Culture Magazine Monday  05/05/2008 G Issue 246
نصوص
الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1429   العدد  246
 
ليل الهزات الضاري
قصيدة مترجمة للشاعر الياباني ياهارا متاوي
ترجمة: أحمد محمود

 

 

(ناي بوياي) مدينتنا التي تقاوم

الضواري الصاهلة،

من جوف الأرض.

ها هي تهتز وتضطرب.

من يقرأ في

وجوه الناس هلعهم.

يدرك أننا في محنة،

وفاجعة

الهزة للمرة التاسعة

تثير في الأم

المتكورة على وليدها

هلعا مضاعفا.

من ينقذنا من هذا الموت

المحتم فوقنا؟..

حينما تتساقط على رؤوسنا

أعواد الأسقف،

وقرميد الجدران.

وحده الأمل من ينتصب

كحصان فاره.

يذكرنا بمكابدة

الأجداد لهذا المارد،

العصي والنافر!

***

الهزة الثانية عشرة

ترتد بوجل يثير الهلع.

لا يلبث وجيفها

إلا أن يكون مدويا؛

يثير الفزع،

في القلوب الحيرى..

تلك التي تنشد الأمان..

إذ لا تجد الهزة ما تسقطه

سوى ثباتنا الذي

يحاول جاهدا

أن يظل شامخا؛

منذ أن قال لنا الأهل:

إنها الأرض يا أبنائي

فلتحيوا فيها وتتعايشوا

مع ما تأتي به،

من ضراوة وصلف.

ليل القرى،

في الجوار ينتظر،

إذ تتربص فيه

المحنة على نحو فاجع.

لا مفر من هزات

تتوالى باصطكاك أليم.

***

ليل (ناي بوياي)

يرحل بهلعه، ويأسه.

لنداوم مرغمين

على تضميد جراحنا.

تعتدل المرأة حينما كف

الواجف المخيف،

لتبتسم في وجه صغيرها.

الفجر بأمل بسيط

وحيادي يطل

بعد أن أرقتنا

ليل الهزات الضاري.

وحدها السواعد المعاندة

والراشدة بدربة متقنة

هي من أخذت

برفع الأنقاض.

حمامة ناحت

في فجر صحونا.

لم ينعق غراب الأنقاض

هذا اليوم..

فصمته من أعطانا

الأمل بحياة أفضل.

مأساة هزات أرض (نبوياي)

لم يسبق لها مثيل؛

إذ أرقت قرى

تعيش المحنة،

وها هي تضمد

جراحها النازفة

بصبر مدرب.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة