Al Jazirah Magazine Tuesday  06/03/2007 G Issue 209
تقارير
الثلاثاء 16 ,صفر 1428   العدد  209
 

صرع محموم بين بوينج وأيرباص لتقديم الأفضل
صناعة الطائرات تحلق على أجنحة الخيال!

 

 
* إعداد - أشرف البربري:

رغم الكارثة التي حلت بصناعة الطيران والنقل الجوي على مستوى العالم بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد نيويورك وواشنطن نجحت هذه الصناعة في تجاوز الأزمة واتجهت نحو آفاق جديدة من الازدهار.

في الوقت نفسه تخوض شركات صناعة الطائرات العالمية سباقا مع نفسها من أجل تطوير أجيال جديدة تحلق بالمسافرين على أجنحة الرفاهية والخيال.

وقد نشرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية تقريرا عن التطورات التي تشهدها صناعة الطائرات في العالم.

ويقول التقرير: إن الكثير من المسافرين من المرجح أنهم قد أصيبوا باالدوار بسبب رحلات الطيران الطويلة وشعروا بالألم والتعب وربما جفاف (الريق).

وقد تكون تشاجرت أكثر من مرة مع طاقم الضيافة على متن الطائرة لأنه أضاء أنوار قمرة الركاب وأيقظك من إغفاءة سريعة.

ورغم ذلك، فالصورة سوف تتغير كثيرا في المستقبل بعد أن أصبحت رفاهية وراحة الركاب هي الهدف الأهم بالنسبة لشركات الطيران، وبالتالي بالنسبة لشركات صناعة الطائرات.

تقول شركات صناعة الطائرات العالمية: إنه ابتداء من عام 2008 ستكون الطائرات الجديدة مزودة بالعديد من الخصائص الإضافية مثل الهواء الاكثر إنعاشا والإضاءة الهادئة والنوافذ الأكبر حجما.

بل إن بعض الشركات تتحدث عن طائرات مزودة بأماكن للاستحمام وأسرة رغم اعترافها بأن مثل تلك الطائرات عالية الرفاهية لن تستخدم من جانب شركات الطيران العادية.

بالطبع فالتحليق في الهواء داخل أنبوب ضيق (الطائرة) ليس أمرا مريحا ولا ممتعا لأحد، ولكن شركات صناعة الطائرات تقول: إنها تطور حاليا طائرات ستكون أكثر راحة ورفاهية من كل ما سبق حتى تتواءم مع عصر جديد من الطيران والسفر الجوي.

رفاهية غير مسبوقة ولكن المشكلة أن شركات الطيران سمعت هذه الوعود التسويقية من قبل.

فقد وعدت شركات صناعة الطائرات بتطوير طائرات تتمتع بمستويات رفاهية غير مسبوقة مثل أندية صحية ومطاعم وغرفة جلوس فارهة.

ولكن تجسيد هذه الاقتراحات اصطدمت بعقبات رئيسية.

ففي البداية لم تظهر شركات الطيران اهتماما كبيرا بشراء مثل هذه الطائرات الفارهة.

واشتداد المنافسة في عالم صناعة الطائرات وتراجع هامش أرباح الشركات المصنعة.

اهتمام شركات الطيران بالحصول على طائرات تستطيع حمل عدد أكبر من الركاب بدلا من توفير قدرا أكبر من الرفاهية للركاب.

ويبدو أن شركتي صناعة الطائرات الرئيستين في العالم وهما بوينج الأمريكية وأيرباص الأوروبية قد التقطا الرسالة واتجهتا إلى إنتاج طائرات أكبر ذات حمولة أعلى، وفي الوقت نفسه ذات نوافذ أكبر وهي النوافذ التي يطالب بها الركاب دائما.

ولأول مرة تحدد بوينج أيضا نوعية المقاعد التي تريد شركات الطيران وضعها في الطائرات التي تتعاقد على شرائها من الشركة الأمريكية حيث تختار هذه الشركات نوعية المقاعد من خلال (كتالوج) أعدته بوينج.

يقول كينيث برايس مدير التسويق في بوينج: (نحاول منع شركات الطيران من الحد من متعة تجربة الطيران بالنسبة للمسافرين).

تحسينات (بوينج) وسوف تظهر التحسينات التي أدخلتها بوينج على طائراتها مع دخول أحدث طرز بوينج وهو الطراز المعروف باسم بوينج 787 دريملاينر أو (خط الحلم).

ومن المقرر أن يتم تسليم الدفعة الأولى من هذا الطراز الجديد عام 2008م.

وتقول بوينج: إن ضغط الهواء داخل قمرة الركاب في الطائرة (دريملاينر) سوف يكون عند مستوى الضغط الجوي على ارتفاع 6000 قدم فقط في حين أن مستوى الضغط داخل الطائرات حاليا يعادل مستوى ضغط الهواء على ارتفاع 8000 قدم فوق سطح البحر، وهو ما يعني الحد من الكثير من الشعور بالإجهاد والألم الناجم عن ارتفاع ضغط الهواء لدى الركاب.

ويقول برايس: إن الدراسات أثبتت أن تحسين مستوى الضغط الجوي داخل قمرة ركاب الطائرة يقلل بشدة شعور المسافرين بالصداع وغيره من الأعراض المرتبطة بركوب الطائرة.

كما تعتزم بوينج جعل الهواء داخل الطائرة (دريملاينر) رطبا بدرجة أكبر حيث يشكو الكثير من الركاب من جفاف الهواء داخل الطائرة.

وتقول بوينج: إن زيادة ترطيب الهواء وتحسين مستوى الضغط الجوي داخل الطائرة سوف يقلل بشدة الشعور بدوار الجو الذي يصيب بعض الركاب.

وتأتي هذه التحديثات في الطائرة الأمريكية الجديدة بفضل استخدام مزيج من المواد في بناء جسم الطائرة حيث تستخدم حاليا بوينج بالفعل مزيجا من المواد الخفيفة فائقة القوة لبناء طائرة أقل استهلاكا للوقود وهي السمة الأشد جاذبية بالنسبة لمسئولي شركات الطيران حيث طلبوا بالفعل شراء 234 طائرة من هذا الطراز الذي لم يدخل الخدمة حتى الآن.

وتشير بوينج إلى المزيد من المزايا التي يوفرها هذا الطراز الجديد فتقول: إن المواد الجديدة المستخدمة في صناعة الطائرة (دريملاينر) أقوى وأكثر مقاومة للانكسار وتسمح بتخفيف الضغط الجوي داخل قمرة القيادة وزيادة الترطيب وهو ما يعني أن البيئة داخل قمرة الركاب وبخاصة بالنسبة لهؤلاء الذين يسافرون في رحلات طويلة ستكون مختلفة.

وقد زودت بوينج الطائرة بمقاعد قابلة للتعديل بشكل كبير بحيث يمكن للراكب أن يتمدد على المقعد الخالي بجواره إذا لم تكن كل مقاعد الطائرة محجوزة بالكامل.

كما أن الطائرة (دريملاينر) مزودة بنظام أفضل لتدوير وتنقية الهواء مقارنة بالطائرات الموجودة حاليا.

ويقول برايس: إن هذه التحسينات لن تكون فقط قاصرة على (دريملاينر) وإنما يمكن أن تكون أساسا للأجيال الجديدة من طائرات بوينج.

خطط أيرباص وبالطبع لم يكن من المتوقع أن تبقى أيرباص المنافس الرئيسي لبوينج بعيدة عن هذا المسار حيث بدأت تطوير طائرتها طراز أيه 350 إكس دبليو بي المنافس للطائرة بوينج دريملاينر بحيث يتم تعديل الضغط الجوي بداخلها وزيادة معدل ترطيب الهواء.

ومن المقرر أن تدخل طائرة أيرباص الجديدة الخدمة عام 2012م.

وتجري بوينج اختبارات من أجل الوصول إلى أفضل أسلوب في الإضاءة بحيث يعطي إحساسا بالاتساع على متن الطائرة.

يقول ميلاني كيمسي مهندس تصميم بشركة بوينج الذي يدرس حاليا في استديوهات السنيما بلاس فيجاس ليعرف كيف يمكن استخدام الإضاءة في العروض السنيمائية والمسرحية من أجل إعطاء إحساس باتساع المكان.

ويقول كيمسي: (إننا نريد أن نرى الأساليب والحيل التي يستخدمها الفنانون لنعرف ما إذا كنا نستطيع استخدامها في إضاءة الطائرات للوصول إلى نفس التأثير).

وبالفعل بدأت بوينج وأيرباص بتزويد بعض طائراتها بأنظمة الإضاءة الحديثة المستخدمة في طرازي (دريملاينر) و(أيه 350 إكس دبليو بي).

وتقول شركات صناعة الطائرات: إن أنظمة الإضاءة الحديثة في الطائرات ستكون أقل حدة مما هي عليه الآن، كما أنها ستكون أسهل في التحكم في شدتها بالنسبة لكل راكب.

ويقول صوفي بينداريس مدير تركيب الكماليات في أيرباص: إن الشركة تعتزم المضي خطوة إلى الأمام بحيث تتيح لشركات الطيران اختيار تزويد مقاعد درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى في طائرتها أيه 350 إكس دبليو بي بخصائص إضافية مثل شاشة لعرض صورة السماء في الخارج أثناء الرحلة.

يقول بينداريس (عندما تكون داخل طائرة فأنت توجد في حيز صغير جدا مقارنة مع ما يحيط بك في الفضاء الخارجي ونحن نريد إحضار الفضاء الخارجي إلى داخل الطائرة).

وهناك بعض الخصائص المقترحة قد لا تظهر أبدا في الطائرات التجارية وربما يتم توفيرها في بعض الطائرات الخاصة.

على سبيل المثال فإن فكرة تزويد طائرة بوينج بمكان للاستحمام لم تجد قبولا ملموسا من جانب شركات الطيران التي ربما تفضل استغلال المساحة التي يمكن تخصيصها لهذا المكان في وضع المزيد من المقاعد أو حتى في حمل المزيد من الأمتعة.

وهناك فكرة أخرى اقترحتها بوينج وهي تخصيص مساحة في الجيل المقبل من طائرتها العملاقة بوينج 747 لوضع أسرة يمكن طيها ومدها.

ولكن شركات الطيران لم تبد الحماسة الكافية لكي تدخل الفكرة حيز التنفيذ.

فشركات الطيران تركز في تفكيرها على كيفية استغلال أي مساحة في الطائرة من أجل زيادة عدد المقاعد.

كما أبدت شركات الطيران تحفظات مماثلة على اقتراح أيرباص بوضع أسرة ومكان لبيع سلع الأسواق الحرة على متن طائرتها العملاقة أيه 380 التي مازالت في طور التطوير ولم تدخل الخدمة حتى الآن أيضا.

ورغم ذلك فإن مهندسي أيرباص وبوينج لا يتوقفون عن البحث عن طرق وأساليب تخفف من عبء رحلة السفر بالطائرة عن الركاب.

يقول كيمسي: إن جميع أطراف صناعة الطيران والطائرات يستفيدون من شعور الركاب بالسعادة على متن الطائرة.

فكلما زادت سعادة ركاب الطائرات زاد الإقبال عليها كوسيلة للسفر والانتقال وزاد عدد الطائرات التي تشتريها شركات الطيران.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة