Al Jazirah Magazine Tuesday  04/12/2007 G Issue 245
صحة وتغذية
الثلاثاء 24 ,ذو القعدة 1428   العدد  245
 

الإبر الصينية تعالج أمراض القلب

 

 

كثيرا ما نسمع عن العلاج بالإبر الصينية وأنها من أنواع العلاج غير التقليدي دون دواء، أي أنها علاج بديل للاستشفاء من بعض الأمراض المزمنة وكذلك لإنقاص الوزن، ومن أقدم عليها من قبل سيكون على علم ببعض استخداماتها وفوائدها من واقع تجربته، ولكن لم يقدم البعض الآخر على العلاج بها، ويفكر آخرون في تجربتها للعلاج من بعض الأمراض وخاصة البدانة بعد التأكد من فاعليتها ونجاحها للكثيرين، وهذا ما دعانا للقاء متخصص وخبير في هذا النوع من العلاج البديل ليوضح لنا كل ما يحيط بالإبر الصينية من معلومات وتفاصيل وأهم الاحتياطات الواجب مراعاتها قبل الإقدام عليها وغيرها من التساؤلات التي أجاب عنها الدكتور صالح أبو زيد استشاري أمراض الروماتيزم والعلاج الطبيعي والتأهيل ورئيس قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الأمين بالطائف، وهو المسؤول بالمستشفى عن العلاج بالإبر الصينية.

حدثنا عن الإبر الصينية وكيف دخلت إلى المملكة؟

الإبر الصينية هي من أقدم أنواع العلاج الموجودة في الطب الصيني ولها نظرية خاصة وهي ضمن مكونات الطب البديل وتعتمد فكرة الإبر الصينية على أن الوخز بالإبر يعمل على استشارة قوى الجسم الدفاعية لكي يستخدمها الجسم في علاج نفسه بنفسه وقد ظهر هذا النوع من العلاج منذ آلاف السنين بالصين ووصل إلى أوروبا في النصف الأول من القرن العشرين ومر بمراحل كثيرة بعد ثبوت فعاليته وأجريت عليه أبحاث ودراسات كثيرة وانتشر وأصبح يدرس في الجامعات والمعاهد الطبية وحددت منظمة الصحة العالمية FDA الأمراض التي يمكن استخدام الإبر الصينية في علاجها ودخل هذا العلاج للمملكة حديثاً.

وقد حددت الهيئة السعودية للتخصصات الطبية والصحية جميع الشروط والضمانات للشروع في إدخال العلاج بالوخز بالإبر الصينية في جميع أرجاء المملكة. وذلك لضمان الاستخدام العلمي لهذا العلاج لتحقيق استفادة المريض من هذا النوع من العلاج، ومن هذه الشروط والضمانات هي:

1- أن يكون الطبيب الممارس لها طبيبا بشريا مؤهلا تأهيلا علميا ومسجلا لدى الهيئة على درجة أخصائي أول على الأقل.

2- أن يكون حاصلاً على حد أدنى من التدريب على حوالي 200 ساعة في مركز معترف به وألا يتم استخدام الإبر الا بعد استنفاد وسائل الطب الحديث العلاجية والتشخيصية وأن يقتصر العلاج على الأمراض التي قد ثبت جدوى علاجها وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

3- أن يتم استخدام الإبر ذات الاستخدام الواحد مع مراعاة الأصول العلمية لتعقيم المريض والأجهزة أثناء العلاج وإفهام المريض بأبعاد العلاج ونتائجه سلباً وايجاباً.

ولابد لممارس هذا النوع من العلاج أن يكون قد حصل على تدريب مدة خمس سنوات وان يكون متخرجاً من إحدى الأكاديميات المعترف بها دولياً.

والإبر الصينية تعمل على إعادة التوازن للجسم وأن الطاقة في الجسم تسير في مسارات متعددة ولأسباب غير معروفة تصاب المسارات بخلل ما فيتأثر سريان الطاقة ويمكن إعادة التوازن بغرز الإبر في مواضع معينة من هذه المسارات.

وفي بداية الأمر كانت توجد 365 نقطة متفرقة في الجسم لوخز الإبر لكن عدد هذه النقاط قد زاد مع تطور العلاج. وتعتمد نتيجة العلاج على النقطة التي تغرز فيها الإبرة. ويمكن أحياناً استعمال تيار كهربائي رفيع لزيادة التأثير العلاجي.

ماذا يقول الصينيون عن الإبر الصينية؟

ويقول الصينيون إن للإبر فكرة فلسفية تعتمد على نقيضي الحياة الخير والشر، الشمس والقمر، الليل والنهار، الموجب والسالب وأن الحالة المرضية تكون لزيادة أحد النقيضين على الآخر وهذه الفكرة تزعم عودة التوازن المفقود بين النقيضين داخل الجسم فيختفي المرض وأعراضه.

وباستخدام الإبر مع الحيوانات للتجارب وجد أنها ذات تأثير جيد في كثير من الحالات وهذا ينفي اعتماد النظرية على الاعتقاد النفسي والاقتناع باستعمالات الإبر الصينية.

ومن الحالات التي قد أفادت فيها الإبر الصينية:

حالات التهاب الأعصاب والمفاصل، حالات الصداع والصداع النصفي، حالات التهاب الأذن وحالات ارتفاع ضغط الدم وحالات اختلال جهاز المناعة وحالات الإدمان، الأزمة الصدرية، الأرق والقلق والتهاب الجيوب الانفية، آلام الظهر والرقبة وتشنج العضلات والإقلاع عن التدخين، الربو، الحساسية، وبعض أنواع الشلل وضعف العضلات.

وتلعب الإبر الصينية دوراً أساسياً في البداية وتخفف الوزن وتفيد في المساعدة على تخفيف الوزن خاصة مع اتباع نظام غذائي حمية (دايت) وتساعد أيضا في دعم الأدوية والتسهيل المستمر في الحمية الغذائية وحث الجسم على إفراز مادة الاندرفين التي تساعد على ضبط وظائف الأعضاء.

الإبر الصينية وتخفيف الآلام

ومن أهم ما استخدمت فيه الإبر الصينية علاج الآلام، وتعمل استثارة نقاط الإبر الصينية على تخفيف الألم عن طريق عدة محاور أولها زيادة إفراز الافيونات الطبيعية داخل الجسم وفي الجهاز العصبي المركزي. وتؤدي أيضا إلى إفراز بعض الهرمونات الموجودة بالدم وهي تعتمد على استثارة الجهاز العصبي اللاإرادية مما يؤدي إلى زيادة إفراز هذه الهرمونات التي أمكن قياسها قبل وبعد الوخز بالإبر.

الإبر الصينية وحالات الصداع

وتستخدم الإبر الصينية في علاج الكثير من حالات الصداع والصداع النصفي وخاصة في منع حدوث نوبات الصداع. كما تساعد مع الأدوية في علاج حالات إصابة العصب الخامس ولها نتائج جيدة في هذا المجال.

وقد أظهرت الإبر الصينية نتائج جيدة في علاج حالات الصداع الناتج عن التوتر والإجهاد أو تقلص عضلات الرقبة وتساعد على زوال الألم وشعور المريض بالاسترخاء. ومن الحالات التي تقوم بعلاجها أيضاً حالات إصابة العصب السابع والتهابه وهي توضع في أمكنة الحركة للعضلات التي يراد تحفيزها.

الإبر الصينية وأمراض القلب

ويعتبر تأثير الإبر الصينية في علاج أمراض القلب ايجابيا وتسير نتائجها في الاتجاه الصحيح وهي تكون مفيدة لتحسين حياة وظروف الأشخاص الذين يعانون من مشكلات القلب والدورة الدموية والسبب في هذا أن الإبر تقلل من نشاط وفاعلية الأعصاب المتعلقة بالقلب والتي تتحكم في الحركات الداخلية اللاإرادية في الجسم مثل تقلص عضلة القلب وضغط الدم وقد ترغم القلب على العمل بجهد أكبر من المعدل العادي للإيفاء بحاجة الجسم من الدم.

الإبر الصينية وإنقاص الوزن

وتستخدم الإبر الصينية كوسيلة لإنقاص الوزن وقد تطورت أشكال الإبر الصينية المستخدمة في إنقاص الوزن التي تغرس في صيوان الأذن في مناطق محددة وبأشكال مختلفة. ولابد من اتباع نظام غذائي للحصول على أفضل نتائج. وذلك من خلال التأثير على مركز الجوع إذا وضعت في النقاط الصحيحة وكذلك تؤثر على الجزء الأعلى من القناة الهضمية فتقلل الإحساس بالجوع.

وهناك أمور ينصح بها قبل وبعد الجلسات العلاجية وهي:

1- الاستمرار بأخذ الوصفات الطبية بواسطة الطبيب.

2- تجنب أكل الوجبات الدسمة قبل وبعد الجلسات.

3- تنظيم الوقت حيث يفضل أخذ قسط من الراحة قبل وبعد العلاج لتأكيد حدوث الاسترخاء.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة