Telecom & Digital World Magazine Sunday22/04/2007 G Issue 205
ريبورتاج
الأحد 5 ,ربيع الثاني 1428   العدد  205
 

المحتوى العربي على النت ..ترجمات مشوهة!!

 

 
* تحقيق - وضحى العجمي:

يعاني الباحث عن المعلومة في الوطن العربي من فقر كبير في المواقع العربية على شبكة الإنترنت، ويعود السبب الأساسي في هذا الفقر إلى عدم توافر نظام إدارة محتوى ذي خصوصية تتطلبها المواقع العربية، بالرغم من سعي بعض الجهات العربية باتجاه تعريب عدة أنظمة لإدارة المحتوى مفتوحة المصدر، الأمر الذي معه تتشتت الجهود ويحدث نوع من الفوضى وعدم التوافق والتكرار، فاللغة العربية لها خصوصيتها، وما نراه اليوم من تعريب لبعض الواجهات في أنظمة إدارة المحتوى العربي، بعيد كل البعد عن تلك الخصوصية.

في التحقيق التالي نلقي الضوء على المحتوى العربي على شبكة الإنترنت.

أكد المشاركون في التحقيق عدم وجود محتوى فكري ينتج عنه محتوى رقمي، بل ان أحدهم ذهب إلى أبعد من ذلك، حين قال: لا توجد معطيات فكرية حتى نجني من خلالها أي نتائج.

د. مازن مراد - استشاري تخدير- قال: نحن فقط ندور في فلك الغرب، نحاول تقليدهم، غير قادرين على أن نكون نحن، ولا حتى أن نكون هم، وليس لدينا القدرة على إضافة أي شيء للحضارة الإنسانية، وكل ما هو موجود في مكتبتنا ومواقعنا العربية، إنما هو ترجمة، وللأسف لا تنقل لنا فكر صاحبها الأساسي (المؤلف) نظراً لما تخضع له من تشويه، ولو صادف أن قرأت كتاباً باللغة الأجنبية، وقرأته مترجماً، لوجدت اختلافاً كبيراً. وهذا إجحاف بحق كاتبه لأن من ترجمه أدرك تمام الإدراك أنه لو نقله كما هو لما ناسب المجتمع، إلا أنه وبتصرفه هذا جنى على الكاتب وعلى المجتمع نفسه، فقد حرم الكاتب من حرية الفكر التي وصل إليها وحرم القارئ من الاستفادة من خبرات هذا الكاتب.

وأضاف: نحن لم نضف شيئاً إلى ما أخذناه من الأجانب في تقنية الإنترنت، بل تعاملنا معه كما أخذناه، لكن في المقابل جميع دول الغرب طورت هذه التقنية بما يتناسب وحاجتها.

مصادر مترجمة

* د. ماجد الهدود - استشاري طب نساء وولادة - أكد أن الإنترنت بات وسيلة اتصال وبحث وإعلام مهمة الاستخدام وسريعة النتائج، متنوعة المصادر، غنية بالمعلومات ورخيصة التكلفة.

وأضاف: بالنسبة لي كطبيب أعتمد بشكل كبير على العديد من مصادر البحث العلمي الأجنبية، لسهولة استخدامها وتلبيتها لما أحتاج من معلومات.

وقد وافق د. مازن مراد في عدم وجود محتوى رقمي، وأشار إلى أنه في كل مرة يحتاج فيها للمصادر العربية يلمس النقص الواضح فيها في نواح عدة منها: قلة تنوعها، وعدم تجديدها بشكل دوري، وعدم قدرة المحرك على التوجه للمواقع المراد البحث فيها بشكل مباشر.

* عدد من طلاب الجامعات أشاروا إلى أن معظم ما هو موجود على المواقع العربية مترجم، وأكدوا عدم معرفتهم في دقة هذه الترجمة، وقالوا: المحتوى العربي كأصل عربي للأسف غير موجود.

الأسباب.. والمسؤولية

عزا المشاركون الأسباب التي تقف في طريق وجود محتوى عربي، إلى إحجام مؤسسات النشر عن تبني حركة التوزيع على الإنترنت وكذلك امتناع الباحثين والعلماء عن وضع أبحاثهم ودراساتهم ومؤلفاتهم على شبكة الإنترنت، كما أن لهجرة العقول العربية سبباً أهم في فقر المحتوى العربي.

* وهذه الهجرة برأي د. مراد ناتجة عن التضييق الذي يمارس على الفكر العربي وعلى الحريات الفكرية، مما يضطرهم للسفر إلى الخارج، حيث تجد أفكارهم مطلق العنان فينتشرون ويشتهرون.

وأضاف: للأسف العالم العربي منذ خمسين عاماً لم يسجل إي إضافة للإنسانية، ولا بد أن نفرق بين تأسيس الحضارة واستعمال الحضارة، فأي إنسان يستطيع استخدام الحضارة ولكنه لا يستطيع أن يصنعها، أنا طبيب، واستخداماتنا للطب من خلال إرشادات وضعت من قبل الغرب، ولكننا لا نعرف كيف وضعت، ولو امتنعوا عن إمدادنا بالكتب والمعلومات والمصادر وامتنعوا عن تدريسنا وسحبوا كل مراجعهم وكتبهم لما استطعنا أن نحقق شيئاً منها!

إحجام مؤسسات النشر

* د. ماجد ألقى باللائمة على مؤسسات النشر وقال: إن إحجام مؤسسات النشر عن تبني حركة التوزيع على شبكة الإنترنت الذي تفيض به مكتباتنا من إنتاج مفكرين وباحثين عرب يسهم بشكل أساسي في عدم انتشار المحتوى العربي، كما أن عدم وجود هيئة عربية موحدة تعمل على سن قوانين من شأنها تطوير عملية نشر الأبحاث والمقالات على شبكة الإنترنت وتسهيل بيعها للمستهلكين ليس في العالم العربي فحسب، بل في أرجاء المعمورة قاطبة.

* فيما أيد عدد من الطلاب رأي د. ماجد من أن الشح في هذه المصادر يرجع إلى الباحثين والعلماء في عدم وضع أبحاثهم ودراساتهم ومؤلفاتهم على شبكة الإنترنت وقالوا: نحن لا نلومهم، ففي عالمنا العربي لا توجد قوانين وأنظمة لحماية الملكية الفكرية.

وأضافوا: إن العقول العربية تقف عاجزة عن إنجاز محرك بحث عربي، كما أن الإمكانيات المالية غير متوفرة، ولا بد من المشاركة الفاعلة من قبل القطاع الخاص في مثل هذا المشروع، فالمسؤولية مشتركة.

* وعن مسؤولية ضعف المحتوى العربي، اتفق المشاركون على أن زرع حب البحث والاستطلاع في عقول الأجيال الصاعدة من خلال تعليم الطلاب أسس البحث العلمي والطرق التطبيقية لاستخدامه وخاصة بواسطة شبكة الإنترنت، كما أن مراكز الأبحاث في الجامعات العربية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن هذا الضعف، وأشار عدد من الطلاب إلى أن التصنيف العلمي الأخير لمستوى الجامعات كان على أساس الموقع الإلكتروني وعدد البحوث والدراسات التي قامت مراكز البحوث في الجامعات بإنجازها.

حجب المواقع

وحول حجب المواقع قال د.ماجد:أرى مشكلة في حجب بعض المواقع التي ليس فيها ضرر وهذا في اعتقادي يحتاج إلى تطوير وسائل الحجب، إذ إنها قد تلغي موقعاً لوجود كلمات معينة في النص وهي ليست سوى مصادر علمية صرفة، الأمر الذي يعيق عمل الباحثين في مجالات معينة. فيما أيد عدد من الطلاب ما ذهب إليه د. ماجد من قول.

العيب فينا

د. محمد المراياتي - كبير مستشاري العلم والتقنية من أجل التنمية في الأمم المتحدة - أوضح أن المحتوى الرقمي يشمل كل ما هو موجود على الإنترنت من لغات، وبالنسبة للغة العربية فهناك عشرات الآلاف من كتب التراث، وهناك محتوى صحفي هائل، إلا أن المحتوى العلمي الفكري مع الأسف ضئيل، الموجود بعض ترجمات والبعض الآخر إنجاز عربي مثل تقارير مراكز البحوث والجامعات، وجزء منه مع الأسف باللغة الإنجليزية، وليس باللغة العربية، إلا أنه موجود بكمية لا بأس بها، لكنه ضعيف بالمقارنة مع اللغات الأخرى وهذا هو جانب الضعف في المحتوى العربي.

وعن المحتوى الفكري، أضاف: المحتوى الفكري العربي موجود سواء ما كان منه في العلوم التطبيقية أو العلوم الاجتماعية، لكنه أيضاً ضعيف وقليل مقارنة مع ما هو موجود في لغات أخرى، والسبب الرئيس في ذلك هو تدريس علوم التعليم العالي بغير اللغة العربية، وهذا يقتل المحتوى العربي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة