Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
نصوص
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 

قصة قصيرة
أحمد محرق
دموع تستجدي الماضي

 

 

الساعة الثامنة صباحا الطالبات كخلية نحل فهناك مجموعة تقوم بتنظيف الساحة وتلك مجموعة أخرى تقوم بتنظيم كراسي الحفل ومجموعة أخرى تعد المشروبات.. الأمهات والمدعوات للحفل يتوافدن إلى المدرسة.. وصل إلى مسمع هيفاء صوت صديقتها هدى وهي تنادي (هيفاء.. هيفاء لقد حضرت أمك) تركت ما بيدها واتجهت مسرعة إليها حضنتها وقبلت يدها وأخذا بعضهما وبدأن يتجولن في أرجاء المدرسة، أشارت هيفاء لأمها قائلة هذا فصلي الذي أدرس فيه وهذه طاولتي وكرسي قاطعة هدى إلى لوحة الشرف وهذا اسم هيفاء دائماً في مقدمتها أيضاً، رمقتها أمها بنظرة سرور ورضا وقالت: أتمنى لك التوفيق والنجاح دائماً يا ابنتي، لم يتبق سوى بضع دقائق على بداية الحفل.

اختارت هيفاء لأمها مقعدا في مقدمة الحفل لكي تتمكن من مشاهدة فقرات الحفل يوضوح وذهبت هي وصديقتها للجلوس مع الطالبات في الخلف بدأت فقرات الحفل فقرة تلو الأخرى وقبل الختام صعدت مديرة المدرسة على المسرح وقالت: إدارة المدرسة ستقدم بعض الجوائز التقديرية والتكريمية لبعض الطالبات المتفوقات والأمهات الحريصات على المستوى التعليمي لبناتهن فمن تسمع اسمها تتفضل مشكورة لاستلام جائزتها وارفدت قائلة: لقد حصلت على جائزة التفوق العلمي على مستوى المنطقة الطالبة (هيفاء) حصلت على جائزة الأمومة والدة الطالبة (هيفاء) أيضاً.

لم تصدق هيفاء ما سمعت وسط تصفيق زميلاتها أخذت تسير نحو المسرح تكاد كل خطوة تسبق الأخرى من شدة الفرح وعند سلم المسرح رفعت ذراعيها لتحتضن أمها.. لكنها وبلا مقدمات استيقظت مفزوعة على صوت زوجة أبيها المرتفع وهي تسير نحو غرفتها وتردد: (أين أنت يا هيفاء أين أنت أيتها الغبية.. لماذا لم تعدي وجبة الغذاء ولماذا لم ترتبي البيت وتغسلي الملابس) فتحت باب غرفتها فوجدتها متربعة على فراشها وإشارة الفزع مرتسمة على ملامح وجهها الشاحب قالت: أنت هنا لتعلمي بأنني لم أجبر والدك على أن يجعلك تتركين المدرسة لكي تنامي.

هيا انهضي بسرعة أيتها الكسولة وأغلقت الباب خلفها بشدة اهتزت لها أركان الغرفة، سحبت هيفاء صورة أمها من تحت وسادتها وضمتها إلى صدرها لتسقط دمعة من عينيها كافية لتعبر عن الحرمان وتردد بينها وبين نفسها (رحمك الله يا أمي حتى في منامي لم تكمل أحلامي).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة