Culture Magazine Monday  23/04/2007 G Issue 196
نصوص
الأثنين 6 ,ربيع الثاني 1428   العدد  196
 
حيناً من الحب
حسن الصلهبي

 

 

أورقتُ حُبَّكِ،

ألقيتُ تينَ جنوني

على عشبكِ النرجسيّ الجميلْ.

وأوشكتُ أنْ أتساقطَ كُلّي

على رملك القمريِّ الصقيلْ.

ولكنني..

كي أضمَّكِ في غَسَقِ المستحيلِ

تريثتُ حيناً من الحُّبِ

حتى أُذيبَ جليدَ التساؤلِ،

حتى أراكِ تُعيدين ترميمَ روحكِ

في نبضيَ الواجفِ المشتعلْ.

أورقتُ حُبَّكِ،

أين أُخبئُ زهوَكِ؟

والطيرُ

تبني على كلِّ غصنٍ من القلبِ عُشاً

وترحلُ في أملٍ للرجوعْ،

ولكنَّها في الطريقِ

تجوع..

فتنهالُ ساقطةً في المدى،

وتدخلُ في قبعاتِ الظلامِ،

وتنوي الهجوعْ.

يذوبُ النهارُ

ويفتحُ لليلِ

صفحةَ حُلمٍ جديدٍ

تصولُ الدقائقُ فيها،

وتفرِضُ حَظرَ التجوُّلِ

حتى على النبضِ

في ردهاتِ الظلامِ البليدْ.

أُحاولُ أنْ أتثاقلَ في الخطوِ

أضبطُ حيناً عقاربَ قلبي،

وحيناً..

أُحاولُ أنْ أخنقَ الساعةَ المسرعةْ.

فتفضحني قطراتُ الضياءِ،

وأجثمُ في اللحظةِ الموجعةْ.

يرنُّ ضياؤكِ،

ترتبكُ الريحُ،

من شفتي

بسمةٌ تنطلقْ

تُحلِّقُ فوقي،

وتسخرُ..

من منظري المحترقْ.

أورقتُ حُبَّكِ،

ناديتُ يا...

لا تسمعينَ..

فأعدو إليكِ

أطاردُ أحلاميَ الهاربةْ.

أُلملمُ قلبي المبعثرَ

في سلةٍ من جديبِ الأملْ.

وأفرشُ فوقَ تُرابكِ زهراً

يُعانقني في حضورِ الأجلْ.

أموتُ.. ولكنْ على غيرِ رملكِ،

أهمسُ في كبرياءِ الخجلْ.

حبيبي رحلْ..

حبيبي رحلْ.

تعلّقتُ يوماً بأستارِ قلبكِ

أطلقتُ روحي،

تضيءُ انطفاءَكِ،

تَهدِمُ أصنامَكِ الجاثمةْ.

وتُعلنُني واحداً في هواكِ،

وفاتحةً ما لها خاتمةْ.

فراشةَ عمريَ..

أشعلتِ في حَطَبِ القلبِ ناراً

تَحومِينَ..

تَخشينَ

أنْ تلجي في عُباب اللهيبْ.

وترجينَ

- مِثلي -

بأنْ تُصبحَ الأمنياتُ جناناً

وأنْ يستحيلَ

العُبَابُ كثيبْ.

alsalhbi@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة