Culture Magazine Thursday  09/07/2009 G Issue 291
حوار
الخميس 16 ,رجب 1430   العدد  291
صالح الهنيدي للثقافية:
قصيدة النثرلا تتطابق مع أوردتي الشعرية

 

الثقافية- صالح الخزمري:

كالغيمة تجمع ودقها من كل ذرات البحار المترامية ؛ وكالنحلة ترتشف رحيقها من كل زهرة ووردة في رياض عمرها. تلكم منابع إبداع الشاعر صالح الهنيدي الذي قسم إبداعه الشعري بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة بالتساوي، أما القصيدة الحديثة أوما يسمَّى بقصيدة النثر ففصيلة دمها لا تتطابق وأوردته الشعرية، ومع أنه شاعر إلا أنه لم يكن أنانيا حيث يعتبر الشعر والرواية طيفان جميلان من أطياف الأدب عمومًا ولا تعارض بينهما البتة وينفي وجود أية خلافات مع نادي الباحة الأدبي ويقول إنه ليس بيني وبين أحبابي في مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي أية خلافات شخصية.

الهنيدي من خلال الحوار التالي كشف عن المزيد.. فإلى الحوار:

من خلال تجربتك الشعرية لاشك أنك تأثرت ببعض الشعراء فمن أبرز أولئك؟

- أي شاعر لا يستطيع أن يحدِّد قناة واحدة أو منبعًا واحدًا لإبداعه فأستطيع القول إنني كالغيمة تجمع ودقها من كل ذرات البحار المترامية ؛ وكالنحلة ترتشف رحيقها من كل زهرة ووردة في رياض عمرها .

الرواية برأيك ومالها من زخم هل سحبت البساط من الشعراء وأصبحت ديوان العرب؟

- أحبتنا الروائيون يحاولون أن يخلقوا شيئًا من الحرب الباردة بين الشعر والرواية ويحاولون فرض الذائقة الروائية على المشهد الأدبي بالقوة .. أنا رأيي في هذه المسألة أن الشعر والرواية طيفان جميلان من أطياف الأدب عمومًا ولا تعارض بينهما البتة والأجناس الأدبية كألوان الطيف حينما تشكل ذاك المنظر الزاهي بعد كل غيث إبداعي. ولو أردنا أن نستقصي ديوان العرب بنزاهة لبرز لدينا سؤال مهم: لماذا انتشرت في الآونة الأخيرة مسابقات تحتفي بالشعر خاصة واتسمت ب ( شاعر العرب ) و ( أمير الشعراء ) و غيرها؟!

والإجابة لدى القارئ العزيز !!

ما حقيقة خلافكم مع نادي الباحة الأدبي؟

- أحسنت في هذا السؤال المهم جدًا - لا سيما في هذه الفترة - حيث يعتقد بعض المتابعين أنني على خلاف شخصي مع أعضاء نادي الباحة الأدبي، وأنا أبين من على منبر العزيزة (الجزيرة) أنه ليس بيني وبين أحبابي في مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي أية خلافات شخصية وأكنُّ لكل واحد منهم كلَّ حبٍّ وتقدير واحترام وقد كانوا ولا يزالون أصدقاء لصالح الهنيدي .

يبقى الاختلاف مع مؤسسة ثقافية كنادي الباحة الأدبي ظاهرة صحية حيث يقود هذا الاختلاف- وليس الخلاف - إلى الأجمل والأبهى للثقافة في منطقة الباحة.وكم كنت أتمنى أن يقدم النادي أكثر مما هو عليه

من الواجب على أفراد أية مؤسسة ثقافية تقبُّل الآراء المخالفة واحتوائها والاستفادة منها وليس بالضرورة أن يكون كلُّ من يبدي رأيا أو يطرح قضية تخالف سياسة تلك المؤسسة ليس بالضرورة أن يكون عدوًا لدودًا يجب الحذر منه وإقصاؤه .

أيضا ما حقيقة خلافكم مع الناقد السمطي في إحدى محاضرته بالنادي؟

- الأستاذ عبد الله السمطي من النقاد العرب البارزين في مجال النقد بمستوياته المتعددة وهو قارئ ماهر للحركة الشعرية لا سيما في المملكة العربية السعودية. وأؤكد أنه ليس بيني وبينه أيضًا أيُّ خلاف شخصي. لكن من خلال متابعتي الدائمة للحركة الثقافية في الشبكة العنكبوتية أثار اهتمامي جراءة الأستاذ عبد الله في العديد من الأطروحات التي يقدِّمها، وقد حاولت في إحدى أماسي نادي الباحة الأدبي أن أواجه السمطي بكل هذا وأن أناقشه في كلِّ هذه القضايا ولكن أصدقائي في النادي لم يعطوني الفرصة الكاملة.

على الرغم من شاعريتك إلا أنك لم تعط المساحة الكافية عبر الصحافة.. إلى ماذا تعزو ذلك؟

- أنا أحيل هذا السؤال إلى مسؤولي الصفحات الثقافية في صحفنا المحلية... مع وافر الاحترام !!

- كيف تقيم ملتقى الباحة عن الرواية ، والذي أدخل النادي في منافسة شرسة مع الأندية الرائدة في المملكة؟

- الحقيقة أن مشاغلي الكثيرة في تلك الفترة منعتني من حضور ملتقى الرواية الثالث في نادي الباحة الأدبي وكان لتوقيت الملتقى دور في غيابي عنه.. ولكن تظلُّ الملتقيات التي تقيمها الأندية الأدبية أسلوبًا جميلاً لتلاقح الأفكار، وتطارح الرؤى, على ألا تُكرَّر الأسماء نفسها في كلِّ ملتقى أدبي وكأن الساحة الأدبية في بلادنا خالية من النقاد !!

الأسماء الشعرية: د. صالح الزهراني، حسن الزهراني، د. غازي القصيبي . ماذا تعني لصالح الهنيدي؟

- الدكتور صالح الزهراني: اسم يجب أن تستثمره المؤسسات الثقافية في بلادنا أحسن استثمار حيث يحمل فكرًا ثاقبًا وهو مشروع لمنهج نقدي خاص متى ما استغل ذكاءه ووظف عبقريته.

الشاعر حسن الزهراني: شهادتي فيه مجروحة لأنه قريب من القلب ويظلُّ شاعر الباحة بلا منازع.

الدكتور غازي القصيبي : ظاهرة شعرية مكتملة الصورة افتقدنا نفَسَه الشعري في الآونة الأخيرة وعاد من خلال حديقة الغروب.

هناك من ينفي ومن يثبت لنفسه (شاعر المناسبات).. فمن أيّ أنت؟

- الشعر عجينة تصلح لكل الفطائر .. والمناسبات تحتاج إلى الشعر في تزيين صدورها بعقود لآلئه..

(وربما تكون إجابة هذا السؤال ضوءًا آخر يكشف القناع عن سؤالك السابق حول ديوان العرب)

ليس شعر المناسبات تهمة يتنصّل منها الشعراء؛ فالشاعر المتمكن لا بأس أن يرفد إبداعه بأنواع الشعر المختلفة.. وقد كتبت وألقيت العديد من قصائد المناسبات ولكنها لا تمثِّل إلا نسبة محدودة في دواويني الشعرية.

ديوان " مرافئ الوجدان " ملأ الدنيا وشغل الناس.. هلاّ أعطيت القارئ لمحة عنه.

- كان ديوان مرافئ الوجدان النفثة الشعورية الأولى في رئتي الشعرية، وقد كان له صدىً لا بأس به لدى القراء وأعتقد أنك تعني ب ( ملأ الدنيا وشغل الناس )منتدى مرافئ الوجدان والذي اشتققتُ اسمه من اسم ديواني الأول وأصبح المنتدى بفضل الله مكانا للأدباء والمثقفين والمفكرين العرب على اختلاف توجهاتهم الفكرية ويضمُّ نخبة من أبرز النقاد والمثقفين على مستوى الوطن العربي عمومًا وكانت وما تزال له أنشطة ثقافية متنوعة أصبحت بفضل الله محل اهتمام المتابعين بالشؤون الثقافية؛ ولا أخفيك أن المنتدى بدأ يختار أعضاءه بانتقائية ولله الحمد.

أنت شاعر خليلي -إن صح التعبير-، ولكن ما مساحة شعر التفعيلة لديك؟ وهل تكتب بالقصيدة الحديثة؟

- إذا أردت النسبية في سؤالك فأنا أقسِّم مساحة شعري إلى قسمين متساويين تمامًا 50% للشعر الخليلي و50% لشعر التفعيلة .. أما القصيدة الحديثة أو ما يسمى بقصيدة النثر ففصيلة دمها لاتتطابق وأوردتي الشعرية !!

كتبت فأبدعت في صحيفة زهران . كيف تجد صدى كتاباتك؟

لقد شرّفني الإخوة الكرام في صحيفة زهران باستكتابي في صحيفتهم الغراء رغم أنَّ نفسيتي لا تؤثر التقييد بالزوايا الصحفية إلا أنني وافقت لما لمسته من أدب جمِّ لدى مسؤولي هذه الصحيفة؛ وبدأت أكتب زاويتي الأسبوعية (صهيل الكلمات) وكان لها أثر إيجابي ولله الحمد لمسته من خلال اتصالات الإخوة المتابعين وانتظارهم لكل جديد في صهيل الكلمات.

- لعلنا نختم بالسؤال التقليدي الذي يتوقع أن سأله كل شاعر وهو القصيدة الأقرب إليك.

- سأتجاوز الإجابة العرفية بأن قصائدي كأبنائي وأقول إن أقرب القصائد إلى نفسي قصيدة ( يا ساكن الأعماق ) حيث وجهتها مع مشاعر الحب التي غمرت روحي للنبي صلى الله عليه وسلم وقد كتبتها بعبراتي قبل كلماتي حيث كنت أبكي مع كل بيت من أبياتها اشتياقًا للحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ وأسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم وشافعة لي يوم الدين.

وما مساحة الوطن في شعرك؟

- قلت له وما أزال:

وطني وهبتك خافقًا ولهانا‍

ونثرت فوق جبينك الأوزانا

وطني وتسبقني الحروف وتنثني‍

فرحًا وتقطف من هواك حنانا

وطني شربت هواك سافر في دمي

‍نغمًا فعاد إلى فمي ألحانا

وطني بذرتك في الفؤاد محبةً

فنبتَّ في أقصى الجوى شريانا

إن كان حب العاشقين من الورى

‍ ترفًا فحبك فجَّر البركانا

أفلا أحبك والمبادئ كلها

‍تجري إليك على المدى جريانا؟

أفلا أحبك والعقيدة والهدى

‍ملأت فؤادك حكمة وبيانا؟


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة