Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
نصوص
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 
قصيدة
تجيئين مثل اخضرار الربيع
جاسم العساكر

 

 

وعودكِ نامتْ على أضلعي

منامَ المليحةِ في المخدعِ

هبيني تناسيتُ عصفَ الجراحِ

بمَا اشتدَّ من لفحِهَا الموجعِ

وأشرعتُ باباً إلى فرحتي

وغنَّيتُ رغماً على أدمُعي

فهل يملكُ البحرُ أمواجَهُ

وينجو الغريقُ بلا أذرعِ!!

خذيني إلى حقل عمرٍ جديدٍ

تبرّأ من أمسهِ المُدقعِ

تناثرتُ في صدرهِ قبضةً

إلى الآنَ تُنثرُ، لم تُجمَعِ

أنا الطفلُ.. ذاكَ الذي لم يزلْ

أسيرَ الأمومةِ والمرضعِ

ولهواً تشرّدني العاصفاتُ

وغيمُ الطفولةِ لم يُقشَعِ!!

ولا حضنَ، غيرَ القصيدِ الذي

يرتِّبُ فوضَى الأماني معِي

إذا اندلَعَ الشوقُ في ختمِهِ

لمحتُ الحرائقَ في المطلعِ

وفزَّت طيورُ الخيالِ إلى

سماءٍ من الشغَفِ الممتعِ!!

كأنَّ التولعَ في غرفتي

طلاءٌ بحيطانها الأربعِ

وأنّ الحنينَ إلى أمسنا

فؤادٌ يشاطرُني مضجَعي

***

تبرَّجَ شطُّ الهوى في دمي

فوجهُ الشعورِ بلا برقعِ

أحنَ إلى همسةٍ يعتلِي

صداها، ويرتدُّ في مسمعي

تُبرعمُ نبت القصيدةِ في

دفاترِ مُستلهمٍ مبدعِ

هياماً تجرُّ القوافي إلى

ربيعٍ منَ الأَلَقِ الممرعِ

وتضبطُ نبضي على نغمةٍ

تشيّع نعشَ الأسى المفجعِ

فتنمو السنابلُ في مقطعٍ

وتزهو الخمائلُ في مقطعِ

كأنَّ القصيدةَ في نشوةٍ

أدارتْ رحاها على إصبعي

تذكّرتُ إذ جئتُ في لهفتي

إلى حقلِ آمالنَا الأروعِ

ومن جانبِ النهرِ مرَّ الضُحى

أميراً على هودجٍ مسرعِ

ومن خلفِ تلَّ المُنى أشرقتْ

عيونكِ تكتبُ لي مصرعي

تجيئينَ مثلَ اخضرارِ الربيعِ

يُصَلِّي على ساعدِ المنبعِ

فلمْ حطّم الوقت معزوفتي

وغصن الصبابة لم يينع!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة