Al Jazirah Magazine Tuesday  06/03/2007 G Issue 209
مجتمعات
الثلاثاء 16 ,صفر 1428   العدد  209
 

أطفال شوارع الهند والأمل المفقود

 

 
* الهند - رويترز:

تحلم تشاند بأن تصبح طبيبة لتساعد ملايين المعوزين في الهند.. هذه الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً من الذكاء بحيث تعرف حلمها وذلك وفقاً للمؤسسة الخيرية التي أنقذتها قبل عشرة أعوام من شوارع مدينة جايبور المزدحمة بشمال الهند والبالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.

وتقول الفتاة النحيلة لرويترز أثناء زيارة لمركز (لادلي)، حيث تعيش وتتعلم في المدينة المترامية الأطراف التي يطلق عليها اسم المدينة القرنفلية بسبب لون جدرانها (أريد أن أصبح جراحة.. هناك الكثير من الناس والقليل جداً من الأطباء هنا).

وأضافت وهي تجلس تحت شجرة في فناء المدرسة (هذا هو هدفي.. في مجتمعي لا تحظى الفتيات بفرصة تذكر للحصول على التعليم.. هنا أمامي فرصة). وبقدر ما قصتها شائعة بقدر ما تنفطر لها القلوب.. ربما تختلف النهاية فحسب.. وما زال الكثيرون يعدون النساء سلعة حتى في القرن الحادي والعشرين، حيث يهملن نظام التعليم وعادة ما يهمشن في السلم الاجتماعي.. وعثر عليها موظفو الاتصال في مركز (لادلي) وأخذوها إلى الملاذ الذي يوفره المركز لضحايا الانتهاكات والأيتام والمعوزين من الأطفال في عاصمة ولاية راجاستان البالغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة والواقعة على بعد 260 كيلومتراً جنوب غربي دلهي.

وتقول ابها جوسوامي (50 عاماً) مؤسسة المركز (نحاول أن نعيد للأطفال حياتهم.. نمنح الحب والرعاية لأطفالنا). جوسوامي التي توفيت أمها وعمرها 18 شهراً وتيتمت وهي في السادسة عشرة من عمرها أسست مشروع (آي-انديا) عام 1993 الذي يقدم المساعدة لخمسمئة من أطفال الشوارع في جايبور.

وبعد ذلك بثلاث سنوات أنشأت دار (تشايلد إن) للفتيان ودار (لاديل) للفتيات وفي عام 2000 أطلقت حافلتين اسمتهما (مدرسة على عجلات)، حيث كانتا تجوبان الشوارع وتقدمان من خلال الدار دروسا في القراءة والكتابة للأطفال الذين لا سبيل لهم للحصول على التعليم.

وفي العام الماضي مرّ نحو ثلاثة آلاف طفل على جوسوامي ومساعديها اما من خلال الحافلتين أو من خلال الدور الأربعة ومركز التأهيل المهني المسمى (لادلي) أيضاً التي يديرها مشروع (آي-انديا). لكن الموارد شحيحة. ولا تستطيع المؤسسة توفير المسكن لأكثر من حفنة من الأطفال وبالتالي فإن الأغلبية يعودون إلى ديارهم أو إلى الشوارع كل ليلة.. وحتى بالنسبة لتشاند فإن هناك تهديداً مستمراً بأن يجرها ماضيها ليحطم مستقبلها.. إنه صراع لا متناه بمساعدة قليلة للغاية من الحكومة ويعتمد المركز بشدة على التبرعات التي يجمعها بنفسه والرعاة الخارجيين للمشروعات منفردة. ومن بين هذه المشاريع مشروع لتصنيع وبيع الحلي.

وفي الوقت الحالي فإن المشروع يحصل على تمويل بنسبة 50 في المئة من أحد الرعاة لكن الهدف هو تحقيق الاكتفاء الذاتي التام له وعند بيع كل قطعة حلي تودع بعض الأموال في حساب مصرفي للفتيات حتى يكبرن ويغادرن الدار. وتمثل هذه المشروعات منارة في دولة يزدهر اقتصادها ومع ذلك فإن نحو 35 مليونا من سكانها البالغ عددهم مليار نسمة أيتام وحيث يعيش أكثر من 300 مليون شخص على أقل من دولار واحد في اليوم منهم 140 مليون طفل.

وتقول جوسوامي (أطفالنا بمأمن هنا.. نطعمهم ونعلمهم... نكسبهم المهارات ونعطيهم الأمل حتى يستطيعوا شق طريقهم وكسب قوتهم فيما بعد في الحياة). وأضافت (ببضعة دولارات في اليوم نستطيع أن نعيد لطفل هنا حياته).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة