Culture Magazine Monday  26/01/2009 G Issue 268
كتب
الأثنين 29 ,محرم 1430   العدد  268
أعاصير الشرق الأوسط وتداعياتها السياسية والتربوية

 

تأليف: حامد عمار،القاهرة:

مكتبة الدار العربية للكتاب، 2008

يربط الكتاب بين الأحداث السياسية والمعارك الحربية من ناحية، وقضايا الإصلاح والتربية من ناحية ثانية، وهو يقع في قسمين، يضم القسم الأول ستة عشر مقالاً جميعها تحت عنوان: (بين الهيمنة الإمبراطورية والعدوان الصهيوني)، ويتناول فيه المؤلف المواجهة مع الغرب، وحرب التجويع والإبادة في غزة، وحرب لبنان وحروب العراق، في محاولة لتفسير الأسباب الجوهرية الكامنة خلف هذه الحروب ودوافعها. أما القسم الثاني فيضم تسعة عناوين تندرج تحت عنوان رئيسي (تجارة التعليم وتفكك المجتمع).

يعالج المؤلف في القسم الأول من الكتاب، مفهوم العولمة ويتساءل عما إذا كانت وجهاً جديداً أم أنها ضرب قديم تنامي واستقوى عبر تراكم إفرازات الرأسمالية الغربية، منطلقاً من حادثة الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية ومنتهياً إلى الاعتراف بفشل حوار الحضارات، داعياً للمقاومة والمواجهة على جبهتين خارجية وداخلية. كما يستعرض عدد من المذابح التي شهدها التاريخ المعاصر والتي تجلت في مجزرتي قانا والبقاع بلبنان وإذ استهدف فيهما العدو الإسرائيلي الأبرياء من النازحين فرارا من القصف الإسرائيلي لمدنهم.

أما القسم الثاني من الكتاب بفصوله التسعة، فقد تناول المؤلف فيه - وهو خبير تربوي وتعليمي مخضرم - دور التعليم الحالي في تفكيك الوطن وناقش تعدد منظومات التعليم ومخاطره المجتمعية معتبراً التعليم عملية سياسية كما أن السياسة عملية تربوية تعليمية وتناول الوظائف التي يمارسها التعليم في النسق السياسي والمجتمعي والعلاقة التبادلية بين عمليات السياسة والتوجهات التعليمية بنظمها ومؤسساتها وقياداتها ثم عرج مرة أخرى نحو مفهوم العولمة راصداً علاقته بتفكك المجتمع ونمو السلوك الاستهلاكي المروج للقيم الغربية.

كما يناقش المؤلف توجهات التعليم في مصر المعاصرة،مشيرا إلى أن التعليم ليس موضوعًا علميا وفنيا محايدًا، لكنه نسق لعمليات سياسية، كما أن السياسة نسق لعمليات تربوية، ويتوقع أن تؤدي مجرياته الحالية في الأفق الزمني المتوسط، أما بين 5 و7 سنوات إلى بدايات تفكك وطني مدمر، وإضعاف روح التلاحم بين مختلف الشرائح الاجتماعية، خصوصًا مع زحف رأس المال إلى قطاع التعليم وتخفيف أعبائه عن الدولة، ويتزامن هذا مع مشروعات أمريكية لتطوير التعليم هدفها الوحيد هو إحكام قبضة أمريكا من خلال التربية والتعليم علي منطقة الشرق الأوسط، وتشير إلى خطورة المعونات والقروض الأجنبية وتأثيرها بالغ الضرر علي جهود تطوير التعليم، وينتقد المؤلف بشدة التوسع في إنشاء المدارس الخاصة والجامعات الخاصة، ويري في شيوع هذا القدر من الاختلاف والتباين بين هذه النوعية من المدارس والجامعات من ناحية، ومدارس وجامعات الحكومة من ناحية ثانية، تأثيرات ضارة علي مفاهيم الهوية والانتماء والمواطنة.

وينبه المؤلف إلى الخطر الذي كشفه تقرير التنمية البشرية لعام ؟؟؟???? الصادر عن معهد التخطيط القومي في مصر، من أن معدل التحاق أبناء الفقراء بالتعليم الجامعي لا يتعدى ؟؟؟؟?% فقط ممن بدؤوا مسيرتهم التعليمية في المدرسة الابتدائية، وتزداد تلك النسبة في حالة أبناء الأغنياء، وخاصة من يلتحقون بالمدارس الخاصة المتميزة إلى أكثر من 90%.

يقع الكتاب في (107) صفحات من القطع العادي.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة