Culture Magazine Thursday  09/07/2009 G Issue 291
تشكيل
الخميس 16 ,رجب 1430   العدد  291
من الحقيبة التشكيلية
بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية
حوش الفن الفلسطيني جمع رواد الفن التشكيلي في القدس الشريف ووثق إبداعهم

 

إعداد - محمد المنيف:

لعلنا بهذا الموضوع نكون ختمنا جولتنا الماضية برائحة المسك كون ما سنتطرق إليه في هذا الأسبوع يتعلق بالقدس الشريف ثالث المساجد المقدسة العزيزعلى نفوس كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تفاعلا مع اختيارها عاصمة الثقافة العربية لهذا العام 2009م

لقد حظيت خلال مشاركتي في التغطية الإعلامية لفعاليات أرت دبي 2009 في دورته الثالثة الذي أقيم في الإمارات العربية المتحدة وفي دبي تحديدا بزيارة لجناح الفن الفلسطيني الذي تميز بالخصوصية والانتماء والتعبير عن القضية، شارك به مجموعة من الفنانين الشباب أتيحت لهم فيه الفرصة للتعبير عن قضيتهم بأسلوب معاصر لنقل آرائهم إلى الوسط الفني العالمي من خلال مشروع يحمل عنوان (توثيق فلسطين)، يتضمن مجموعة من اللوحات والأعمال الفنية التي تعبر عن آمال وأحلام شعب تحت الحصار.

أشرفت على تنسيق هذه لمشاركة سمر مارتا من كلية فلسطين للفنون، جمعت تلك الأعمال من فنانين يعيشون داخل فلسطين وآخرين في الشتات. ويتضمن المشروع ثلاثة عروض تنتشر عبر مواقع مختلفة في مدينة أرينا، شمل الجناح المفتوح لكلية فلسطين للفنون عروض فيديو في آرت بارك، وسلسلة من العروض الفنية لمؤسسات فنية فلسطينية.

اليوم، وعبر ما تلقيناه من إهداء، تمثل في كتيبات ونشرات عن الفن التشكيلي الفلسطيني يسرنا أن نقدم ما ساهم به حوش الفن الفلسطيني بإقامته معرضا في مقره الجديد بالقدس خاصا عن رواد الفن التشكيلي في القدس تفاعلا مع اختيارها عاصمة للثقافة العربية.

الفن سلاح اقلق العدو

لا يمكن أن يتجاهل أي عاقل ما للإبداع من دور في الدفاع عن أية قضية ولتكن قضية فلسطين وهي الأبرز والاهم من بين مختلف القضايا العربية مثالا حيا لهذا الدور الذي شارك فيها المبدعون بأقلامهم شعرا ورواية وقصة ولوحات ومنحوتات جنبا إلى جنب مع السلاح وليكن ناجي العلي بكريكاتيراته وبشخصية حنظله وما أحدثه من قلق وألم للعدو دفعه لاغتياله ولم يتوقف الكثير من التشكيليين الفلسطينيين أمثال: إسماعيل شموط وزوجته تمام الأكحل وغيرهم من رسم القضية والمآسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني موثقين بها كل لحظة عاشها هؤلاء في الملاجئ وفي الحروب، لهذا أصبح للفن التشكيلي دوره وتأثيره في هذا الزمن الذي لم يعد هناك بد من استخدم كل سبل الدفاع لتحرير الأرض المحتلة، وقبل أن نتحدث عن هذا المشروع التوثيقي من حوش الفن الفلسطيني نشير إلى تفاعل المبدعين التشكيليين في وطننا العربي عامة، وفي المملكة بشكل خاص؛ تواصلا مع ما عرف عن المملكة حكومة وشعبا من مواقف سابقة وحالية ولاحقة مع القضية الفلسطينية وشعبها بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة؛ حيث وجهت الجمعية السعودية للثقافة والفنون الدعوة للتشكيليين السعوديين والمقيمين للمشاركة في معرض يحمل عنوان (القدس في عيون التشكيليين).

رواد الفن التشكيلي في القدس

الحدث ليس جديدا ولكنه يبقى أثره ومحتواه متجددا كونه مرتبطا بمدينة لا تنساها الذاكرة ولا يغفلها القلب المدينة التي تحتضن مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.

الحدث كان في شهر مارس من هذا العام بمناسبة افتتاح المقر الجديد لحوش الفن التشكيلي الفلسطيني والمعرض بعنوان: (القدس، أبجدية الألوان). والمناسبة الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية 2009

الجهات الداعمة: الصندوق العربي للثقافة والفنون، بالتعاون مع متحف المقتنيات التراثية والفنية - في جامعة بير زيت، والأكاديمية الدولية للفنون - فلسطين.

حوش الفن الفلسطيني

حوش الفن الفلسطيني نبتة باسقة تضاف إلى شجرة الزيتون في أرض فلسطين تحمل على عاتقها أمانة الحفاظ على الإرث الفني الفلسطيني، مؤسسة تستحق التقدير والدعم من كل الفنانين العرب؛ فهي مؤسسة مستقلة غير ربحية تأسست في مدينة القدس عام 2004م تهدف إلى إنشاء معرض وطني للفن الفلسطيني وحفظه وتطويره، تعمل المؤسسة حاليا على جمع الفن المرئي الفلسطيني والإعلام عنه في فلسطين وتوعية الفلسطينيين وغير الفلسطينيين بما يتضمنه هذا الفن من تعبير عن جمال ومعنى الفن الفلسطيني، هذه المؤسسة تبنت من بين أنشطتها إبراز الفن التشكيلي وكان أبرز معارضها تكريمها لتسعة فنانين يعدون رواد هذا الفن في القدس الشريفة.

حكايات القدس في لوحات روادها

معرض القدس أبجدية الألوان جمع في ثناياه جانبين مهمين: الأول كيفية استلهام القدس من قبل فنانيها والجانب الآخر توثيق لهؤلاء الذين عبروا عن مدينتهم كل بأسلوبه.

جمعت هذه الأعمال من اقرب الناس لهم ممن اقتنوها إعجابا بما تتضمنه من علاقة بالأرض والمدينة والتاريخ، تروي حكاية المدينة المقدسة قبل أن تسجنها إسرائيل بجدارها العازل ويحول دون وصول عدد كبير من المؤمنين إلى الأماكن المقدسة تقول روان شرف مديرة مركز حوش الفن الشعبي (في حديثها لوسائل الإعلام وقت إقامة المعرض: جمعنا في معرض القدس أبجدية الألوان أعمال تسعة فنانين من رواد الفن التشكيلي الذين رسموا القدس وعبروا عنها بمختلف الوسائل والأساليب).

عكست انطباعات هؤلاء الفنانين عن مدينة القدس قبل احتلالها العام 67 ولاحقا حتى ثمانينيات القرن الماضي حيث نراها ببعدها الواقعي من خلال عمارتها وطبيعتها إضافة إلى تركيبة هذه المدينة بجانب الرمزية في هذه الأعمال).

عيون عشقت القدس وأنامل رسمتها. شارك في هذا المعرض الرواد والفنانون التشكيليون من القدس الحبيبة؛ منهم من هو على قيد الحياة والبعض انتقل إلى رحمة الله وهم الفنانون:

كمال بلاطة من مواليد القدس1942مقيم في فرنسا عرض له لوحاته المعروفة بالحروف العربية، اما سليمان منصور أحد أبرز الفنانين الفلسطينيين من مواليد القدس عام 1947م تضمنت لوحته أنماط العمارة لمنازل القدس القديمة التي شملت رسومات للكف والعين بألوان غاية في الجمال، أما صوفيا حلبي(1912-1998) من مواليد القدس والحاصلة على تدريب مهني في الفنون وتعتبر من أقدم الفنانات في مجال الفنون المائية، جمانة الحسيني1932جسدت منازل القدس بقباب منازلها، فيرا تماري، تيسير شرف (1939-2002) من مواليد مدينة القدس يبرز معالم المدينة المقدسة مؤطرا اللوحة بالآية الكريمة (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى).،كما نجد في لوحات الفنان فلاديمير تماري1942الذي يعيش خارج الوطن منذ أربعين عاما يعبر عن تعايش المسيحيين في مدينة القدس بين المسلمين، ونختتم أسماء الفنانين بالفنان داود زلاطيمو 1906-2001 إلى تأثره البالغ بالمدينة التي ولد وعاش.

monif@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة