الأحد 25 ,جمادى الثانية 1429

Sunday  29/06/2008

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 262

Telecom & Digital World Magazine Issue 262

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

مواهب

حصلت على جائزة جنيف لأفضل اختراع
ريم تبتكر مجهر آلي صديق للبيئة

 

 

* لقاء: بندر العتيبي

ريم خوجة من بنات الوطن الموهوبات من مواليد 1986م أكملت الدراسة الثانوية بمكة المكرمة ثم جامعة الملك عبد العزيز قسم تقنية طبية بجدة لديها ابتكار طبي متميز يتمثّل في المجهر الآلي ذي الشريحة الأسطوانية حصلت من خلاله على عدد من الميداليات الذهبية..

* هل لكِ أن تحدثينا عن بدايتك مع الابتكار؟

- مما أتذكره من صغري كنت أصلح وفي نفس الوقت أخرب الأجهزة الموجودة في المنزل من غسالة، مكيف، مكنسة. ولم أكن من المتفوقات في المدرسة، بل العكس كنت من المشاغبات وكنت كثيرة النوم في الفصل ومع ذلك والحمد لله لم تقل نسبتي عن 85% من المعدل العام مع أني لم أكن أذاكر ولا أحل الواجبات (كنت أبدأ في حل الواجب لحظة تفتيش المعلمة للواجبات لكل بنت ولذلك كنت أجلس في موقع إستراتيجي، حيث يمكنني من تكملة كتابة الواجب قبل مجيء المعلمة)، والمضحك أن أختي الكبيرة كانت الطالبة المثالية المنظمة الأولى دائماً على المدرسة (ما شاء الله) لدرجة أنها كانت تكتب اسمي وتبلغ الأستاذات عني إذا خالفت واحدة من الأنظمة المدرسية.

* ما الاختراعات التي قدمتها؟

- الاختراع هو المجهر الآلي ذو الشريحة الأسطوانية ومع أن هناك العديد من الاختراعات لا تزال تحت البحث والتطوير وسأقوم بالكشف عنها بعد أخذ البراءات.

* هل من تعريف عن اختراع المجهر الآلي ذي الشريحة الأسطوانية؟

- يستخدم هذا المجهر في المجال الطبي وغيره من المجالات الصناعية أو في الأبحاث التي تستوجب الفحص المجهري للعينات السائلة.

* كيف يعمل المجهر الآلي ذو الشريحة الأسطوانية؟ هل من تفاصيل؟

- طريقة عمل الجهاز الأساسية هي طريقة عمل المجهر الضوئي ولكن باختلاف عناصر محددة من مكونات الجهاز، الشريحة الأسطوانية هي محور الاختلاف والوحدات الآلية التي تقوم بتحضير العينة آلياً ونقلها إلى الشريحة الأسطوانية حتى تلغي التحضير العادي الذي يقوم به المستخدم، إضافة إلى المسار الضوئي المصمم والمثبت رياضياً والمقاس بالقوانين الفيزيائية ليدعم الذكاء الصناعي للنظام الإلكتروني.

ويتألف المجهر الآلي من وحدة ضوئية تشع ضوءاً موجهاً إلى قمع عاكس بحيث يعكس الضوء على شكل دائرة متناسبة المساحة مع السطح الداخلي للشريحة الأسطوانية ليتم تكبير مكوناتها ومشاهدتها من خلال نظام العدسات الضوئية المكبرة.

* ما الفرق بين الشريحة الأسطوانية وشرائح المجهر العادي؟

- ميزة الشريحة الأسطوانية تكون ثابتة ولا يتم تغييرها كشرائح المجهر العادي. وتتكون من أسطوانتين زجاجيتين واحدة بداخل الأخرى, مغطاة من الجوانب لإيجاد فراغ بالداخل، حيث توضع العينة فيها آلياً وتنتشر بمساعدة ظاهرة التوتر السطحي.

يقوم الجهاز بخطوة غسل الشريحة بمحلول معين للتأكد من عدم وجود أي بقايا من العينة السابقة وبذلك فإن آلية هذا الجهاز وبتوظيف قوانين الفيزياء الحيوية والهندسة الطبية الحيوية تهدف إلى حماية البيئة وتوفير رعاية صحية لجميع شرائح المجتمع بجودة أعلى وتكلفة أقل في خلال زمن أقصر.

* ما الحلول التي يقدمها الجهاز؟

- تتعدد الحلول التي يقدمها الجهاز فمنها ما يتعلق بالبيئة ومنها ما يتعلق بالمستخدم وأخرى بتطور المستشفيات بالإضافة إلى الحلول التي يقدمها من الناحية العلمية وإمكانية تطبيقه في أي نوع من أنواع المختبرات.

* كيف يقوم الجهاز بإيجاد حلول للمحافظة على البيئة؟

- يحافظ الجهاز على البيئة ويدعم التنمية النظيفة ويقلّل من حرق النفايات الطبية بالتالي يقلّل من تصاعد غازات الصوبة الخضراء التي تساعد في نمو ظاهرة الاحتباس الحراري المضرة للبيئة بالإضافة للحد من تلوث البيئة بالمخلفات الطبية (تلوث التربة، تلوث المياه الجوفية) وبذلك فإنه يعمل على مكافحة انتشار الأمراض والمواد المعدية خصوصاً بعد ارتفاع عدد الإصابات من المخلفات الطبية التي سجلتها منظمة الصحة العالمية (في عام 2000 ميلادي, 21 مليون إصابة بالكبد الوبائي بـ 260000 إصابة بالإيدز ..). وأقيمت دراسة في مدينة نابلس عن أثر إهمال النفايات الطبية بعدم فصلها وحرقها على صحة المقيمين وأثر حرق النفايات الطبية على البيئة، فكلا الطريقتين لهما تأثير سلبي خطير على البيئة والمجتمع.

* كيف يقوم الجهاز بضمان سلامة المستخدم؟

- من الحلول الأخرى التي يقدمها الجهاز ضمان سلامة المستخدم، حيث إن الأخصائي المخبري أو الفني لا يتعامل مع العينة الطبية بشكل مباشر لقيام الوحدات الإلكترونية بتحضير ونقل ووضع العينة في الشريحة والتخلص منها دون تدخل العامل البشري الذي قد يرتكب بعض الأخطاء العشوائية التي ربما تضر بمصداقية التحليل وبصحة المستخدم ومثال ذلك: أقل خطأ مثل كسر الشريحة الزجاجية وجرحها يد المستخدم الذي يمنح المادة الناقلة للعدوى مجالاً لدخولها مجرى الدم مباشرة وتعرضه للإصابة. وكذلك يقدم الجهاز حلولاً متميزة تساعد الطبيب في استلام النتائج بطريقة أسرع وبمعلومات أدق مما يؤدي إلى سرعة ودقة في تشخيص الأمراض.

* من بين الحلول التي يقدمها الجهاز العمل على تطوير المستشفيات، هل من تفصيل؟

- من أهم الحلول كذلك ما يتعلق بتطور المستشفيات عن طريق الجدوى الاقتصادية بحيث يمكن تقليل التكلفة المادية من شراء وتوفير المستهلكات سنوياً والتخلص منها عن طريق شركات متخصصة مما يوفر من ميزانية المستشفى .كما يمكن توفير القوى التشغيلية عن طريق تقليص الوقت المستغرق للعينة الطبية ونعني بذلك الزمن منذ سحب العينة من المريض حتى ظهور النتائج، يؤدي إلى استيعاب كميات أكبر من العينات وإمكانية تحليل أكثر من نوع واحد من العينات الطبية (سائل المخ، سائل المفاصل، البول ...) في جهاز واحد، هذه الخواص التي يوفرها الاختراع يمكن استخدام مجهر آلي واحد يغطي متطلبات المستشفى من تحاليل عوضاً عن توفير مجاهر متعددة لكل مختبر وتوفير كوادر ذات خبرة للقيام بالتحاليل المجهرية المطلوبة بالإضافة بحيث يمكن معالجة عدد أكبر من المرضى في اليوم الواحد واستقبال عينات أكثر لتفرغ الموظفين القائمين على الكشف المجهري، حيث يمكن العمل على عينات أكثر بنفس الفعالية وإدخال أنواع جديدة من التحاليل المخبرية لتوفير معلومات تعطي الطبيب صورة أوضح لتشخيص المرض والمباشرة بالعلاج وكذلك تطوير الجودة النوعية للمختبر.

* ماذا عن حلول تطوير الجهاز من الناحية العلمية وقابلية تطبيقه في أي نوع من أنواع المختبرات؟

- يقدم الجهاز الحلول من الناحية العلمية عن طريق توفير الموارد المالية والبشرية الناتجة من استخدام المجهر الآلي بتفريغ الموظفين لبناء الإحصاءات والمساهمة في الأبحاث عن طريق نظام الكمبيوتر الموصل بالمجهر الذي يساعد في أخذ صورة من العينة بدلاً من الاحتفاظ بالشريحة الزجاجية وحفظها إلى ملف المريض إلكترونياً ومن ثم إرسال معلومات المريض موثقة بالصور المجهرية والتحاليل الأخرى لمركز الأبحاث المحلي المبرمج للجهاز وبهذا فإنه يساهم في بناء قواعد معلومات متطورة تساعد في الأبحاث الطبية المحلية والعالمية حتى لو كانت صادرة مركز طبي صغير، كما يتميز الجهاز بقابلية تطبيقه في أي نوع من المختبرات ومن أقوى مميزات الاختراع إمكانية استخدام المجهر في مختبرات متطورة ذات آلية شاملة في بلاد مثل اليابان، الولايات المتحدة أو في مختبرات بدائية في الدول النامية الفقيرة التي ليس لديها القدرة المادية لشراء أو للتخلص من مستهلكات المجهر العادي.

* هل تقدمت بالحصول على براءة اختراع للجهاز؟

- تقدمت لبراءة الاختراع وما زلت انتظر من أكثر من عام.

* ما المشاركات والفعاليات المتعلقة بالاختراع والابتكار؟

- شاركت في معرض الابتكار الأول 2008 وكذلك معرض جنيف الدولي 2008م، وكل مشاركة كان لها هدف مختلف.

* ما الهدف من مشاركتك في معرض جنيف الدولي 2008م؟

- مثلت وطني، ومجتمعي والمسلمين بصورة مشرّفة وأردت أن أرد على جميع من قال إن دين الإسلام هو دين تطرف وجهل وكانت الحمد لله مشاركة قوية.

* ماذا عن مشاركتك في معرض الابتكار الأول 2008م؟

- كان هدفي هو توعية المجتمع وحثهم على الدخول في مجال الابتكار العلمي وأن المرأة السعودية تتمتع بمميزات وخصائص كثيرة تساعدها في البحث والتعلم حتى لو من المنزل. والأهم هو توعية الآباء والأمهات لمساعدة ودعم أبنائهم.

* ما الميداليات والأوسمة التي حصلت عليها؟

- حصلت على ميدالية ذهبية تقديرية من معرض ابتكار وميدالية ذهبية مقدمة من المنظمة العالمية للحقوق الفكرية كجائزة أفضل مخترعة وميدالية ذهبية مقدمة من معرض جنيف العالمي للاختراعات السادس والثلاثين وجائزة ولاية جنيف المقدمة من حكومة جنيف لأفضل اختراع.

* ماذا تقولين عن مؤسسة الملك عبد العزيز ورجالة للموهوبين وبرامجها؟

- أحيي هدفهم النبيل ومسيرتهم المشرّفة وأتمنى مزيداً من التطور لأرى فروعاً لهم في جميع أنحاء المملكة وأن يحاولوا مساعدة أكثر عدد من المخترعين ولا تدري قد يصبحون مؤسسة عالمية.

* ما النصائح والرسائل التي ترغبين توجيهها لمن لديه الرغبة الدخول في عالم الاختراع والابتكار؟

- نصائحي باختصار أن لا يحصروا جهودهم فقط في تصميم وبناء وكتابة براءة الاختراع وأقول لهم خذوا قسطاً من الراحة حتى تدخلوا في مرحلة جديدة وهي عرض الاختراع في المعارض ثم البحث عن شركات لتبني الاختراع وهي من أصعب المراحل على المخترع لأنها تتطلب مواصفات شخصية قد لا يمتلكها غالبية المخترعين مثل القدرة على شرح الاختراع على حسب نوعية المستمع (إنسان عادي - متخصص في المجال - رجل أعمال).

* هل تقدم جامعة الملك عبد العزيز برامج خاصة برعاية الموهوبين؟

- ربما يكون لديه شيء من ذلك لكنني لم أتعرف عليها حتى الآن.

* ما الصعوبات والعوائق التي تواجه المخترعين والمخترعات بشكل خاص؟

- تنقسم الصعوبات على حسب مرحلة الابتكار فمرحلة التفكير والاختراع وهو ما يتعلق بالعائلة، حيث إن أول ما يؤثّر في المخترعين هو كيفية تعامل عائلتهم والتفاعل مع موهبتهم، فقد يحبط الكثير من الأبناء بعدم تقدير الأب أو الأم وهما أهم شخصين بالنسبة للمخترع فتحفيزهما أو إحباطهما حتى لو بكلمة فهي تؤثّر على الأبناء الموهوبين ومن طبيعة الموهوبين أن يكونوا مختلفين عن بقية المجتمع وعلى الأبوين إشعار الطفل بأنه مختلف بطريقة إيجابية ومحاولة التأقلم مع سلوك الموهوب والذي يميل دائماً إلى التفرّد وما يتعلّق بالمدرسة (الجهات الأكاديمية بشكل عام) فنحن حتى الآن ما زلنا في تخلّف من أخذ الدرجة الأعلى المبنية على القدرة في الحفظ فقط، فيجب على المدرسة الاهتمام بجميع الطالبات بلا استثناء، ولماذا أغلب الطالبات الممتازات يحافظن على درجاتهن؟ لما يلقينه من اهتمام من قبل المدرسة من تكريم وغيره. ولكن ماذا عن الطالبات اللاتي ليس لديهن القدرة على الحفظ بمستوى عال ولديهن القدرة على التطبيق وهو الأهم . لماذا يهمشن؟ لماذا طالبة في المرحلة الثانوية تبلغ من العمر 18 عاماً لا تعرف أساسيات البحث العلمي في أي مجال دراسي؟ لماذا لا نرى في المدارس أنشطة غير عمل لوحات لدى الخطاطين؟، ولهذا أشيد بكلية عفت لتخصيصها يوماً لعمل مسابقة على مستوى مدارس جدة لتقديم مشاريع أبهرتني من طالبات في مرحلة الثانوية والمتوسطة منهن من صنعن سيارة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية ولعبة للتعريف عن معالم إسلامية بصورة شيقة وممتعه، أما فيما يتعلق بالعمل: فأكتفي بالقول - إذا لا يوجد أي احترام أو دعم للموظف العادي هل تعتقد أن يكون هناك دعم للموظف المخترع؟، أما الصعوبات في مرحلة التصميم وبناء الاختراع خصوصاً على النساء فتكمن في المواصلات ومرحلة عرض الاختراع فما يتعلق بتكاليف السفر, تكاليف إيجار موقع في المعرض. والمرحلة الأخيرة وهي البحث عن شركة لتبني الاختراع: حيث يأخذ المخترع الكثير من الوقت والجهد والضغط لسماع رد.

* كلمة شكر وتقدير لمن توجهينها؟

- كل ما حققته هو من فضل ربي اقتداءً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم أحب أن أشكر موهبة (د. فارس الفرائضي ود. محمد الفوزان) وجميع من قام على تعليمي والدكتور محمد القحطاني رئيس مختبر الجينوم والأحياء الدقيقة في مركز الملك فهد للأبحاث، والأستاذ محمد الهاجري ساعدني كثيراً في النواحي القانونية لبراءات الاختراع، والدكتور محمد الأنصاري استفدت من نصائحه في تقديم وشرح الاختراع والدكتور أسامة الطيب لترشيحي لجائزة الإبداع التقني المقدمة من مؤسسة الفكر العربي القائم عليه سمو الأمير خالد الفيصل حفظه الله.

* هل من كلمة أخيرة؟

- لن ننجح إلا إذا قام أفراد المجتمع بإعادة تقييم أساسيات وأهداف حياتهم.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

اتصالات

أخبارهم

تكنولوجيا

مواهب

بانوراما

إضاءة

إصدارات

إبحار

سوفت وير

هاكرز

رؤى

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

الجزيرة في موقعك

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة