Culture Magazine Thursday  11/06/2009 G Issue 287
فضاءات
الخميس 18 ,جمادى الثانية 1430   العدد  287
معجمُ موازين اللّغة
صالح اللحيدان

 

أجمة: أجمة جمع (آجام) (1) وميزانها الصرفي أفعلة ولا يُقام على هذا أجم، بل لا بد من التاء المربوطة لكن لعل أجم لغة غير ناهضة. والأجمة بضم الجيم وفتحها لغتان والفتح هو: الأصل حسب فهمي وهي المرتفع من الأرض من أحجار أو جبل صغير له رأس أو ما يكونه الإنسان من أحجار بعضها فوق بعض علامة على شيء ما.(2)

(والأجمة) هي الطرف والمرتفع والعلامة والحد.

أنجم: من التنجيم وهو معرفة علم آثار النجوم وهو علم فيه صدق وكذب، وصدقه تخمين وظن ومقاربة وهو ضرب من الكهانة، ولما كان العربُ يعتقدون بالنجوم قبل الإسلام وأن لها تأثيراً في الحياة كالمطر والثمر والترحال.. إلخ.. بيَّن سبحانه أنها مخلوقة تسير بتدبيره تعالى {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} وقال قتادة (3) خلقت النجوم لثلاث (علامات يُهتدى بها وزينة للسماء، ورجوم للشياطين). وقد جاء هذا في الكتاب الكريم قال سبحانه {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} وكذلك جاء غيرها.

والنجوم منها ما هو ثابت، ومنها ما هو يسير بإذن الله تعالى، ومنها ما هو دائر حول نفسه (4) ولكل نجم منزلة وهُناك نجوم معروفة جاءت في الشعر والخطب والأمثال والحكم مثل: سُهيل/ الثرياء/ المرزم/ الجدي/ التَّابع/ التّويبع/ النسر اليماني/ النسر الشمالي/ (الشامي) عطارد/ زحل المشتري/.

والضرب بالنجوم كله لم يثبت به شيء ما فلم يصدق برج العقرب ولا الثور ولا الجدي ولا السرطان.. إلخ فيما يعتقده المنجمون أن له تأثيراً فيمن ولد في هذا البرج أو ذاك، إنما هي إيحاءات وتخييلات فاسدة {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}.

أسفل: وأسفل رباعي الحرف وهي أصلية على وزن (أفعل) وهو ليس بمعنى تحت وإن كانا ظرفي مكان؛ لأن المعنى مُختلف لكن العامة يشكلون بينهما فيُقالُ تحت البيت، وأسفل البيت لكن جرى العرف اللغوي على ذلك وهناك مشاحة في هذا. وأسفل أبلغ من تحت ولهذا فإن استعمال أسفل إنما يكون في الدون في كل شيء قال سبحانه في المنافقين: {فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} وقال: {أَسْفَلَ سَافِلِينَ } أي نهاية الأسفل وهذا كناية في المعنى، وحقيقة في الحس وذلك إنما يكون حسب الحاصل، وتقول سفُل الرجل سقط من حيث المعنى وقلّت قيمته عند: العقلاء إذا باع دينه أو مارى أو فجر أو راءى أو ظلم أو أكل الحرام ونحو ذلك، وأصل أسفل وسفُل وسفُلتْ أنها صيغ يؤتى بها للتعبير عن المراد الموضوع لها من حيث حقيقة وضعها كما قدمتُ آنفاً، وفي الجماد هُنا إشكال لكن لكل جماد تعبير معروف به فيُقال أسفل الوادي وأسفل الجبل، ويُقال: تحت الشجرة وتحت الغطاء وهكذا تكون الحال.

واعلم.. نفع الله بكَ.. أنَّ علم اللغة والنحو مثل علم: الحديث كل ذلك إلهام (5) وموهبة ونور يؤتاه العالم ولهذا لا ينفع في هذا البتة التصور بمجرد النقل أو كثرة القول، أو محاولة النقد هكذا (6) فتدبر هذا.

* * *

(الهامش)

(1) ويجوز: أجمات.

(2) وكانوا يجعلونها دليلاً على: مواطن كل قبيلة، وقد تكون من: مرتفعات للدلالة على: الموقع المعين.

(3) قتادة بن دعامة عالم مُحدّث لغوي مُفسّر روى له: الجماعة.

(4) كالجدي.

(5) عد ولا بد إلى كتاب: (العلل) لابن أبي حاتم ج1 ص5 /9 .

(6) عد إلى (نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرّخين) ص1 /15 .

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة