نستنفد شطراً غير قليل من حياتنا، مفتشين فيه عن ذواتنا. وفي غمرة كل تجربة نخوضها، ندنو، شيئاً ما، نحو حقيقتنا. وتمضي أعمارنا، هكذا دواليك، ونحن نتبدل بموازاتها. إلى أن نناهز الحقيقة الكاملة، ونتسربل بحكمة السنين، بعد أن تكون قد شاخت أعمارنا، وهرمنا. وفي بعض الأحوال، تفنى أيامنا، دون العثور على محض حقيقتنا، إلى أن يدنو أجلنا. فتجيء حقيقتنا التي صنعتها حياتنا المديدة أعطية سائغة وبلا مقابل،
...>>>...
عنوان كتاب لشاعر المهجر الأديب العربي اللبناني -ميخائيل نعيمة- أصدره بعد أن بلغ السبعين من عمره وشعر أن باقي أيامه أصبحت معدودة، وأن الموت قاب قوسنين أو أدنى.