Culture Magazine Monday  23/04/2007 G Issue 196
فضاءات
الأثنين 6 ,ربيع الثاني 1428   العدد  196
 

على مائدة الشيخ التويجري (7)
د. عيد بن مسعود الجهني

 

 

لا شك أن المملكة العربية السعودية كدولة قد جمعت أطراف القوة التي جعلت منها رقما لايمكن تجاوزه دوليا فهي قوة روحية واقتصادية وسياسية، فالمملكة هي حاضنة الحرمين الشريفين ورائدة العالم العربي والإسلامي، وهي دولة كبرى اقتصاديا، وتمثل أكبر قوة نفطية عالميا، فوق ذلك فهي تنعم باستقرار سياسي مثالي عمره أكثر من مائة عام، وقائدها وموجه سياستها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك قوي له قدرة فائقة على توجيه الأحداث وهو محل احترام الجميع إقليميا وعربياً وإسلامياً، دعم هذا الاحترام وقواه وثبته بمواقفه الواضحة وصدقية القول والعمل.

والمملكة دستورها القرآن والسنة تطبق الشريعة الإسلامية وهي دين ودولة في سياستها الداخلية والخارجية، وتنطلق مواقفها من هذه المبادئ الخيرة.

ولقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ كان ولياً للعهد، وثم بعد أن أصبح ملكاً على حضور اجتماعات المؤتمرات الإقليمية والعربية والإسلامية بحسبانها رمزا لتضامن الأمة العربية والإسلامية وأملا لوحدتها الشاملة، وساحة لمناقشة ماتلاقيه الأمة من مشكلات وما تواجهه من معضلات، وإيجاد الحلول الناجعة لها، وبحسبانها أيضا وسيلة لتنقية الأجواء بين بلدان العالم العربي والإسلامي إذا تعكرت، وتقويم خطواتها إذا تعثرت.

وكان حضور خادم الحرمين الشريفين لاجتماعات تلك المؤتمرات مؤثرا مميزا ووجوده فاعلا محبذا، وكان أكثر ما يميز هذا الحضور شمولية الرؤى، وعمق ما يقدم من حلول ونضج ما يطرح من اقتراحات، ولعل شمولية الرؤى تتضح في أنه يتناول قضايا العالمين العربي والإسلامي الجدية، ولكنه لايهمل ما يمس المملكة منها، وفي الوقت نفسه نجده شديد الاهتمام بالقضايا العالمية التي تؤثر على حياة الناس في أي مكان من العالم، وما يحقق للإنسانية جمعاء الامن والاستقرار والرفاهية، ويبعد عنها شبح التفرق والاقتتال.

ونجد هذا النهج نفسه في مواقف خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- في مشاركاته في القمم الدولية فهو يدعو العالم أجمع وفي مقدمته امريكا وأوربا إلى الوقوف الى جانب الحق والعدل لدعم شرعية مطالب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره بنفسه، وحل الصراعات وإحلال سلام دائم في هذه المنطقة الملتهبة من العالم وفقا لميثاق وقرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها ذات الارقام 242-338-1397 الشيء الذي سيجلب السلام والأمن والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط برمتها بل والعالم أجمع.

وبفكر عميق عمق تاريخ المنطقة وبفهم ناضج لقضية العرب الأولى المحورية القدس وفلسطين والجولان ومزارع شبعا وضع خادم الحرمين الشريفين استراتيجية جديدة في عالم متغير آخذا في اعتباره حالة العرب ومصالحهم مؤكداً رؤيته المستنيرة وحكمته وبعد نظره كرجل دولة عالمي يحظى باحترام عربي وإسلامي ودولي.

فمبادرته للسلام التاريخية التي أصبحت مشروعا عربيا استراتيجيا للسلام بإجماع عربي غير مسبوق في قمة مؤتمر بيروت، بشفافيتها ودقتها تضع نصب عينها مصلحة العرب في المقام الأول.. وتنص المبادرة أن السلام يجب أن يتم طبقا للشروط العربية (انسحاب إسرائيلي كامل مقابل علاقات طبيعية مع إسرائيل) وتعهد الدولة العبرية بالانسحاب الكامل حتى حدود 4 يونيو 1967 بما في ذلك القدس الشرقية.

وقد كان الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري مشاركا في العديد من المؤتمرات التي رأس خادم الحرمين الشريفين وفود المملكة إليها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ومؤتمرات القمة العربية والإسلامية والدولية، وكان شاهدا على الجهد المتواصل الذي قام ويقوم به خادم الحرمين الشريفين للملمة الصف العربي والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وكذلك السلام والعدل الدوليين.

وقد أهل الشيخ التويجري للمشاركة في هذه المؤتمرات المهمة كما أهله من قبل لمرافقة خادم الحرمين الشريفين في زياراته رصيد كبير من الخبرة الطويلة في فن السياسة والعلاقات الدولية، اكتسبها خلال أكثر من أربعة عقود من الزمن وهو بذلك من أبرز الذين شاركوا في عضوية الوفود التي رأسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مؤتمرات القمة، وبحنكته السياسية وقدراته الواسعة وتحمله لكل المسؤوليات التي تسند اليه، كان يعمل ليل نهار من أجل خدمة دينه ووطنه وقدم الكثير والكثير مما تنوء به العصبة أولي القوة والجماعة أولي العدد.

وليس من قبيل المبالغة القول: إن الشيخ التويجري (طود) قوي في ميدان عمله الإداري والمالي عرفه الكثيرون (مبدعا) في هذا المجال، وفي مجال السياسة أقر العديدون في وطننا العربي (بتفرده).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة