Culture Magazine Monday  22/01/2007 G Issue 183
الثالثة
الأثنين 3 ,محرم 1428   العدد  183
 
الشعر.. ما أوسع البوح فيه:
رؤية جدلية تهدم سماقة الإفصاح

 

 
* الثقافية عبد الحفيظ الشمري:

هل مات الشعر؟.. أي توارى (عبد الله الزيد) أم تهاوى صرح الشعرية؟ وأفَلَتْ أقمار عبد الله الصيخان، وهل ذابت جماليات الشعر؟ حينما انزوت مطارحات محمد جبر الحربي في حرير اللاعج الفاتن.. شعر التفعيلة الرافل منذ ميلاده بينعة الصبا التي سكنت أعطاف تجارب الشعراء المجبولين على فتن الشعر، وبوحهم المترامي كمطر عارم على إجداب أرض نجدية قاحلة.

ما أوسع البوح في الشعر حينما لاذ هؤلاء الشعراء الثلاثة: الزيد والصيخان والحربي في تضاعيف ملكوت الحياد، الموشّى برمادية (ألهذا الزمان شعر؟!).. قول قد يتردد صداه حول قبر نزار، ومنافي سعدي يوسف، وأحمد مطر وغيرهم..

فحينما يوسِّع البوح خصوصيته تضطرم نار الفتنة حول الشعر: (هذا زمن لا شعر له..) هكذا يقول سعدي يوسف ذات قنوط مر.

هناك في مظنة الجدب، وهناك في تضاعيف الكشف المترقرق الدافق، تنبت كائنات الجدل مفصحة عن مآل الشعر حينما صمت شعراء كهؤلاء، وتهاوت مقولات شعرية أخرى في الأُفول، حينما يذهب القمر الشعري إلى أقصى معاني (المحاق) مفسحاً للظلمة أن تعوي كذئب وطأته حوافر الحذر.

الشعر فاتن هؤلاء.. ومُلهم من حولهم جزالة البوح الأزلي، حينما تغني الكلمات بلا قصائد هجاء أو مديح، أو صف أو معارضة.. هو شعر أطلَّ قبل عقدين ونيِّف من قرائح هؤلاء وحظيت الذائقة بفيض جميل إلا أنه الخسران المبين.. حينما برزت جدليات مناوئة لا تفتأ أن تهدم سماقة الشعر المتورِّد على المنابر حينما يحدو الشاعر (الزيد) ظعنه على وُرْدِ الحياة المترقرق، في وقت يُسجل فيه الثنائي الشعري (الصيخان) و(الحربي) حضور الشعر في مهابة (جرش) و(المربد) و(أصيلة)، و(عنابة) و(نزوى)، حيث يصبح الشعر هو الملاذ الأخير.. فماذا بعد أن أضحى الشعراء بلا شعر، والذائقة بلا شعرية..؟! من المسؤول عن ذلك؟!.. وهل الدخول إلى ملكوت الحياد لدى شعرائنا هو الملاذ الجديد يا ترى؟!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد
مواقع الجزيرة

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة