Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
فضاءات
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 

أحمد شوقي أمير الشعراء: ولو رغمت أنوف!!
.....محمد بن أحمد الشدي

 

 

تدور بين فينة وأخرى سجالات صاخبة ولا سيما في الفضائيات حول الشعر العربي وتنطلق أسئلة كثيرة على النحو الآتي:

- ماهي قيمة ودور الشعر في العصر الحاضر؟

- وهل الشعر العربي علم أو فن؟

- وهل أوزان بحور الشعر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي ما تزال صالحة لأهل هذا الزمان الذين انصرفوا عن التغني بالشعر وانجذبوا نحو التكنولوجيا والعلوم الحديثة؟

- وهل ما يزال أحمد شوقي أميراً للشعراء أم أن فكرة إمارة الشعر اندثرت ودخلت في دائرة الأساطير والنسيان؟

- وهل ما يزال في هذا العصر من يؤيد إحياء إمارة الشعر العربي؟

- وهل الشعر الحر أو الحديث أصبح بديلاً عن الشعر الموزون المكون من الصدر والعجز والقافية والصور الجميلة الآسرة؟

إن الجواب على هذه الأسئلة يطول وقد يستغرق الكثير من الكتب والمجلدات ولكني هنا بصدد الحديث فقط عن أحمد شوقي.. الذي يحاول بعض المتشاعرين أزلام الشعوبية، هذه الأيام إلغاءه وإلغاء إمارته الشعرية.

ولقد جرت محاولات جادة لبعث إمارة الشعر العربي وإيجاد أميراً لها، وقد أعجبت بهذه الخطوة ولكنها لم تأت حسبما توقعت. وفي هذه الأيام أيضاً أرادت قناة المستقلة من خلال مسابقة شاعر العرب أن تبعث أمجاد الشعر العربي وتحدد من هو شاعر العرب ولا أدري هل تنجح المستقلة في المحاولة أم لا؟ أما الحديث عن أحمد شوقي فهو ذو شجون فقد اعتقدت الأوساط الأدبية قبل عصر النهضة أن المتنبي عمنا الضخم كما يقول الزميل محمد العلي.. سيظل شاعر اللغة العربية الوحيد الذي لا يضاهيه أحد.

ثم جاء عصر النهضة وظهر في مصر بعض الشعراء المبرزين الذين انتشلوا الشعر العربي من الضحالة والركاكة أمثال محمود سامي البارودي، وحافظ إبراهيم، وأحمد شوقي. ونظراً لوفرة شعر أحمد شوقي وتنوعه حيث قال قصائد كثيرة في معظم الأغراض الشعرية، في الغزل، والرثاء، والوصف والوطنية. كما أبدع كثيراً من المسرحيات منها: كليوباترا، ومجنون ليلى، الذي كتب عنهما مسرحية المجنون وكأنه قد عاش معه في ظل جبل التوباد في بلدة الأفلاج، وعلى أطراف الربع الخالي! وقال قصائد دينية مما يثبت صدقه الديني كنهج البردة، وقال قصائد للأطفال وعلى ألسنة الحيوانات وهذا ما جعله يبرز كشاعر متعدد المواهب والفنون الشعرية والاتجاهات وساعد في انتشار شعره وشهرته ذلك الشعر المغنى.

في ذلك الوقت تنادى الأدباء والشعراء لاختيار أمير للشعراء وكان معظم شعراء الوطن العربي قد اعترفوا باستحقاقه لامارة الشعر، ثم أخيراً اعترف بعلو كعبه في الشعر منافسة حافظ إبراهيم وقال في مهرجان تكريمه وتنصيبه أميراً للشعراء:

أمير القوافي قد أتيت مبايعاً وهذي وفود الشرق قد بايعت معي

والواقع أن أحمد شوقي شاعر فحل غزير الإنتاج وله قصائد في غاية القوة والجمال وله أيضاً قصائد جميلة ومعبرة قالها في المنفى. ومن أبيات أحمد شوقي الشهيرة التي يتغنى بها الناس في المناسبات والمواقف الوطنية:

وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي

وله أيضاً:

وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا

وله أيضاً في تحية نضال السوريين ضد الاحتلال الفرنسي:

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

وقال قصائد كثيرة في غاية الجمال مثل قصيدة (جارة الوادي):

يا جارة الوادي طربت وعادني ما يشبه الأحلام من ذكراك

وقال شوقي أجمل الشعر في الغزل، حيث نقرأ له:

خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء

نظرة فابتسامة فكلام فسلام فموعد فلقاء

إن أحمد شوقي لا يزال أمير الشعراء ولو رغمت أنوف. إن أحمد شوقي شاعر مجيد مهما حاول بعض الشعراء الجدد تجاهل شعره ومنزلته، فهو الشاعر الذي كان يغرف من بحر كما قيل عن الشاعر جرير.

إنني أدعو الجزيرة الغراء التي احتفت بمحمود درويش، وسليمان العيسى أن تحتفل بأحمد شوقي وتحيي ذكراه في وقت أصبح فيه الشعراء أكثر ندرة من الكبريت الأحمر كما يقال.

- الرياض لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة