الأحد 27 ,شوال 1429

Sunday  26/10/2008

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 266

Telecom & Digital World Magazine Issue 266

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

بصمة الخروج

نـوافـذ
تقنيات منظارية

 

 

لو لم يكن العقل البشري مشاغبا وطفوليا وفضوليا.. لبقينا حتى الآن غائبين في العصر الحجري! كل الاختراعات والاكتشافات والمعارف كان وراءها الفضول، صحيح أن الحاجة أم الاختراع، إلا أن المخ تسيطر عليه أهواء ورغبات ونزعات لا يمكن حصرها، لكن يمكن إدراج معظمها، وبكل ثقة, في خانة الفضول!

والمناظير من الأدوات التي طالتها يد التقنية بنهم، وهي بنت الفضول الإنساني في الرؤية والمعرفة. فقد عرف الإنسان أن بصره، كبقية حواسه، محدود القدرة، وأن العين ترى أشياء وأشياء، لكنها عاجزة عن رؤية أشياء أخرى أكثر إثارة وأشد إشباعا للفضول.

والتلسكوب هابل هو أحد المناظير العملاقة في تاريخ البشر، وهو من نتاجات الشغف الإنساني بالمعرفة. جاء هذا التلسكوب السابح لينضم إلى قبيلة المناظير الفضائية، وهي قبيلة صغيرة قياسا بأخواتها المناظير الأرضية.

لقد تم تزويد هذا التلسكوب بتقنيات وقدرات تتيح له سبر الكثير من أجزاء الكون، ومعرفة ما يدور فيه من حركة، بل وتقديم رؤية علمية عن نشأة الكون وأسرار النواميس السائدة فيه. ولقد تمكن هذا الناظور الضخم من تقديم صور رائعة وواضحة وهائلة للكون الذي نعيش في جزئية ضئيلة جدا من مساحته.

والمناظير، كما قلنا، لها قاعدة ضخمة في الأرض، فلقد استعان بها الكائن البشري في تقريب الرؤية للبعيد، كما استعان بها قدر الاستطاعة في رصد الأفلاك، وتحسين البصر، وتصوير أعماق البحار والمحيطات، وأخيرا إجراء أدق الجراحات في جسم الإنسان!

حتى الأمس القريب، كانت الكثير من الآفات الصحية في الحنجرة أو الأذن والأنف تحتاج تدخلات جراحية خطيرة، لكنها الآن باتت آمنة بفضل المناظير وقدراتها التقنية العظيمة في أداء العمل الجراحي. كذلك أمراض الجهاز الهضمي والبطن كانت إلى حد قريب خاضعة للتشخيص الإشعاعي التقليدي، وهو تشخيص محدود القدرة في كثير من الأحيان، فجاءت المناظير الطبية لتعطي صورا عظيمة للمريء والكبد والمرارة وغيرها، بل وأصبحت تستخدم في التقاط العينات للفحص، فضلا عن استخدامها المباشر في الجراحة، لتصبح العمليات الجراحية محدودة المساحة قياسا بالسابق، وليصبح بإمكان المريض اختصار الكثير من الآلام والتعافي بسرعة مما اعتراه من أمراض.

بتنا الآن في قلب التقنية المنظارية، والقادم قد يجعل مما نعرفه حاليا ضربا من ضروب المعارف في العصر الحجري!

Shatrabi@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

معارض

بانوراما

إضاءة

إصدارات

إبحار

سوفت وير

هاكرز

رؤى

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

الجزيرة في موقعك

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة