يا منشد الشعر ترنيماً وسلوانا

اقصرْ فدونك ملء القلب أحزانا

أبصرتني مفرداً في أرض مسغبة

أنام فيها كسيف البال حيرانا

فلا أنيس يُسلّي وحدتي سمراً

ولا أليف يرد الصوت جذلانا

يا ليت ذا اليوم لم يفرحْ به خلدي

ولا تشوّف قلبٌ كان ولهانا

بحرينُ هذا فتىً أضناه مطمحه

فهل وهبته أزهاراً وريحانا؟

أتاك يحمله قلبٌ إذا لمعت

في الأفق ومضة عزّ بات سهرانا

يحاول الصبر لكن دون غايته

ما راعه من صروف الدهر ألوانا

قد زاده لوعةً ما كان يعرفه

من جفوة الأهل والأصحاب ما كانا

مازال يرقبُ من عينيك أغنيةً

يشدو بها في رياض الحب ألحانا

يزور شاطئك الولهان يحضنه

فينثني دامع العينين خجلانا

بحرين جئتك مشتاقاً على وجلٍ

فهل تمدين لي كفيك تحنانا؟

من القصيم أتاكِ شاعر ومق

يقوده الشوق كي يلقاك عجلانا

أتاك يختلج الحرمانُ مهجته

فلا تزيديه يا بحرين حرمانا

مضى إليك وفي عينيه أسئلة

تكاد تحرقه حزنا ونيرانا

أنا الغريب الذي ما آب من وطن

إلا إلى وطن يلقاه أوطانا!

في غربةٍ أبداً تنفك قافيتي

تجول في أفق الأحلام أشجانا

فعانقيه أيا بحرين وابتسمي

لعلّ في ناهديك اليوم سلوانا!.