ضعفي ويقصر عنها حبل تذكاري

ألهو وألعب مع صحبي وسماري

كأنني ناظر منها بمنظار

مني تعانق إحساسي وإبصاري

عيناي مثلك في أيام أدهاري

أو لو أعيدكِ لم أجبن من الثار

أطيافه كلما فتشت أغواري

هاجتْ سويداء قلبي هوجُ أفكاري

تقلبتُ بين أطوار وأطوار

جهدي ويعجز عنها حجم إصراري

حتى مُنِيتُ بآلام وأكدار

يلهو وليس عن الأحداث بالداري

إلا صدى ذكريات هجن أشعاري

والمرء في الدهر سيّارُ ابنُ سيّار

لابد للمرء أن ينأى عن الدار

فإنما هو في مستشرفِ هار