Culture Magazine Monday  05/05/2008 G Issue 246
نصوص
الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1429   العدد  246
 
الفائزة
عيسى مشعوف الألمعي

 

 

أقبلت عليهم تمشي. وقد أثقل الفستان الوردي ممشاها. شامخة تقف كتمثال الحرية. تلقي بين أيدي السادة والسيدات أبياتها المكتوبة بحرارة الموهبة.. الجميع ينظرون إليها من أطراف مكشوفة.. سلمت.. ثم استوت على العرش.. وهي تصدح. - غابت عيون الشمس في ظل الضلال.. واستقت من كأس الهوى أحلى كلام... دوى تصفيق حار أرجاء القاعة المكتظة بالأنفاس.. ألقت من على كاهلها أبياتاً آيلة للسقوط.. وهي تلفح الحكام بنظرات كالشرر. شعرت بريقها يتبخر من فمها المستدير. أغمضت عينيها خجلاً برموش مصنوعة. اختلط الكحل بالنبل. في أعماقها لحظات عاصفة. الجمهور يصفقون كفاً بكف حسرات على سوء المصير. الرجال الثلاثة يحالون عبثاً تقييم القصيدة.. تلقاءها انبروا يقيمون الوجه والمعصم. براقة هي العيون، تلعثم أحد الرجال المحكمين كأنه أكل الصمغ.. تدارك غوايته بحياءٍ مصطنع. عفواً.. براقة هي معاني القصيدة وهي من عيون الشعر الجميل.. يا لهذا العجز.. تلعثم المحكم الثاني.. يا لهذا العجز في البيت الأخير يكتنز بالمعاني والصور البليغة.. مقدمة توحي بالأنوثة.. أعني مقدمة القصيدة فيها إيحاءات أنثوية.. قالها المحكم الثالث.. الحكام في سباق محموم.. كل يريدها أن تسمع صوته.. أنت الفائزة والجائزة. مسامات جسدها تفيض بالعرق وهي تنتفض كالغزال الشارد.. نهضت بقامتها من فوق العرش متوارية.. ونظرات الجياع تلهث خلفها.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة