Culture Magazine Monday  26/01/2009 G Issue 268
فضاءات
الأثنين 29 ,محرم 1430   العدد  268
حطي كلمن
كمقبض باب!
خلود عبدالله العيدان

 

محمد ابن أخي ذو الثمانية عشر عاماً، لم ينتظر كثيراً ليترجم من الهولندية إلى العربية رسالة بريدية عبر الإنترنت تحمل خيارَي (نعم ولا) للإجابة عن سؤال يستفهم عن تأييد المصوت لمنع القرآن الكريم في هولندا، والرسالة المرسلة المختومة ب(انشر تؤجر) أكدت لقارئها أن التصويت ب (لا الهولندية) يعد نصرة للإسلام! ليجد محمد بعد أن ترجم السؤال المكتوب باللغة الهولندية في الموقع المرفق أنه استفهام عن إن كان الرئيس الأمريكي جورج بوش يستحق أن يوصف بالرئيس السيئ، وبطبيعة الحال هناك اختلاف مرعب ما بين الترجمتين؛ فالترجمة الأولى تقتضي الإجابة ب(لا)!ويقيناً النتيجة حينها لا تحتاج لتعليقي.

إيماني بالمشاركة بهذا النوع من الاستفتاءات أو عدمه ليس هو محور حديثي بقدر الحديث عن تفاؤلي بجيل يدير ما بين يديه ببراعة. لجوء محمد السريع إلى المترجم (القوقلي) وإرساله تنبيهاً لمضمون الرسالة، التدوين الصوتي الذي يمارسه سعوديون من هذا الجيل أيضاً يعبرون فيه عن أفكارهم وخواطرهم ودعواتهم للتغيير، كاميرا الجوال وإخراج شبابي متقن لأفلام قصيرة تناقش قضايا كبرى، الدردشات الإنترنتية بلغات عدة يجيب بها شبابنا عن استفهامات تشغل الآخر أياً كان، النشاط الواضح في العمل التطوعي المنظم، كل ذلك وأكثر يجعلني أسعد بالتقاط صورة عالية الوضوح لجيل يعرف ماذا يفعل.

هذا التفاؤل لا يعميني عن حروب (الهاكرز) المدمرة التي يخوضها شبابنا ضد مواقع إلكترونية أمريكية وإسرائيلية وربما (عربية)، ولا يعميني عن رسائل الجوال في الشريط المتحرك في كثير من القنوات الفضائية، كل ما كتبته وما لم أكتب عنه ينبهني أكثر بأن الوقت الذي يضيعه الشاب في اللعب بألعاب إلكترونية معقدة علّمه جيداً كيف يلجأ (لكتيب التعليمات) مئات المرات!

تلميح:

قال أحدهم: الذي لا رأي له؛ رأسه كمقبض باب، يستطيع أن يديره كل من يشاء!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «8337» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض kimmortality@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة