الأحد 25 ,جمادى الثانية 1429

Sunday  29/06/2008

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 262

Telecom & Digital World Magazine Issue 262

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

إضاءة

بعد أن ترجل عن شركة مايكروسوفت
بيل جيتس.. يتفرغ لمؤسسته الخيرية

 

 

عندما قررت مجموعة من أمهات تلاميذ مدرسة (ليك سايد) الأمريكية الشهيرة في مدينة سياتل تنظيم مزاد خيري لتمويل شراء جهاز كمبيوتر رئيسي ومجموعة من المحطات الطرفية عام 1969 ليتمكن تلاميذ المدرسة من التدريب عليه لم يكن أمرا ينذر بشيء عظيم.

ولكن هذه المبادرة كانت هبة إلهية بالنسبة لواحد فقط من تلاميذ هذه المدرسة العريقة وهو وليام جيتس الثالث الذي اشتهر باسم بيل جيتس. فجهاز الكمبيوتر الضخم في ذلك الوقت والذي كان يشغل مساحة حجرة كاملة تقريباً فتح أمام هذا التلميذ (العالم الرقمي) ليصبح عالمه الخاص بالفعل. فلم يحتج جيتس إلى وقت طويل حتى تمكن من تطوير أول برنامج كمبيوتر له معتمداً على هذا الجهاز، وكان عبارة عن لعبة (السيجا) على جهاز الكمبيوتر.

ولكن سرعان ما توقف جهاز الكمبيوتر الرئيسي الذي اشترته الأمهات عن العمل فما كان من بيل جيتس وأربعة من زملائه إلا أن قاموا بعملية اختراق لجهاز كمبيوتر رئيسي آخر.

ورغم أن هذه الخطوة سببت مشاكل لجيتس ورفاقه في البداية إلا أنها فتحت أمامهم أبوابا للنجاح بعد أن قررت الشركة المصنعة لجهاز الكمبيوتر الاستفادة من نبوغ هؤلاء التلاميذ من أجل اكتشاف ثغرات الكمبيوتر وعلاجها. كما قام جيتس بإعداد برنامج كمبيوتر لمدرسته يقوم بتوزيع التلاميذ على الفصول ووضع جدول الحصص آلياً. وصمم جيتس البرنامج لكي يضعه في أكثر فصول المدرسة من حيث عدد البنات به.

وبعد ذلك قرر جيتس وزميله في المدرسة بول آلين استغلال مهارتهما في الكمبيوتر لكسب المال وكسبا بالفعل الكثير.

في عام 1972 أسسا شركة سمياها (تراف أو داتا) لاستخدام وحدات استشعار عن بعد وأجهزة كمبيوتر لحساب معدلات مرور السيارات على الطرق. وحققت الشركة أرباحا بلغت 20 ألف دولار في عامها الأول. ولكن جيتس انتقل إلى الدراسة في جامعة هارفارد.

وعندما سمع جيتس عن خطة إحدى الشركات لإنتاج كمبيوتر منزلي بسعر رخيص اتصل بهذه الشركة وعرض عليها تزويدها بنظام تشغيل للجهاز. وكانت المفاجأة هي موافقة الشركة على العرض حيث أعاد جيتس وزميله آلين برمجة برنامج بيزك ليعمل مع جهاز الكمبيوتر ألتاير وبالفعل نجحت الصفقة وأسسا شركة مايكروسوفت. وكرر الثنائي جيتس وآلين العملية عندما أرادات شركة آي بي إم عام 1980 تطوير نظام تشغيل لجهاز الكمبيوتر الشخصي الذي تطوره. وبالفعل نجحت المحاولة واستطاع جيتس التوصل إلى اتفاق مع آي بي إم يعطي مايكروسوفت حق الحصول على مقابل كل نسخة من نظام التشغيل الذي يتم تحميله على أجهزة آي بي إم، وهو ما فتح بابا واسعا أمام الأموال بالنسبة للشاب الأمريكي الناجح. وفي عام 1985 حققت مايكروسوفت إيرادات تتجاوز 150 مليون دولار.

وبعد طرح أسهمها للتداول في البورصة عام 1986 أصبح بيل جيتس أصغر ملياردير عصامي في تاريخ الولايات المتحدة حيث لم يكن عمره يتجاوز 31 عاما. ولكن مجرد احتلاله قمة أثرياء العالم لم يكن كافيا لإرضاء طموح جيتس. فقد كانت دوافع هذا الرجل مثل غيره من الناجحين تتجاوز كثيرا مجرد أرصدته في البنوك. ولكن خصوم جيتس يرون أن الرجل كان يسير في طريقه نحو المجد من خلال القضاء على منافسيه سواء بالحق أو بالباطل. ولكن أصدقاءه يقولون إن جيتس كان ينطلق في طموحه من رؤيته الأصلية وهي تحويل جهاز الكمبيوتر إلى وسيلة تتيح للأفراد والشركات الاستفادة من إمكانياتهم بأقصى قدر ممكن. وهذه الفكرة يعبر عنها بيان الشركة الأساسي بالقول إن رسالتها هي (جعل الناس والأفراد في كل أنحاء العالم قادرين على استغلال كل مواردهم).

وسرعان ما أصبحت مايكروسوفت مسيطرة على أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر الشخصي في العالم من خلال نظام التشغيل ويندوز الذي يشغل نحو 95 في المئة من هذه الأجهزة.

ورغم تلك السيطرة التي فشل الكثير من المنافسين في الاقتراب منها فقد أدرك جيتس منذ منتصف التسعينيات أن التحدي الحقيقي الذي يواجه مايكروسوفت في المستقبل هو (تسونامي) الإنترنت ودعا إلى الاستعداد لذلك. ولكن يبدو أن هذا التحذير لم يكن كافيا حيث نجحت شركات أخرى منافسة في السيطرة على عالم الإنترنت وأصبحت تهدد مايكروسوفت بقوة في الوقت الذي قرر فيه جيتس الرحيل عن إمبراطوريته والاكتفاء برئاستها الفخرية.

***

*قصة صعود مايكروسوفت

بدأت شركة مايكروسوفت الأمريكية أكبر مطور لبرمجيات الكمبيوتر الشخصي في العالم مرحلة جديدة من مسيرتها يوم الجمعة الماضي بعد أن تخلى مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها بيل جيتس عن أي منصب تنفيذي فيها، مكتفياً بالرئاسة الشرفية لمجلس إدارتها والعمل لمدة يوم واحد أسبوعياً فيها. وفيما يلي التسلسل الزمني لأهم الأحداث في مسيرة هذه الإمبراطورية التي تحولت من مغامرة طالب في جامعة هارفارد إلى واحدة من أهم الكيانات الاقتصادية في العالم:

* 1975 بيل جيتس يترك الدراسة في جامعة هارفارد العريقة لكي يؤسس شركة مايكروسوفت بعد أن نجح في بيع أول برنامج لتشغيل واحد من أوائل أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم.

* 1978 جيتس ينقل مقر شركته من نيو مكسيكو إلى بيلفيو في ولاية واشنطن بالقرب من مسقط رأسه في مدينة سياتل.

* 1980 مايكروسوفت توقع عقداً لتوريد نظام التشغيل إم إس دوس لأجهزة الكمبيوتر الشخصي التي تنتجها شركة آي.بي.إم مع الاحتفاظ بحقها في بيع تراخيص استخدام هذا النظام لشركات إنتاج أجهزة كمبيوتر أخرى. وقد جعلت هذه الصفقة مايكروسوفت فيما بعد أكبر مطور لبرمجيات الكمبيوتر في العالم.

* 1983 مايكروسوفت تطرح أول إصدار من برنامج معالجة النصوص المعروف وورد الذي تحول فيما بعد إلى حزمة البرمجيات المكتبية أوفيس.

* 1985 صدور النسخة الأولى من نظام التشغيل ويندوز الذي عرف في العالم العربي باسم (النوافذ) قبل أن يصبح اسم ويندوز علامة تجارية شهيرة لا تحتاج إلى ترجمة.

* 1986 مايكروسوفت تجمع 61 مليون دولار من أول طرح لأسهمها في البورصة.

* 1990 مايكروسوفت تطرح إصدارا جديدا من ويندوز تحت اسم ويندوز3 لتشغيل أجهزة الكمبيوتر المكتبي وتبيع 10 ملايين نسخة منه خلال عامين.

* 1995 بيل جيتس يصدر مذكرته التحذيرية الشهيرة عن (تسونامي) الإنترنت الذي يهدد مستقبل مايكروسوفت. كما طرحت مايكروسوفت نظام التشغيل ويندوز95.

* 1996 شركة نيتسكيب كوميونكشنز الأمريكية تقدم شكوى إلى وزارة العدل الأمريكية تتهم فيها مايكروسوفت بانتهاك قواعد المنافسة الحرة من خلال دمج برنامج استعراض الإنترنت إنترنت إكسبلورر مجاناً ضمن نظام التشغيل ويندوز.

* 1998 وزارة العدل و20 ولاية أمريكية تقيم دعوى قضائية ضد مايكروسوفت بتهمة ممارسة الاحتكار. مايكروسوفت تطرح نظام التشغيل ويندوز 98 لتعزز وضعها الاحتكاري في السوق.

* 2000 بيل جيتس يتخلى عن منصب الرئيس التنفيذي لزميله ستيف بالمر والقضاء الأمريكي يأمر بتقسيم مايكروسوفت إلى شركتين مع إيقاف التنفيذ في حالة استئناف الحكم.

* 2002 مايكروسوفت تتوصل إلى تسوية مع وزارة العدل لدعوى الاحتكار بما يمنع تقسيم الشركة.

* 2003 الاتحاد الأوروبي يغرم مايكروسوفت بعد إدانتها بممارسة الاحتكار.

* 2006 جيتس يعلن اعتزامه التخلي عن وظائفه الدائمة في مايكروسوفت.

* 2008 مايكروسوفت تقدم عرضاً فاشلاً للاستحواذ على ياهو لخدمات الإنترنت لمواجهة الخطر الذي تمثله منافستها جوجل التي تدير أشهر محرك بحث على الشبكة الدولية.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

اتصالات

أخبارهم

تكنولوجيا

مواهب

بانوراما

إضاءة

إصدارات

إبحار

سوفت وير

هاكرز

رؤى

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

الجزيرة في موقعك

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة