Al Jazirah Magazine Tuesday  06/03/2007 G Issue 209
الفن السابع
الثلاثاء 16 ,صفر 1428   العدد  209
 

جيم كاري سلفستر ستالوني ودايان كيتون:
نجوم الأمس أمام محنة المستقبل

 

 

* إعداد - محمد رضا

يقوم الممثل سلفستر ستالوني حالياً بتصوير جزء رابع من سلسلة (رامبو)، السلسلة التي انطلقت بفيلم (دم أول) الذي أخرجه تد كوتشيف.

لمن يتذكّر، او لمن يريد أن يعرف، (دم أوّل) كان فيلم أكشن مثّله ستالون حين كان في السادسة والثلاثين من عمره.

فيه نراه محارباً سابقاً في فيتنام عاد إلى الولايات المتحدة.

يزور رفيق سلاح له ليكشتف أنه لم يعد إلى بلاده لأنه قُتل في المعركة.

يمشي على الطريق الجبلي فيلتقطه شريف البلدة (برايان دوهيني) الذي ينظر إليه بشعره الطويل وفقره البادي ويأمره بمغادرة البلدة.

لكن رامبو أمريكي.

والأمريكي حر في بلاده خصوصاً إذا لم يرتكب ذنباً.

ينقله الشريف إلى مشارف البلدة لكن رامبو يمشي عائداً.

يُلقى القبض عليه ويسلّمه الشريف إلى معاونه الأول (الممثل جاك ستاريت الذي كان في الحقيقة واحداً من أفضل المخرجين الرديئين حينها).

حين يحاول المعاون إجبار رامبو على أن يحلق ذقنه على الناشف، يتذكّر رامبو ما مرّ معه في الأسر الفييتنامي.

فلا يلبث أن يضرب المعاون وباقي رجال البوليس الذين ليسوا بمهارته القتالية.

ينطلق إلى الجبال وفي أعقابه البوليس، ثم بعض جنود الاحتياط.

الفيلم يبلغ ذروته هناك.

الجديد في القديم:

ورد هذا الفيلم سنة 1982، في العام ذاته الذي مثّل فيه ستالوني وأخرج الجزء الثالث من (روكي).

وكان الجزء الأول سنة 1976 هو الميلاد الرسمي لهذا الممثل الذي كان قبل ذلك مكتفياً، ولو على مضض، بالأدوار المساندة والصغيرة.

الفيلم الجديد الذي يصوّره ستالون بعنوان (جون رامبو) هو محاولة عودته الثانية إلى النجومية.

الأولى كانت طُرحت قبل أسابيع ممثلة بفيلم (روكي بالباو)، الرقم ستة في سلسلة هذا الفيلم الشهيرة.

ونتيجتها لم تكن ناجحة.

الذي يحدث مع هذا الممثل الآن هو أنه في السن التي تتضاءل فيها الفرص السانحة للنجاحات التي يتمنّاها لنفسه كل ممثل.

إنه في الستين من العمر، وهو يعلم أن أفضل مراحل حياته الفنية أصبحت وراء ظهره.

أفلام (رامبو) الثلاثة السابقة، بعض أفلام (روكي وأفلام أخرى مثل (كليفهانغر)، (قف)، او (القاضي درد).

كانت تلك بعض نجاحاته في التسعينات، وآخر مرّة حقق فيلما له نجاحاً لا بأس به كانت سنة 1996 عندما قاد بطولة الفيلم الكوارثي (شروق).

الفترة اللاحقة لذلك، شهدت انكفاءات متوالية.

لا (كوبلاند) ولا (قيادة) أو حتى (غت كارتر) او (تاكسي3) قد حقق أيا منها نجاح يذكر.

ستالون يقف الآن بالفعل على مفترق طرق ومن هنا فإن رغبته في العودة إلى قديميه روكي و رامبو تأتي بهدف إعادة صياغة نجاحه.

موهوبات فاشلات

محنة ستالوني ليست حكراً عليه

كثيرون هم الممثلون الذين يجدون أنفسهم وصلوا إلى نهاية المطاف عملياً.

بعضهم يقف أمام جدار لا يمكن دفعه بعيداً، كما لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

جسيكا لانغ، الممثلة الموهوبة بلا ريب، تدرك أن الأفضل لها أن تنتظر الفيلم المختلف عوضا عن أن تغرق في مستنقع الأعمال السهلة او الرخيصة.

غلن كلوز، التي لا تقل عنها موهبة، تمضي الوقت غالباً في الظلال.

ومثلها سالي فيلد.

وحين قررت الممثلة جين فوندا قبل عامين العودة إلى السينما بعد غياب سنوات طويلة أخطأت الخطوة فسقطت في فيلم رديء عنوانه (الحماة الوحش).

باربرا هيرشي، من نجمات السبعينات والثمانينات تعيش في منفى صعب.

ومثلها جيل كلايبورغ التي تعرّفنا عليها في فيلمين لهما علاقة بالقضية الفلسطينية في السبعينات هما (ضاربة الطبل الصغيرة) و (هانا ك).

وماذا حدث مع سيسي سبايسك التي قادت بطولة عدة أفلام مهمة في الفترة ذاتها؟ هي لا تزال في الصورة كلّما كان ذلك متاحاً وفي حدود دور يسترعي انتباهها.

آخر مرّة كانت في فيلم (بلاد شمالية) لاعبة دور أم.

مسألة الأزمة الناتجة عن تخطّي الممثلين سنوات الشباب وأحيانا الرجولة تتفاقم تحت الرادار وأحيانا فوقه.

وعلى الشاشات الحالية، وإلى جانب (روكي بلباو) هناك (لأني قلت ذلك)، ذلك الفيلم الذي قدم كوميديا أمّتها دايان كيتون بكل ما لديها من آمال بأنها ما زالت على سدّة النجاح.

الفيلم أنفجر كالبالون في أسبوعه الأول.

نادي الزوجات الأول

مثل ستالوني، عرفت دايان كيتون (61 سنة أيضاً) أوج نجاحها في السبعينات وردح من الثمانينات.

كانت واحدة من الوجوه غير المعروفة التي اختارها المخرج فرنسيس فورد كوبولا لتمثل شخصية صديقة ثم زوجة آل باتشينو في سلسلة (العرّاب).

وبعد فيلم العرّاب مباشرة كانت على موعد مع أوّل أفلامها للمخرج والممثل وودي آلن فظهرت معه في (العبها ثانية يا سام) و(سليبر) ثم (حب وموت) وصولاً إلى (آني هول) (1977) و (مانهاتن) (1979).

عن أوّلهما نالت أوسكارها الوحيد للآن.

كل هذا وسواه جزء من تاريخ طويل تمدد ليشمل أفلاماً كوميدية ناجحة مثل (وا لد العروس 2) مع ستيف مارتن (1995) و (نادي الزوجات الأول) (1996) و (لغز جريمة مانهاتن) (1993) الذي كان آخر لقاء بينها وبين وودي آلن.

وخلال تلك الفترة حاولت الإخراج وقدّمت فيلمين: (أبطال فالتون) و (مساعدة أمها) و (التشبّث).

إلى جانب أن فيلمها الأول فقط شهد إعجاباً نقدياً، فإن هذه الأفلام مجتمعة لم تترك أثراً يذكر لا على مسيرتها ولا على السجل السينمائي مطلقاً.

أفلامها الفاشلة توالت من العام 1996 وما بعد، (الشقيقة الأخرى)، (تاون أند كنتري)، (جوهرة العائلة) وأخيراً (لأني قلت ذلك).

أسوأ الأفلام المذكورة لا من حيث تنفيذه إخراجيا فقط (الإخراج لمايكل ليمان) بل من حيث أدائها أساساً.

فقد لعبت دور الأم المتفانية في حب أولادها التي من شدّة حرصها على لعب هذا الدور، تخطئ النتيجة في كل مرة تحاول فيها أن تبرهن على حسن نواياها.

وهناك ستار رقيق بين شخصيّتها تلك وبين شخصيّتها الحقيقية: كلاهما غير مقنع.

في الحقيقة، دايان كيتون التي وصلت إلى المكانة عن طريق الأفلام الأولى التي مثّلتها وليس عن طريق موهبتها الإدائية، إذ هي تبقى دون مستوى العديدات ممن انطلقوا معها في تلك الفترة.

رقم الحظ 23

الأزمة قد تصيب ممثلين أصغر سنّاً.

جيم كاري مثلاً ما زال في الخامسة والأربعين مثلاً ورغم ذلك يبدو أن القطار يفوته سريعاً.

المشكلة هي أنه لم يحقق نجاحاً تجارياً منذ (بروس أولمايتي) سنة 2003، والنجاح آنذاك كان محدوداً إذا ما قيس بنجاحات كاري السابقة: (غبي وأغبى)، (آيس فنتورا)، (رجل الكايبل) و (كذاب، كذّاب) وكلها في منتصف التسعينات.

جزء من هذه المشكلة يكمن في أنه يحب فعلاً تمثيل أدوار غير كوميدية.

في السنوات العشر الأخيرة مثلاً ظهر في (كيف سرق غرينج الكريسماس) و(ماجستيك) و (الأشعة الشمسية الدائمة في عقل بلا بقع).

وكلها تختلف عما اشتهر به.

هذا يكشف عن أن جيم كاري ينضم إلى الممثلين الذين لا يتوخّى الجمهور مشاهدتهم الا في أنماط معيّنة.

هي اللعنة التي أصابت سلفستر ستالون حين حاول التنويع، وأرنولد شوارتزنيغر حين جرّب الكوميديا عوض الأكشن.

في النهاية حين أدرك شوارتزنيغر أن مستقبله السينمائي في خطر تحوّل إلى السياسة فلعلّها أسلم.

بالنسبة لجيم كاري فإن فيلمه الأخير (الرقم 23) يقول كل شيء.

الأسبوع الأول له يكتفي بالمركز الثاني.

في الأسبوع الثاني له سينتقل إلى الوراء حتماً.

وفي الثالث سيصير أقرب إلى النسيان.

ومثلما حدث مع دايان كيتون، فإن الفيلم نفسه لا يشجع على أكثر من ذلك.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة