Culture Magazine Monday  22/01/2007 G Issue 183
مداخلات
الأثنين 3 ,محرم 1428   العدد  183
 
العوين.. همزة وصل بين جيلين

 

 

د.محمد بن عبد الله العوين إعلامي وكاتب ومذيع سعودي متميز جمع خبرة جيل سابق في الطرح الإعلامي والعمق الثقافي وعقل الفكر وروح المعرفة وبين الجيل الحالي من تطور آلية الوسيلة الإعلامية الأدبية والتحريرية والحوارية ونشاط وحيوية شبابية، وقد تجلى ذلك في العديد من برامجه التلفزيونية والإذاعية وإبداعاته الكتابية التي كان لكتابه (كلمات معارك نقدية) الوجه الأبرز في السمو البلاغي والإبداع الأدبي الفريد من نوعه الذي جمع بين نقد الذات أو المكاشفة مع الذات من جهة وبين نقد المجتمع ومكاشفته من جهة أخرى، وليس القصد من النقد هنا إظهار الجانب السلبي بل إظهار الجانب الإيجابي على حد سواء فليس معنى أن ننتقد ونسلط الضوء على الأمور السلبية فقط أننا صريحون جداً وليس معنى أن نمدح أو نثني أننا متملقون، العدل والمساوة في الطرح هما اللذان يجعلان الصورة الأدبية تحلق إلى الغيوم في سماء الكلمة الحقيقية الهادفة لتعكس وجهاً من وجوه الأدب والإبداع البلاغي والسمو اللغوي.

وقد طرح فكرة مبدعة للغاية وهي عن الأدب الإسلامي وبكل طرح موضوعي عندما ينادي بضرورة تفعيل هذا النوع من الأدب الإسلامي وإشهاره في الأماكن التي يكون المسلمون بها أقلية أو في البلدان غير الإسلامية، لأننا في بلداننا الإسلامية يغلب علينا إبداع الأدب الإسلامي بكل جوانبه لكن بنسب متفاوتة فنحن أمة إسلامية والأدب الإسلامي متأصل بالمسلمين ومتواجد بقوة في الساحة الأدبية في بلداننا الإسلامية.

وقد تطرق الدكتور إلى جائزة الدولة التقديرية للأدب أو الإعلام بشكل عام التي توقفت منذ أعوام ووضع تحليلاً وتعليلاً مناسبين يشرح بهما مطالبته بإعادة هذا النوع من الجوائز التي تعمل على غرس روح المنافسة الشريفة والإبداع بين أصحاب الفكر والقلم بين أصحاب المذياع والتلفزيون، مع ذكره أيضاً لجائزة الملك فيصل العالمية وأنها تطور وتشجيع فريد من نوعه يتناول شتى مجالات الإبداع الأدبية والطبية والدعوية وغيرها، ولعل اتجاه الكاتب فيما بعد إلى أحاديثه وكتاباته النقدية الساخرة التي أضفت روح الفكاهة على هذا الكتاب، ومن ثم تطرق إلى باب رائع جداً يتحدث فيه عن رموز في الشخصيات الأدبية والإعلامية على مستوى العالم العربي وكان شفافاً للغاية فكنت تشعر بأنه يمسك القلم بقلبه وليس بيده من صدق الرواية وعمق الحديث.

ولعل تطرقه إلى النور الموحش واصفاً (الشيب) ببياضه وكأنه مضاء كالنور لكنه موحش كأن في ذلك نوعاً من أنواع المكاشفة مع الذات بأن الشيب بدأ يدب في رأسه, فتجده قد تنوع في الكتاب ما بين الجد والهزل ما بين الضحك والبكاء ما بين النقد والمدح، وللمرأة المسلمة والعربية كان لها حظ رائع في الدفاع عن حقوق المرأة ودورها الريادي في المجتمع وفي ذات الكاتب أيضاً إلا أنني أطالب الدكتور العوين بمزيد من الإبداع المرئي، فالإعلام اليوم هو إعلام الصورة، أطالبه بالقفز إلى عالم الفضاء الحر الشريف إلى التجديد في الطرح والموضوع المتطور بتطور هذه السنوات مع الحفاظ على بروتوكولات الزمن الجميل زمن الأجيال السابقة التي كنت تشعر بأن الإعلامي قاموس من العلم والمعرفة صاحب مبدأ ورسالة وليس موظفاً قابعاً خلف مكتبه، فعلاً الدكتور العوين همزة وصل بين جيل الأصالة جيل الثقافة وبين جيل الشباب الحديث المولع بالمعرفة والانطلاق الصاروخي في سماء المعرفة والإبداع.

د.محمد العوين.. فكرت.. فكتبت.. فأبدعت.. إلى الأمام.

م.فادي بن إبراهيم الذهبي مدير مجلة العلاقات العامة والإعلام جدة fthahabi@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة