Culture Magazine Monday  26/11/2007 G Issue 224
تشكيل
الأثنين 16 ,ذو القعدة 1428   العدد  224
 
الحرف غيمة
هل يصلح الفن ما أفسدته السياسة؟
مها السنان

 

 

ينادي الساسة بأهمية تفعيل دور الإعلام لتصحيح النظرة السلبية عن المجتمعات الإسلامية عموماً والمجتمع السعودي على وجه الخصوص، والبعض منهم ربما لم يلمس مدى التأثير الفكري الذي يطرحه العمل الفني البصري سواء أكان على هيئة لوحة أو صورة ضوئية ذات بعدين أو هيئة ثلاثية الأبعاد، مثلما نراه نحن المتابعين لردود أفعال الآخرين خلال زيارة معرض تشكيلي لأعمال فنية سعودية سواء في الخارج أو في الداخل من قبل المقيمين.

فالمجتمع السعودي بما فيهم التشكيليون متنوعون، والتشكيلي بطبيعة الحال يملك الحس التعبيري الذي يطرحه في عمله الفني كحالات الفرح والحزن والبؤس والغنى والفقر والغضب والرغبة.. الخ، أيضاً تحمل أعمالهم الفنية أحلامهم وآمالهم وفخرهم بتراثهم، وبالتأكيد يعكس العمل الفني المباشر أو الواقعي مظاهر الحياة وعادات المجتمع وصورة الفرد سواء أكان باكياً أو مبتسماً. وكل الصفات الإنسانية التي يحملها الفرد في كافة الشعوب، أما العمل الفني التعبيري فهو مرآة تعكس ما بداخل ذات الإنسان السعودي أكثر من مظهره، وهو بذلك يصيغ المجتمع عبر منظومة من التعابير والحاجات والرؤى بمفهومه الشخصي الذي لا يختلف باختلاف العرق والجنسية والدين، لذا يتقبلها الغربي كما يتقبل العناصر ذاتها في فنون مجتمه ويكون هناك نوع من التماثل أو التقارب وأن اختلفت صورة بعض العناصر من حيث الشكل الخارجي. ليس هذا فحسب، بل إن اهتمام المجتمعات الغربية ووعيهم بدور الفنون في الثقافة المعاصرة أمر لا يمكن التغاضي عنه، وهو مجال مثير ويلقى صدى لدى شرائح مختلفة من تلك المجتمعات، وليست حكراً على الطبقة المثقفة كما نشهده تقريباً في مجتمعاتنا.

إن الثقافة المتمثلة بالعمل الفني البصري لا تحتاج، وأكرر لا تحتاج إلى ترجمة، وهي واضحة للقراءة والفهم مهما اختلف دين أو لغة أو عمر أو جنس المتلقي وهي بذلك وسيلة فاعلة لتغيير وجهات النظر ونشر المفهوم السليم عن أي مجتمع دون خطب مملة أو كتب يصعب قراءتها.

كما إن إقامة المحافل التشكيلية استثمار واعي لتحسين أي صورة مغلوطة عن المجتمع السعودي. وأعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام وأيضاً عدد من سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج تسعى لتفعيل هذا الدور من خلال المنشاط التي تقيمها لهذا الغرض.

وإذ نشكر هذا الدور الحيوي من القطاع العام ولا ننفي تأثيره، لكننا نطالب بالمزيد والمزيد والمزيد، وهنا المطالبة موجهة للقطاع الخاص الذي لم يعِ أهمية خدمة المجتمع من خلال هذا المنفذ، ولم يساهم بما فيه الكفاية حتى الآن، فنحن اعتمدنا كثيراً سابقاً في نشر الثقافة التشكيلية على القطاع العام لدرجة أصبح خلالها دائماً في صورة المقصر.

msenan@yahoo.com لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة