Telecom & Digital World Magazine Sunday19/08/2007 G Issue 221
مقابلات
الأحد 6 ,شعبان 1428   العدد  221
 

توطين المحتوى هدفنا الإستراتيجي
فهد الحسين رئيس شركة «أول نت» ل «الإتصالات والعالم الرقمي»

 

 

أكّد المهندس فهد الحسين الرئيس التنفيذي لشركة «أول نت» أن السعوديّة لا تزال تواجه عوائق تحول دون الانتشار الواسع للإنترنت لعلّ أبرزها عوامل البنية التحتيّة والمحتوى العربي والأسعار العالية، لكنه أشاد في الوقت نفسه بما تقوم به هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والشركات المرخص لها من دور كبير وجهود ضخمة في عمليّة إنجاز الشبكات وتطوير المحتوى، وحول شراء (الاتصالات السعوديّة) لنسبة 51 % من أسهم (أول نت) اعتبر الحسين أن هذه الخطوة حقّقت إنجازاً تجارياً مهماً للاتصالات بسبب حجم العملاء إضافة إلى أن البلد يحتاج إلى شركات إنترنت قويّة، مشدداً على أن الهدف الاستراتيجي من هذا الشراء هو الوصول إلى العميل بخدمات متميزة مع القدرة على التطور باستمرار، جاء ذلك في لقاء مع مجلّة الاتصالات والعالم الرقمي تحدّث فيه الحسين عن آخر خدمات أول نت ودورها وحصتها في السوق ورؤيتها المستقبليّة، فإلى نص اللقاء.

* احتفلتم منذ أشهر بمرور خمس سنوات على انطلاقة (أوّل نت)، كيف كان مسار الشركة خلال تلك الفترة؟

- حصل عام 2002 اندماج بين (نسيج) و(العالميّة)، وانطلق بعد هذا الاندماج اسم (أوّل نت)، وكانت الملكيّة الأكبر للفيصليّة، والعالميّة والنسيج، وبعد ما تكّون هذا الاندماج أصبح للشركة القدرة على النمو بشكل متسارع وتقديم خدمات متميزة،حيث كان السوق يحتوي على شركات كثيرة صغيرة، فكانت هذه الخطوة أول اندماج ناجح في قطاع تقنية المعلومات في المملكة، والحمد لله منذ ذلك الوقت وحتى الآن الشركة في نمو مستمر وهي تتبوأ عرش الإنترنت سواء على مستوى الأفراد أو الشركات.

بطء النت

* لماذا برأيكم هذا البطء في سرعة الإنترنت مقارنة بالسرعة العالمية، خصوصاً في ظل الإقبال المتزايد على استخدامها في المملكة؟

- هناك ثلاثة عوامل أساسيّة لزيادة انتشار الإنترنت في أي بلد، وهي أولاً (المحتوى) وثانياً (البنية التحتيّة)، وثالثاً (السعر)، وفي المملكة لدينا مشكلة في هذه العوامل الثلاثة، فالبنية التحتيّة لا تزال بالنسبة لخدمة الإنترنت السريع تواجه مشكلات، وعدد المشتركين يمثلون أقل من 1% من السكّان، طبعاً هناك مشروعات كبيرة بدأتها (الاتصالات السعوديّة) والشركات الأخرى مثل (ITC ) و(بيانات الأولى) لبناء شبكة ضخمة بحيث توافر خدمة الإنترنت السريعة للأفراد، نأمل أنه - وبحسب ما تخطط الاتصالات السعودية - أن تصل إلى مستوى مليون مستخدم نهاية 2007م، ومليونين سنة 2008 م، والشركات الأخرى أيضاً سواء (ITC ) أو (بيانات الأولى) لديهم مشروعات منها توفير خدمة (الواي ماكس) أو (واير فايبر)، فنتمنى أن يحل موضوع تأسيس بنية تحتيّة متكاملة علماً أن عوامل كثيرة أدّت إلى تأخر هذا المشروع الحيوي منها المساحة الجغرافيّة الواسعة للمملكة والاتساع الأفقي للمدن وغير ذلك، أما بخصوص عامل (المحتوى) فهناك إشكاليات كبيرة فضعف المحتوى العربي على شبكة الإنترنت ملاحظ ومعروف، وضعف بيئة الاستضافة أيضاً معروفة.

وفي هذا الإطار تعكف هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حالياً على مشروع لتنمية المحتوى وتشجيع الاستضافة بالمنطقة العربية، وطبعاً مشروع E- goverment أو (الحكومة الإلكترونية) سيساعد كثير جداً على تطوير المحتوى العربي بحيث سيكون المستخدم أمام حاجة ملحّة لاستخدام الإنترنت لتسيير أعماله فيضطر إلى استخدام الإنترنت وهذا سيساعد بسرعة على زيادة انتشار الإنترنت، أما بخصوص عامل الأسعار فيجب أن تكون بمتناول الجميع، والأسعار مرتبطة بعدة عوامل أبرزها سعر (الربط الدولي) وهو العامل الأساسي في غلاء السعر لأننا نضطر من أجل تأمين المحتوى لشراء خطوط دوليّة للاتصال بالخارج بسرعات عالية، فالسعر عامل أساسي وأتوقع نزول الأسعار لمستويات متقاربة من المستويات الدوليّة خلال السنتين القادمتين - إن شاء الله -.

المحتوى والأسعار

* وهل لكم دور ما على مستوى المحتوى والأسعار؟

- بالنسبة للمحتوى نقوم بخطوات كبيرة لجعله (محلياً) وتقريبه أكثر وأكثر من حاجات المستخدم، وهناك اتفاقيات تعقد مع الشركات المسؤولة عن توزيع المحتوى في العالم مثل (غوغل) و(مايكروسوفت) و(ياهوو).

و(أوّل نت) تقوم أيضاً بتشجيع الشباب الذين لديهم مواقع عربيّة مشهورة وتستضيف مواقعهم مجاناً، كما نهتم جداً بعمليّة (تطوير المحتوى) وذلك بإضافة الأساليب الاحترافية مثل محركات البحث وغير ذلك إلى المواقع العربية والمنتديات، أما فيما يتعلّق بالأسعار فأعتقد أن المنافسة ستدفع إلى مزيد من الرخص، وأتوقع أنه بحلول العام القادم ستكون الأسعار قد انخفضت بنسبة 50%.

* ما الذي جعل شركة (الاتصالات السعودية) تشتري الحصة الأكبر في شركة (أول نت) وما تأثيرات مثل هذه الخطوة على المنافسين؟

- في أوائل عام 2006 م وبعد النمو الكبير الذي سجلته عائدات (أوّل نت)، أصبحت الشركة هدفاً استثمارياً للكثير من الشركات، وقد تم التفاوض مع ثلاث شركات كبرى، ولم تكن (الاتصالات السعوديّة) صاحبة العرض الوحيد، وقد حقّقت - برأينا - إنجازاً تجارياً مهماً بعد شرائها النسبة الأكبر من أسهم (أوّل نت) بسبب حجم عملائنا، إضافة إلى ذلك فإن البلد يحتاج إلى شركات إنترنت تقدم خدمة قويّة، كما أننا نؤكد أن دعم شركة الاتصالات السعوديّة ليس له أي علاقة باتخاذ القرار في الشركة، حيث إن (أوّل نت) شركة مستقلّة وهي تُدار بطريقة مستقلّة تماماً عن شركة الاتصالات السعوديّة، والهدف من هذه الخطوة تكوين شركات قويّة، أما الهدف الاستراتيجي من هذا الشراء فهو الوصول إلى العميل بخدمات متميزة ومتطورة باستمرار.

اهتمام المستخدم

* ما هو المحتوى الأبرز الذي يحظى باهتمام المستخدم على الإنترنت، وماذا عن سياسة حجب المواقع؟

- بالنسبة لرغبات الأفراد، التسلية والترفيه تأتي في المرتبة الأولى، وطبعاً في الحالة السعوديّة يرتفع الطلب على محتوى التسلية على شبكة الإنترنت مثل الماسنجر والألعاب ومداولات المنتديات وغير ذلك وبخصوص نقطة الحجب فأعتقد أن الحجب أسهم كثيراً في انتشار الإنترنت، فالمجتمع محافظ جداً ولو كان الإنترنت مفتوحا بالكامل لكان هناك ردّة فعل عميقة قد تصل إلى حد أن أغلب البيوت لن تشغّل أو تستخدم الإنترنت، فالحجب كان له أثر إيجابي جداً حيث إن المستخدم يستطيع أن يدخل الإنترنت إلى بيته وهو مطمئن.

خدمات جديدة

* ماذا عن الخدمات الجديدة التي طرحتها (أوّل نت) مؤخراً؟

- هناك تركيز على تقنيّة (البرود باند) التي تحقّق مبيعات ممتازة، والجديد أيضاً هو موضوع (البلاي ستيشن) أون لاين، فالآن يستطيع أي مستخدم أن يلعب (البلاي ستيشن) مع أي شخص في العالم عن طريق الإنترنت، وفي الفترة القادمة هناك اتفاقية كبيرة مع (سوني) لجعل اللعبة بنسخة محليّة وباللغة العربية، وسنقوم بنفس الشيء مع (مايكروسوفت) بالنسبة ل (أكس بوكس)، لأن استراتيجيتنا هي (توطين المحتوى)، ولو لاحظنا فنسبة المراهقين في السعودية عالية جداً وإذ تكلّمنا عن محتوى قد يدفع المستخدم من أجل الحصول عليه فهو حتماً (الألعاب) بالدرجة الأولى.

التعاملات الإلكترونية

* ما شكل تعاونكم مع برنامج التعاملات الإلكترونية (يسّر) أو القطاعات الحكوميّة لتوفير خدمات إنترنت مناسبة؟

- (أوّل نت) توفر بيئة شبكة الإنترنت للتعاملات الإلكترونية، والعديد من الوزارات مرتبطة حالياً بأول نت ونحن قريبون من القيّمين على برنامج (يسّر) وشركة (العلم) لأمن المعلومات، ولنا تعامل مع البنوك وبرنامج (سداد)، وموضوع (التداول) أيضاً فـ 90 % تقريباً من تداول مرتبط بأوّل نت، ونحن حريصون على عمليّة (الحكومة الإلكترونية) لأنها واحدة من الأساسيات لتطوير المحتوى ودفع الناس للاتصال بالإنترنت، فمثلاً عندما يتم من خلال برنامج التعاملات الإلكترونية إدراج أنظمه مثل نظام التقاعد ونظام التأمينات وتجديد التأشيرات وغيره كإحدى خدمات الحكومة الإلكترونية فهذا يعطي حافزا بل يدفع الشركات والأفراد إلى تركيب وتشغيل الإنترنت.

الإنترنت الفضائي

* هل يؤثر الإنترنت الفضائي على حجم حصّة (أوّل نت) في السوق؟

- إذا لاحظنا نسبة انتشار الإنترنت السريعة في العالم فيأتي في المرتبة الأولى (DSL ) إذ يمثل حوالي 90% ثم بعده يأتي (الكايبل) ثم (فايبر تو هوم - تقنيّة الألياف البصريّة) ثم بعد ذلك الإنترنت الفضائي بنسبة 3% من الاتصال بالإنترنت على مستوى العالم، والاتصال الفضائي ليس الأفضل في عمليّة الاتصال بالإنترنت، وذلك بسبب صعوبة التواصل مع هذه التقنية لجهة المسافات البعيدة بين الأرض والأقمار الصناعية والحجم المحدود وما إلى ذلك، ونحن لم ندخل مجال هذه الخدمة لأنها أولاً غير مصرّح لها من قبل الهيئة والهاب (hub) الخاص بالبث الذي يتم الاتصال من خلاله موجود في أوروبا، وثانياً موضوع الحجب، فغالباً من يرغب في الإنترنت الفضائي يكون هدفه الرئيسي تفادي الحجب.

* هل تقدّم (أوّل نت) هذه الخدمة؟

- هناك أربع جهات مصرّح لها بتقديم خدمات الاتصالات الفضائيّة، إضافة إلى (الاتصالات السعودية)، وهي شركة (سكاي بان) وشركة (داتا كوم) و(الحربي) و(الكفاءات العالية)، ونحن نقدّم الآن خدمة الإنترنت الفضائي للشركات، لتأمين ربط المقرات الرئيسيّة بالفروع في أماكن أخرى وبعيدة يصعب الوصول لها، ولكنّنا لا نقدّمها للأفراد فالأسعار لا تزال عالية جداً.

* ما دور (أول نت) في المجال الاجتماعي؟

- في هذا المجال، نحن الحمد لله منذ البداية حاولنا أن يكون لنا دور اجتماعي فمثلاً، مع برنامج الأمير سلمان للإسكان الخيري نحن نقدّم خدمات الإنترنت مجّانية، ولنا استضافات قد تصل إلى جميع الجمعيات الخيريّة وبشكل مجاني، ونحاول قدر الإمكان أن نؤمن الإنترنت للفئات التي لا تستطيع التشغيل بسبب التكلفة وذلك بالتخفيض أو بتعرفه قليلة.

* هل هناك مشروعات مع القطاع التربوي؟

- القطاع التربوي قطاع ضخم جداً، وهناك المشروع الكبير الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين بميزانية عالية لتطوير التعليم، الآن شركات كثيرة تحاول أن تقدّم (التعليم أون لاين) وثلاث من هذه الشركات الكبيرة مستضافة حالياً في (أول نت) مثل (سيمانور) و(شركة الخليج)، وأتوقع أن يكون قطاع التعليم أساسي جداً في نمو الإنترنت لجهة الاستخدام والمحتوى إضافة إلى أن التعليم هو الاستخدام الأمثل للإنترنت .

خطط ترويجية

* ما هي خططكم الترويجيّة وعروضكم للمرحلة القادمة؟

- بعد الشراكة الاستراتيجيّة مع شركة الاتصالات السعوديّة هناك خطة واضحة مستقبليّة ل (أول نت) مقسّمة للأفراد والشركات، فبالنسبة للأفراد من الأشياء التي ستظهر سريعاً موضوع (الباقات) التي تتضمن محتوى معيّنا ومميزا بحيث سيكون هناك باقة للألعاب، باقة للتعليم، باقة للعلوم الشرعيّة وغير ذلك، وما نحاول القيام به هو أن يرتبط هذا المحتوى الخاص والمختار بالاشتراك المدفوع، أما بالنسبة للشركات فهناك خدمة خاصّة تتضمّن خدمات إضافيّة لجهة درجة الحماية والأمان وهناك أيضاً خدمات تتعلّق بالصناعات المختلفة، الطبيّة أو التعليميّة، فلكل جهة من هذه الجهات نقدّم تطبيقات مختلفة، والهدف أن يكون لأي منشأة خدمات تتوافق مع نظامها الإداري الخاص وبرامج العمل لديها.

تطوير قطاع التقنية

* كيف تنظر (أوّل نت) إلى التطوير الحاصل في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات؟

- أعتقد أن مستقبل الإنترنت كبير جداً في المملكة وفي الدول العربية كلها، فهي منفذ مفتوح للجميع ويخلق فرصا كثيرة للإبداع، وأتوقع أن يتم استكمال بناء البنية التحتية، وتطوير المحتوى وتخفيض الأسعار، وتحرير السوق سيتم بشكل كامل في نهاية 2008 م، وهذا يعني أن أي شركة عالميّة ستستطيع دخول السوق وتقديم خدماتها الخاصّة، وهذه الخطوة مشكورة وستؤدي إلى نمو ومنافسة حقيقيّة.

* وكيف تنظر (أوّل نت) إلى مستوى خدماتها وبالتالي مكانتها في السوق السعودي؟

- يمكن أن نقول إننا راضون عن حصّتنا في السوق لكننا لسنا راضين لناحية الخدمات، وبإمكاننا أن نقدّم المزيد من الخدمات المتميزة، ولا زلنا في بداية الطريق .

* هل من إضافة أخيرة؟

- أشكركم على هذا اللقاء، ودوركم جيد، نحن نعاني من قلّة الوسائل الإعلاميّة التقنيّة باللغة العربية، وهذه المجلّة يقرأها شريحة كبيرة من الناس لأنها تقدم المحتوى باللغة العربية وهذا شيء نادر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة