Culture Magazine Monday  19/03/2007 G Issue 191
نصوص
الأثنين 29 ,صفر 1428   العدد  191
 

مطالعات
أمل الدحيلان في (عاشقة الكتابة):وجوه الشخوص يتخلقون من رحم معاناتهم اليومية
عبدالحفيظ الشمري

 

 

تطل أمل الدحيلان على القارئ من خلال عمل قصصي جديد وسمته بعنوان: (عاشقة الكتابة)، وضمنته بعداً تجذيرياً لأصل الحكاية، وفصل الخطاب، ذلك الذي يحرك الطاقة السردية نحو فعل استرجاعي تؤكد الكتابة في ثناياه على أنها المعنية في اقتفاء أثر كل صغيرة وكبيرة في حياة هؤلاء الشخوص الذين يتخلقون من رحم المعاناة اليومية، لنرى (أمل) ومن واقع دأبها الرائع تتفنن في سرد الحكاية تلو الأخرى إذعاناً لهاجس إنساني معبر.

تقسم القاصة مجموعتها إلى قسمين: الأول يحمل دلالات القص القصير، والقسم الثاني تعنونه بفحوى (قصص قصيرة جداً).. في وقت تنشأ لدى القارئ جدلية فهم النص على أنه حكاية متكاملة قَصُرَ الخطاب أو طال.

في القصة الأولى جاءت محملة على مفاصل حكاية الإنسان الذي يعيش الوحدة، ويطمع في تحول نوعي في حياته لعله يدرك الحالة الوجدانية للأسرة التي تسير في موازاته إلا أنها في تكوين ناء عن حالته الآنية.

ففي قصص القسم الأول من المجموعة (قصص قصيرة) تذهب الحكاية واللغة في تلازم متوازن لا يطغى واحد على الآخر، إلا أن الشخوص تتلبسهم حالة ابن الشارع أو الحي.. ذلك الناتج الممكن للمجتمع على نحو بكل قصة (الهروب من النفس) في وقت تفر قصة (زهور النرجس) نحو فضاء متخيل يناوئ القصة التي سبقتها، حيث يقف القارئ إزاء فعل استدراكي لحالة وجدانية ما قد يكون الشعر أولى بها، إلا أن الكاتبة تحاول جاهدة زرع روح السرد فيها.

في مجموعة أمل الدحيلان هروب نحو المخيلة، كلما بات الأمر مجرد موقف عابر، فطاقة الراوي تفرز هذا البعد التأثيري على الحكاية، حيث نراها وقد أضحت حقيقة ماثلة للعيان؛ لأن ورود الحكاية في صيغتها الأصلية لن تكون مؤثرة كثيراً، إنما إذ استمدت المخيال رؤيتها العميقة، فسنكون إزاء قصة حملت مكونات البناء السردي حيث يتحد في نص كهذا ثالوث الإبداع: (الحكاية، واللغة والحدث)، فلك واحد من هذه الأبعاد الثالثة في قصص (عاشقة الكتابة) علاقة بالمخيال، حيث يصنع من الحكاية بعداً شيقاً كما في قصة (كان يعيش هنا)، ومن اللغة نحتاً دلالياً في قصة (بيان عاجل)، أما الحدث فإنه يتداخل مع المخيال في بناء بعد تجذيري للحالة الانسانية الأليمة.. تلك التي تفجر في الذات رغبة استقصاء منعرجات خطاب الوجود على نحو قصة (رحيل) مفاجئ.

في سائر أنحاء مجموعة القاصة أمل الدحيلان رؤية واقعية لا تخرج كثيراً عن مكنون ما فعلته بطلة قصة (عالمة المثالي)، حيث يقتفي القارئ أثر الحكاية النسائية المفعمة دائماً بجدليات عميقة تنبع عادة من عاطفة، رغم أن البطلة تحاول أن تكون محكمة للعقل في عدد من القضايا الإنسانية، بمعنى أنها تريده منظماً على حد مقولة (الراوي) للحكاية.

فالقصة محاولة لزرع بذور فكرة النجاح في أرض مجهدة من تجارب الزراع، إذ تأتي الحكاية على أنقاض كثير من الحكايات التي تقرب الأمل في الخروج من حالة اليأس الاجتماعي الذي يعيشه مجتمعنا على وجه التحديد، حيث ينهض صوت الراوي الخفي المتمثل في الكاتبة ذاتها، فرغم محاولات البطلة أن تصنع عالماً مثالياً دون أن تحدد كنه هذه المثاليات أو الأفكار التي أبهمها راوي الحكاية، مما جعل القارئ ينتظر لحظة التنوير الفاصلة، لكي تكتمل الصورة بشكل ملائم لحالة القص.. تلك التي تتطلب أن تكون أكثر وضوحاً في بناء (الحكاية الحدث).

المجموعة بوجه عام تذهب إلى استقصاء المفارقة الإنسانية المعبرة في كل حكاية يتم تعاطيها رغبة من الكاتبة أمل الدحيلان أن تكون هذه الرؤى الاسترجاعية للأحداث التي تنتج من عراك حياتي تشم فيه رائحة المعاناة اليومية للشخوص الذين يبحثون عن ذواتهم.

****

لإبداء الرأي حول هذه المطالعة، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5217»ثم أرسلها إلى الكود 82244

****

إشارة:

* عاشقة الكتابة - (قصص).

* أمل الدحيلان.

* دار الكفاح - الدمام 1427هـ.

hrbda2000@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة