تأليف: رياض رمزي
بيروت دار الساقي 2007
لماذا اتجهت البلاد نحو الكارثة؟ لماذا عوقب مواطنوها بهذه الدرجة من القسوة؟ لماذا اغتنى الغرباء من حروبها؟ أسئلة يطرحها رياض رمزي، مع غيرها الكثير من تلك التي لم يرد لها جواباً، بل أراد حصراً أن يلج شخصية ذلك الدكتاتور الذي أدهش العالم بمخيلته الخصبة وسطوته التي لا تحدها إلا أحلامه، وإن تسلقاً على مآسي الملايين.
أصبحت النتيجة بلاداً صغيرة تبتدع سلسلة من الأعاجيب عن طريق حروب، أشبه بشخص يتبرع (بلا تكليف من أحد) بإحياء حفلة لتقطيع أجزاء من جسده بسكين حاد من أجل هدف واحد: تسلية الآخرين، حتى أصبحت هذه البلاد عظيمة ليس نتاج إنجاز، بل نتيجة كوارث.
يحاول هذا الكتاب كشف تلك الرحلة التي أمضى فيها البطل أياماً كاملة في خلوات طويلة مع نفسه، فمارست سطوتها عليه وصيّرته تابعاً لها، عندما بدأت تصدر أوامرها إليه على شكل أحلام. أمدته النجاحات (التي لا تعود له وحده بل للحظ في جزء منها، وفي غالب الأحيان لضعف أعدائه أو لسذاجتهم) بتفوق لم يتوازن عن مضاعفته وزيادته، فاندفع في بناء قوته بعيداً، من دون أن تتملكه الخشية من فقدانها. وما إن أفلح في ترسيخها حتى ساده اعتقاد، ثم تولّته ثقة بأنه رجل الأقدار، معتقداً أن كل شيء يقع في نطاق مسؤولياته. ازداد هذا الاعتقاد كثافة بمرور الوقت فاندفع على عجل نحو الأزمات، مثل ضبع جائع يبحث عن طريدة في الجوار.
شخصية هذا الكتاب هي من قادت هذه البلاد التي تصفها، الآن، كتب الرحلات بعبارة مختصرة (ينصح بعدم الذهاب إليها لقلّة الأمان فيها). يقع الكتاب في (141) صفحة من القطع العادي.