Culture Magazine Monday  26/01/2009 G Issue 268
مسرح
الأثنين 29 ,محرم 1430   العدد  268
بعد سيل الانتقادات الموجهة إليه.. رئيس جمعية المسرحيين لـ(الثقافية): 1-2
مجلس إدارة الجمعية مريض بالشللية

 

الثقافية - نايف البقمي

جمعية المسرحيين السعوديين أحد التكوينات التي أوجدتها وزارة الثقافة والإعلام، وقد تم تأسيسها رسمياً في شهر ذي الحجة من عام 1428هـ وتم تكوين أعضاء مجلس إدارتها بالانتخاب. وكثر الحديث مؤخراً عن آلية الجمعية بين منتقد وملتمس للأعذار، ودار حولها الكثير من التساؤلات حول بطء الجمعية في تنفيذ مشاريعها لخدمة المسرحيين في المملكة. ولكي نظهر الصورة بشكل واضح التقينا برئيس مجلس الإدارة الأستاذ أحمد بن عبدالرحمن الهذيل الذي تحدث بدبلوماسيته المعهودة التي لم تمنعه من طرح بعض الحقائق بكل شفافية، ويأتي هذا اللقاء في جزأين نترككم مع الجزء الأول منه.

متى تتحرك الجمعية وتكون فاعلة بعد عام ونصف من تأسيسها؟

- أولاً: هذا الكلام مبالغ فيه، فالجمعية لم تكمل حتى الآن العام والنصف، والظروف أقوى من الجمعية وأعضائها، وأعتقد أن هذا الشيء إذا كان يخفى على الكثير فهناك البعض الذي يعلم الصعوبات التي يعانيها أعضاء مجلس الإدارة، فلم يهيأ لهذا المجلس مقر يمارس من خلاله الأعمال المنوطة به، وهذه هي المشكلة الكبرى، فلا نستطيع أن نوجد لنا عنواناً، ولا نستطيع أن نؤدي عملنا بشكل طبيعي ورسمي.

بصفتك رئيساً لمجلس إدارة الجمعية، هل استطعت أن تقضي على التكتلات والشللية داخل مجلس الإدارة؟

- في الواقع لا أستطيع أن أقضي على هذه الشللية، لأن هذه الشللية وجدت أساساً بفعل فاعل، فالذين صوتوا لبعض العناصر الذين تواجدوا في هذا المجلس كانوا نتيجة شللية، وبالتالي أنا أمثل شخصي وأقوم بدوري كرئيس مجلس إدارة منتخب وأحترم آراء الآخرين، سواء كنت مقتنعاً أو غير مقتنع بأدائهم وبآرائهم.

هل ستكون الجمعية مسؤولة عن تنظيم مهرجان المسرح السعودي الخامس كما هو منصوص عليه في لائحة تأسيس الجمعية؟

- هذا الشيء يعتبر من البديهيات منطقياً، ولكن متى تسنى للجمعية أن توجد نفسها بشكل طبيعي وفاعل بعد أن يصبح لها مقر تمارس من خلاله صلاحياتها التي تنص عليها اللائحة التأسيسية لهذه الجمعية، وأعتقد أن هذا جزء لا يتجزأ من مهام الجمعية في كل ما ينظم من نشاطات مسرحية، سواء كانت على مستوى مهرجان المسرح السعودي أو أي نشاط مسرحي يتم عن طريق أي قطاع أو أي جهة.

ما سبب تأخر وجود مقر للجمعية إلى هذا الوقت؟

- كان من المفترض على وزارة الثقافة والإعلام أن تهيئ المقار للتكوينات الجديدة قبل أن تعلن عن ولادتها، ونحن وقعنا في هذا المطب وربما الجمعيات الأخرى ستمر بهذه الحالة، ولكن كان أملنا أن يتم تجاوز هذه الصعوبات في وقت قليل، لكن هناك ظروف، فالعمل الإداري والبيروقراطية لا بدَّ أن يكون لهما دور في هذا الجانب، ولم نستطع أن نتخطى ذلك، بسبب كوننا مؤسسة مستقلة لا نملك قرارات أو صلاحيات لكي نفرض رأياً معيناً على وزارة الثقافة والإعلام.

متى سيكون لجمعية المسرحيين دور في اختيار العروض المشاركة خارجياً؟ وهل تتصور أن هناك آليات لاختيار هذه العروض؟

- في الواقع هذا من مهام الجمعية، وعندما نعود إلى اللائحة التأسيسية فهذه إحدى مهام جمعية المسرحيين، ولكن جميع هذه الأسئلة ترتبط بالتكوين الكامل للجمعية، فجميع الأسئلة التي طرحت حتى الآن مرتبطة بمدى تكوين الجمعية بشكل متكامل وبشكل طبيعي وصحيح. لا نستطيع فعلاً أن نمارس دورنا ما لم تكن لدينا إدارة وتكون لدينا مكاتب وأجهزة وموظفون يديرون ويؤدون المهام المنوطة بالجمعية فيما يتعلق بكل هذه النشاطات، ومن الطبيعي أن تكون الجمعية هي المعنية باختيار العروض المشاركة وباختيار العناصر المشاركة وترشيح العناصر في كل المجالات، سواء في الناحية التدريبية أو في أي مجال آخر.

ألا ترى أن الجمعية حالياً بحاجة ماسة إلى لجنة استشارية تسترشد بها في متطلباتها المسرحية؟

- أيضاً هذا السؤال يرتبط بتكوين الجمعية، وقد شكلنا حالياً لجاناً مبدئية من أعضاء مجلس الإدارة الآخرين الذين لا علاقة لهم بمهام الرئيس ونائبه والأمين العام والمسؤول المالي، وهم يتولون التخطيط والبرامج والشؤون الإعلامية والاحتياجات الأولية التي نحن بصددها، وعندما يتم تكوين الجمعية بشكل متكامل لا بدَّ من الاستعانة بعناصر من المسرحيين ذوي الكفاءات الذين تحتاج إليهم الجمعية، وأعتقد أن هذا شيء طبيعي وحق لكل المسرحيين أن يساهموا ويشاركوا في هذه الجوانب.

يقال إن الجمعية فشلت في أول اختبار لها في ترشيح المكرم والمشاركين في الورش في مهرجان دول مجلس التعاون الخليجي للفرق الأهلية حيث كانت الآلية تتم بطريقة (الفزعة) دون النظر إلى منهجية علمية يتم بواسطتها الاختيار. فما رأيك في هذا؟

- أعتقد أن هذا الكلام اجتهادي ومبالغ فيه وعملية الترشيح نبعت من أعضاء مجلس الإدارة وكلنا ثقة بهم جميعاً والغالبية منهم مدراء لفروع جمعية الثقافة والفنون التي هي المنتج الرئيسي للعمل المسرحي، وبالتالي لم نخرج خارج البيت وتم الاستعانة بأهل البيت وطلب منهم ترشيح العناصر المؤهلة أو من يجدون فيهم الكفاءة لحضور مثل هذه الدورات وتمثيل القطاع المسرحي، أما فيما يتعلق بالتكريم فقد طلب اختيار الشخص المكرم من خلال تعاملهم ومن خلال خبراتهم في العناصر التي تستحق هذا التكريم، ولا أعتقد أن هناك محاباة، وإذا كانت هناك مجاملات فهي مجاملات مستحبة.

بمعنى آخر.. هل كانت هناك شروط وآلية واضحة تم وضعها لاختيار هؤلاء الأشخاص وتم تعميمها على جميع المسرحيين في المملكة؟

- كما ذكرت سابقاً تم الاختيار من قبل أعضاء مجلس الإدارة بعد طرح أسماء مسرحية لهم دراية بهم، ونحن نثق بآراء الزملاء في المجلس، وتم مخاطبة العديد من القطاعات المنتجة للنشاط المسرحي، وعلى هذا الأساس تم اختيار العناصر المرشحة لهذه الفعالية.

منذ تأسيس الجمعية وحتى الآن ورغم كثرة المهرجانات العربية والدولية التي أقيمت خلال هذه الفترة إلا أن الجمعية غابت تماماً عن كل هذه الفعاليات ولم تسع للتعريف بنفسها خلال هذه المهرجانات.كيف تفسر ذلك؟

كيف تستطيع الجمعية أن تعرف بنفسها، وهي لم تضع لنفسها حتى الآن أو لم يتهيأ لها المكان الذي تنطلق منه أعمالها؟ فكيف نستطيع ذلك ولا يوجد لدينا هاتف أو موقع أو وسائل اتصال لكي نتواصل مع الآخرين ولكي نقدم أنفسنا؟ هذه أحد هذه المعوقات، والذي يقول إن المقر ليس معوقاً لنا، فأنا أرد عليه بأن المقر مهم جداً، وهو الذي يحدد الطريقة الصحيحة في العمل وإيجاد الموظفين الذين يسيرونه، فأنا أعمل من منزلي والآخرون يعملون من منازلهم كذلك أو من مواقع أخرى يستعينون بها. لم نتوقف حتى يتم تأسيس هذا المقر، ولكننا لم نستطع أن نقدم أنفسنا للخارج أو حتى للداخل بشكل رسمي، لأنه يترتب على ذلك - كما ذكرت - وجود مطبوعات تحتوي على معلومات عن مقر الجمعية وطريقة التواصل معها، لذا لم نستطع تقديم أنفسنا للآخرين بشكل رسمي.

أستاذ أحمد.. لا نريد أن يتم التعريف عن المقر ولكن على أقل تقدير التعريف بأعضاء مجلس إدارتها وبوجود جمعية للمسرحيين في المملكة وتوضيح ذلك للجميع.

- في الواقع هذا دور وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، فالوزارة كونت هذه الجمعية والجمعيات الأخرى، وبالتالي فالمسؤولية تقع على عاتق الوزارة بأن تعرف القطاعات التي ترتبط معها بعلاقات رسمية وذلك بمخاطبتهم وتبليغهم بهذه التكوينات الحديثة وبالعناصر التي تشكل هذه التكوينات، وأتمنى أن يتم ذلك في القريب العاجل، لأنه من مهام الوزارة.

مهرجان الرياض الأول للمونودراما ثم مهرجان الجنادرية المسرحي، ولا زالت الجمعية غائبة عن هذه المهرجانات.. إلامَ تعزو هذا الغياب؟

- عندما أمارس دوري بشكل طبيعي، فللجميع الحق في محاسبتي، وأن يُسأل عن دوري في أي نشاط يقدم، فكما ذكرت وأكرر، وليس تبريراً ولا هروباً ولا دفاعاً، فأنا أتكلم بواقعية، وأرجو من الجميع أن يتفهم هذه الواقعية. نحن لم يتهيأ لنا المكان أو البيئة التي تخولنا ممارسة الدور التي كونت هذه الجمعية من أجله، ونحن نمارس أدوارنا بشكل اجتهادي من منازلنا ومن أماكن عمل بعض الزملاء!


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة