Culture Magazine Thursday  11/06/2009 G Issue 287
أوراق
الخميس 18 ,جمادى الثانية 1430   العدد  287
كسرت المغزل الأخيرة
سحر العساف

 

بِالحب المتفتِقْ شوقاً بِعدد شهيق البكاء ذات غُروبْ...

أقرأ على أرواحكم السلام من هذه الباحة

التي ما زُلتْ أرى دماءها بين كل حرف وَسطر..

فَثمة حكايات أحتفظ بها في أحد أدراج

عقلي.!

لتستقر بِالشريان المتصل مع القلب وتنعشه فقط

عندما أصاب بِوعكة حرفيه كهذه ،،،

أتعلمون عندما أصل في الحرف الثالث والثلاثين

يتحول هذا النص من جمرة الفقد إلى رماد الموت.!

هل هو عمر الكَلمْ لدي أم حياة جديدة لهُ؟!

عندها فقط أعلم أن السنين التي نسجت لها قصص ملونة

اختزلتها تحت عظام رأسي التي تشبه المغزل

آن لها الأوان لِتبحث عن من ينسجها دون حدوث ثغرات.!

،،

لِتصبح على الحقيقة فقط!

وتُنهي ذلك المعطف الذي سوف يصبح بمقاسي

ولن يكون لغيري.!

فَسندريلا وقصة الكعب العالي ليست أفضل

من (مغزلي) ومعطفه الغالي:)

،،

،،

ما زلت أمارس عبثاً وأجمع أقمشة كانت تتوشحهم ذات يوم

وبعض من الخيوط المتخثرة في الحنايا.!

حتى تضفي شيئا من الفرح وعبق الحياة الجميلة نعم هذا ما أحتاجه.!

فَمعضلة أن نأتي لهم دوماً بدافع الاحتياج

ليمارسوا جميع عقدهم وطرق المسامير على أجسادنا ثم يرحلوا.!

لِتكبر تلك الطفلة صاحبة الربطة الصغيرة التي تستخدمها والدتها

لرفع شعرها الناعم.. وهي تبتسم في وجهها فالحديث لأمثالها ناقص.!

،،

،،

اليوم أمارس الكتابة عن موت وحياة الصبية

بحروف مملة ومع ذلك أتنفسها.!

لا يهم ،، لا يهم

أرددها وأنا أزيل خصلة من شعري تمردت واستقرت أمامي

لمنعي من تلقيح رحم الورق وخلقه في الأحشاء!

(س)

ياروحي الثائرة أما زلتِ لا تتأثرين بكلماتهم بَأنكِ (صماء.!)

ذات يوم كتبت أشتاقك ياجنتي؟

وخرجت لدرسي ليس رغبة في تعلم المزيد من الإشارات،،

بل حتى ينعم ضميري والدي بقيلولة هذا المساء..

ولم أجد الرد.!!

ولكن الآن فقط في هذه الساعة

يدون لي التاريخ الناجي من الموت (لأنكِ عقيمة بالحواس).!

ليمارس الضوء من حولي الرجفة

ويسكب أباريق الكلمات التي تشبه البحر طعماً وربما كثافة،،

في صدري المفتوح

فلا يجد سوى الغيم الملفوف بثوب النبض ويحرقه ويبدأ الجسد بالتّوعك...

أخبروني

هل الحزن شعور مؤلم يشبه حازوقة ملتصقة في العمق؟

أم شعور صادق، صادق فقطْ صادق.!!

(ح)

كان من المفترض أن أدهس مشاعري وأحاسيسي أمام هذا الفقدان ،،

ولكن ما زلت أردد أمامهم لدي أمل كبير وربٌ حبيب

وفي الحقيقة!

ليس بداخلي سوى عواصف من الألم

وأراضي غير مسكونة سوى من المقابر الجماعية

التي خلفتها الحروب في رأسي.!

فَالأشياء التي مررت بها أمام سحابة عمري

ام تكن سوى أن أتقبل وضعي في النهار وأحاول أن أدس ابتسامة في الأفواه

لعلهم يقتنعون أن (صمائهم) بخير

وفي الليل أبكي على نفسي وعلى عدم توازني وعلى مرضي ومهانتي.!

فَدوماً ما كنت أنغمس بهذه النوبة ،،

وأنا بمرحلة الخشوع من الدعاء ومتأكدة

لو أن سجادتي مصنوعة من التراب لنبت الحنظل.!

(ر)

نحن المنكوبين كما يدعون ،،

ننام وفي صدورنا كمية من البكاء

تكفي بِأن ترضع أبناء القبيلة بِأكملهم.!!

هاأنا أرفع بريش طيري المطوي منذ زمن لِِلسماء

(لأخيط الشمس بِ صِنَارَة.!)

حتى أثبت لهم لست من ذوي الاحتياجات الخاصة!!!

إلى هنا، أنا اكتفيت. وقبل أن أجرّني بخطوةً أخرى،

قررت أن أصمت لأستمع،، وأستمع،، وأستمع

حتى تغص أحاديث الشفاه في طبلة أذني

ليزدهر العالم المفرغ الممتلئ.! وتصبح نوتات شهية رغم وجع البداية.!

لتنزلق الضحكات وأختمها

بِ(أوووووش أصواتكم تزعجني:).!

(وكسرت المغزل فَلم أعد تلك الفتاة الموجوعة)

(على ضفاف السين, شاب يجٌّر عجلاتِ كرسيه بأمل,

ويعلَّقُ على ظهره لوحةً قرأتها بصعوبة: (لا تشفق علَّي، أنا أسعد منك)!)

محمد علوان

احترامي ومودتي


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة