Culture Magazine Monday  23/04/2007 G Issue 196
نصوص
الأثنين 6 ,ربيع الثاني 1428   العدد  196
 

إبراهيم بادي في روايته (حب في السعودية)
الرواية عالم من الصراع الوجداني للعواطف الشقية

 

 
*مطالعات -عبدالحفيظ الشمري:

كأنه يكتب للمسرح نصاً، يطل إبراهيم بادي على القارئ من خلال عمل روائي جريء يسمه بعنوان (حب في السعودية) ويحمل في ثناياه بعداً تأثيرياً يصوغ مفارقة العاطفة والعقل.. ذلك الذي يتجسد في صراع الحب، واعتلاج العقل حينما تصبح العلاقة الإنسانية حاملة لعناصر حياتها وموتها في آن واحد.

فتجاذب النقائض في رواية (حب في السعودية) هو حالة تسترعي الاهتمام من قبل المتلقي الذي يفتش عن خفايا هذه العلاقة بين شاب وفتاة يحاولان مقاومة العواطف دون فائدة.

تدور أحداث هذه الرواية في مجتمع محافظ يحاول شخوص عوالمه أن يكونوا أكثر قدرة على تخطي المحاذير، فالشابان في الرواية من أُمَّيْن أجنبيتين مما حدا بالعلاقة بينهما أن تكون نوعاً من أنواع الهواجس النفسية، حيث يلمح القارئ أن الكاتب قد سلط الضوء على ما يعتقد أنها قضية اجتماعية قد تفرز نوعاً من أنواع الاختلاف في فهم حالة العلاقة بين الرجل والمرأة على نحو ما عرضه في تفاصيل أحداث الرواية.

يعيد الكاتب إبراهيم بادي سيرة المعاناة الاجتماعية في الحياة التي تنقسم على ذاتها الآن بين محافظة، وأخرى متحررة، لتكون هي الرؤية العامة للعمل، إذن هي حالة صراع واضح بين قيم قديمة تحاول جاهدة أن تبقي على الصورة الموغلة في عتقها ونقائها، وأخرى متحررة تتكئ على الجرأة التي قد تخالف السائد المألوف، إلا أنه يظل هاجساً متعاظماً يثير القلق، ويؤسس لاشكالية اجتماعية قابلة للتطور.

تنتقل فصول الرواية إلى عدة عوالم، إذ يبدو للقارئ أن خصوصية النص قد توسعت فلم تعد العلاقة محلية بحتة إنما أضحت مشروعاً عاطفياً عربياً يسبر أغوار الذات، ويعالج مشكلة اجتماعية لا تزال قائمة، تتمثل في سبل الالتقاء الأمثل بين المرأة والرجل وفق أطر واعية تكفل لكل واحد منهم حقوقه وواجباته.

يورد إبراهيم بادي هماً آخر يتمثل في عرضه لقصة التحاقه بمسرح الجامعة وكتابته لنصوص مسرحية ساهم فيها مع نخبة من زملائه في تقديم رؤية معرفية جديدة، حيث يورد الكاتب جملة من التناقضات التي عاشها في أجواء حياته التعليمية ليقدمها على هيئة استرجاع ذاتي حينما نقل أحداث روايته إلى بيروت، وتحديداً لحظة أن كان في الجامعة الأمريكية في بيروت، ليعيد تفاصيل معاناة شاب يطمح إلى المعرفة واكتشاف ذاته من خلال جملة من التجارب التي تتسم تارة بالجرأة، وأخرى بالقواقعية.

الرواية تنسج خيوط أحداثها من عوالم متناقضة، تجمعها رؤية واحدة متمثلة في اكتشاف مزيد من الغموض، إضافة إلى محاولة بناء تجربة حياتية أعمق تتداخل في عوالم الرواية أحداث وصور، تبرز تمكن الكاتب من صياغة نصه بشكل مناسب، حيث تتداعى هذه الأحداث بعضها على بعض محدثة هالة من البوح الوجداني الذي يوظف المرأة على وجه الخصوص باعتبارها مادة قابلة للتعاطي كمفردة خطاب غامض يضفي على أجواء الحكاية بعداً تحذيرياً شيقاً.

تقع الرواية الجديدة لإبراهيم بادي في نحو (264 صفحة) من القطع المتوسط، حملت في تضاعيفها عدة أجزاء، ليلمح القارئ نزعة الكاتب إلى أن يكسر نمطية ما ألف عن كتابة الرواية بشكلها التقليدي، حيث أضحت هذه الرواية عالماً جديداً من السرد الشيق.

ما يجدر ذكره في هذه الملامسة القرائية الأولى للرواية هو أنها لا تؤكد نزعتها نحو النقد أو انتهاج أسلوب التحليل الفني، إنما هي دعوة للقارئ لكي يقف على هذا العمل الجديد لكاتب يبحث عن الحقيقة.. فليعذرني الإخوة القراء إننا في (مطالعات) لا نقدم نقداً إنما تعريفاً أول بهذا العمل، لعلنا نستميل القارئ ونستدرجه نحو مظنة المتعة والفائدة.

إشارة:

* حب في السعودية (رواية)

* إبراهيم بادي

* دار الآداب - بيروت - 2007م

* تقع الرواية في نحو (264 صفحة) من القطع المتوسط


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة