Culture Magazine Thursday  11/06/2009 G Issue 287
تشكيل
الخميس 18 ,جمادى الثانية 1430   العدد  287
من الحقيبة التشكيلية
المرأة في الفن التشكيلي (10)
مؤسسات نسائية داعمة للفن التشكيلي حققت مكانتها محلياً وعالمياً

 

إعداد: محمد المنيف

ما زلنا نستعرض حضور المرأة السعودية في المشهد التشكيلي العالمي كمساهمة وداعمة على الرغم من أن نشأة الفن في محيطها جاءت متأخرة تبعاً لظروف إنشاء المؤسسات العلمية المختصة بالفنون، ومع ذلك استطاعت أن تحفر لها اسماً في مساحة النشاط المعاصر وحققت به منافسة دولية أثبتت فيها التشكيلية السعودية قدرتها على اللحاق بسابقاتها من التشكيليات العربيات ومن ثم التعريف بإبداعها عالمياً، هذه السلسلة التي شارفنا على الانتهاء منها حاولنا خلالها أن نتعرف ولو بشكل موجز على ما للمرأة من دور في الثقافة عبر تخصصنا المتمثل في الفنون التشكيلية قبل أن تتسع دائرة الإبداعات ابتداءً من العصور الوسطى مروراً بعصر النهضة وصولاً إلى القرن الواحد والعشرين، وكان لنا أن قدمنا نماذج من تلك الفترات والحقبات التاريخية كشفنا كيف كان التشكيليون الذكور أكثر منافسةً وحضوراً وتهميشاً لفنون المرأة، إلى أن أثبتت مكانتها وأصبحت نداً قوياً للرجل في هذا لمجال، واليوم يسعدنا أن نستعرض جانباً مهماً في هذا السياق هو دور المرأة الآخر تجاه الإبداع التشكيلي بشكل عام وبإبداع شقيقاتها التشكيليات..

مؤسسات نسائية تشكيلية

تعتز التشكيليات في هذا الوطن بوجود دعامات من بنات جنسهن يقدمن العون لهن ويساهمن في تسهيل سبل حضورهن التشكيلي في ظل هيمنة الرجل على هذا الفن فترات طويلة حرمن فيها التشكيليات من الكثير من الفرص في جانب المشاركة في المعارض أو إقامة المعارض الفردية أو تبيان مستوى الإبداع عبر تحقيق الجوائز في المسابقات التي كان التشكيليون محتكرين منصاتها، من هذا المنطلق وبقناعة تامة بما أصبح عليه الفن التشكيلي من تطور وتميز لدى العديد من التشكيليين والتشكيليات قام عددٌ من السيدات بالدخول في هذا المضمار وهو أمر يحسب للجانب النسائي ويعد ريادة في قيادة الواقع التشكيلي وإثراء الساحة ودعمها مقابل ندرة مساهمة الرجال في مثل هذه المواقف المتمثلة في إنشاء وتأسيس مؤسسات وقاعات عرض تشكيلية انفرد بها هذا العدد من السيدات مقابل تراجع الرجال، وإذا كنا سنستعرض كل مؤسسة أو مشروع على حدة فعلينا أن نذكر صاحبات المبادرات في تأسيسها وهن الفنانة صفية بن زقر، صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد، سمو الأميرة أضواء بنت يزيد، الفنانة التشكيلية شذى الطاسان، نبيلة البسام، سمو الأميرة نوف بنت بندر، صاحبة السمو الملكي الأميرة مشاعل بنت عبد الإله، سمو الأميرة نورة بنت بدر بن محمد بن عبدالرحمن والفنانة منى القصبي، وفيما يلي تفصيل عن كل مؤسسة.

مؤسسة المنصورية

مؤسسة المنصورية بجدة مؤسسة غير ربحية بدأت فكرة تأسيسها عام 1994 من قِبل صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز التي ترأس المجلس التأسيسي ومجلس أمناء المؤسسة، وذلك نتيجة ما وصل إليه حجم المقتنيات الفنية التي تمتلكها الأميرة جواهر بما فيها عدد من الأعمال التشكيلية السعودية والتي تمثل نواة متحف للفن السعودي الحديث، وقد بدأت في أول خطوات المؤسسة عام 1999م بافتتاح مقرها الرئيس في باريس وانطلقت برامجها من جدة عام 2001م تمثلت في الاهتمام بالعديد من المبدعين مع الأخذ في الاعتبار اقتناء الأعمال ذات القيمة الفنية العالية المستوى كما ساهمت في تقريب مفهوم الفن السعودي وما يحمله من ملامح عالمية بنقلة إلى أعين الآخرين، إذ قامت المؤسسة بالمشاركة في معرض جنيف الدولي للفنون البصرية بالاشتراك مع معهد العالم العربي بأعمال الفنان طه صبان والفنان عبدالله الشيخ، مع ما تساهم به في إثراء المكتبة التشكيلية العالمية بإصداراتها ومنها موسوعة للفن السعودي المعاصر وكتب عن تجارب عددٍ من التشكيليين المتميزين منها كتاب عن تجربة الفنان فيصل السمرة وكتاب جمع الأدب والفن التشكيلي للأختين شادية ورجاء عالم كما أصدرت المؤسسة كتاباً بعنوان إشارات يتضمن لوحات للفنانة شادية عالم وكتاباً للفنان عبد الله حماس وآخر لمهدي الجريبي وللفنان زمان جاسم.

دارة صفية بن زقر

دارة الفنانة صفية بن زقر من أبرز المعالم الإبداعية والفنية والتراثية في المنطقة الغربية افتتحت عام 1421 هـ-2000م على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، هدفها الرئيس عرض لوحات خاصة بالفن، وتقوم أهمية الدارة كما جاء على لسان الفنانة صفية على ثلاثة جوانب تاريخية،فنية،ثقافية.

الجانب التاريخي يرتكز على أن الدارة هي الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية.

أما أهمية الدارة من الجانب الفني فتكمن في تسليط الضوء على نموذج من الفن السعودي المعاصر وجعله متاحاً للجميع للمشاهدة، ومن الجانب الثقافي تأتي أهميتها بما يمكن لها أن تقدمه من خدمات أو نشاطات أو برامج ثقافية إلى جانب المعلومات المعرفية اللازمة عن الأعمال الفنية المعروضة بصفة دائمة أو بصفة دورية مؤقتة.

المركز السعودي

تأسس المركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة عام 1409هـ، وقد قام بتأسيسه سمو الأميرة نورة بنت بدر بن محمد بن عبدالرحمن ومنى عبدالله القصبي.

المركز السعودي للفنون التشكيلية كما جاء في التعريف به من قِبل الفنانة منى القصبي يحمل على عاتقه إقامة العديد من الدورات الفنية يتم من خلالها رعاية وتنمية الكثير من المواهب الفنية سواء بالنسبة للأطفال أو الكبار، بالإضافة إلى الدور الذي يقوم به لتفعيل الحركة التشكيلية في مدينة جدة من خلال إقامة المعارض الفنية والندوات التشكيلية.. وقد شهد المركز انطلاقة العديد من الطاقات الفنية التي شقت طريقها في هذا المجال.

كما يقدم المركز دورات في مختلف جوانب الفنون التشكيلية منها التصوير الزيتي بالنسبة للكبار والمائي والرسم على الزجاج والنحاس والقماش للأطفال.. وهذه الدورات تُقام بصورة دورية منظمة خلال السنة وخلال العطلة الصيفية والتي تقدم للطلبة والطالبات في جميع المراحل..

يخضع تدريس الفن التشكيلي في المركز لمنهج مدروس ومعتمد من وزارة الثقافة والإعلام حيث يدرس الفن التشكيلي من بداية الإمساك بالقلم الرصاص بطريقة صحيحة وحتى نهاية وضع اللمسات الأخيرة للعمل الفني..

قاعة عهود

للسيدة عهود النجراني أسستها في الرياض وأثرت العاصمة بالعديد من المعارض على مدى سنوات طويلة نقلتها أخيراً إلى الخبر وتعد قاعة عهود من القاعات المهمة في الساحة التشكيلية عبر ما تقوم به من تسويق لعمال الفنية لمختلف التشكيليين وقامت على تجميل العديد من المرافق بهذه اللوحات.

معرض التراث العربي لنبيلة البسام

تأسس معرض التراث العربي المعرض في مدينة الخبر في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية على يد الفنانة ومصممة الاحترافيات نبيلة البسام.

في العام 1979م بدأ المعرض بشكلٍ مصغر يعرض أعمالاً لفنانين واحترافيين في شكل فردي أو ضمن مجموعة، وكان أول العروض أعمال النسج البدوي والمعلقات وفي العام 1992 بُني معرض ومرسم أكبر في الموقع نفسه وأُتبِع بمبنى من طابقين. والمبنى الجديد مؤهل تقنياً للفنانين لعرض أعمالهم، كذلك بالنسبة للمبنى الآخر الذي خُصص للهدايا حيث يمكن أن نجد مشغولات يدوية منتقاة ومنفذة بعناية من مناطق المملكة العربية السعودية وبلدان الشرق الأوسط. كذلك الأعمال المزججة والمطبوعات والأُطر والملبوسات، ويوجد في المبنى مُحتَرف ومرسم كبير حيث يمكن تنفيذ الأعمال الفنية وأعمال الأُطر، إضافة إلى ذلك هناك مرسم خُصص لأعمال نبيلة البسام لتصميم وتنفيذ الملبوسات.

قاعة حوار

قاعة حوار للفنون أسستها وتديرها الفنانة شذى الطاسان افتتحت في الثاني عشر من فبراير عام 2006م بالدور 52 في برج المملكة بمدينة الرياض. تحتوى القاعة على مجموعة مختارة من روائع الفن العربي الحديث بدءاً من 1900م حتى الوقت الحالي. لكي تلمس آخر الخبرات الفنية بمشاهدة الرسومات والنحوت التي تمت.

جاء تأسيس القاعة بدعم من معالي الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الطاسان، الغرض منها تنظيم معارض للفنون المعاصرة تضم إنتاج فنانين من مختلف أنحاء العالم، وقد أُقيم بها العديد من المعارض لفنانين عرب عالميي الشهرة وفنانين خليجيين وفنانين من المملكة العربية السعودية كما يتم إقامة ندوات وأمسيات تشكيلية في وقت العرض.

قاعة لحظ

افتتحت صالة لحظ عام 2005 بمعرض ضم نخبة من التشكيليات وتهدف الصالة في بداية نشاطها إلى أن تكون حضناً لتشكيليات إلا أن كثافة النشاط التشكيلي بالرياض دفع سمو الأميرة نوف بنت بندر بن محمد آل سعود إلى فتح المجال لمختلف الفنانين فتم بذلك إقامة العديد من المعارض كما ساهمت القاعة بعرض أعمال التشكيليين خارج الوطن.

جمعية النهضة النسائية الخيرية

تعد جمعية النهضة النسائية بالرياض التي ترأس مجلس إدارتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة الفيصل بن عبد العزيز آل سعود من أبرز الجهات الخيرية الداعمة لإبداعات المرأة بما فيها الفنون التشكيلية النسائية وقدمت العديد من المعارض كما ساهمت في تعريف العالم بفنون المرأة السعودية وبمختلف تنوع هذه الفنون بمستوى وتواصل مع الفنون المعاصرة حيث أقيم معرض مشترك عام 1428هـ بين وزارة الثقافة والإعلام وجمعية النهضة النسائية بالتعاون مع السفارة الإيطالية يحمل عنوان( نوافذ) بمشاركة 18 فنانة سعودية و30 فنانة تشكيلية إيطالية.

اشتمل المعرض على ثلاث مهارات الأولى (الحرف اليدوية) المتمثلة في المنسوجات والمجوهرات والحلي والفخار والخزف والأزياء الشعبية والملابس والمجوهرات، أما المهارة الثانية فهي (الأدب) المتمثلة في كتابة الشعر والسير الذاتية والتجارب الفردية والفلكلور الشعبي أما المهارة الثالثة في المطبخ الشعبي والوصفات التقليدية وسوف يعرض هذا المعرض في محطته الثانية في إيطاليا في الثامن عشر من يونيو 2009م..

مكتبة الملك عبد العزيز

وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فلنا أن نذكر مكتبة الملك عبد العزيز القسم النسائي بالرياض الذي احتضن مجموعة كبيرة من التشكيليات من خلال تجميل المكتبة بأعمالهن لتصبح نموذجاً للمتحف التشكيلي.

هذه الإطلالة استعرضنا فيها أبرز النماذج النسائية الداعمة للفن التشكيلي بشكل عام وللمرأة بشكل خاص لنستكمل في الحلقة القادمة الدور الرسمي لدعم التشكيليات من خلال تقديم معرض الفنانات التشكيليات الذي أطلقته الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأكمل مسيرته مع وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام.

monif@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة