Al Jazirah Magazine Tuesday  06/11/2007 G Issue 241
فنون عالمية
الثلاثاء 26 ,شوال 1428   العدد  241
 

قطار الساعة 10:3 إلى يوما

 

 

يعتبر فيلم (قطار الساعة 03:10 إلى يوما) لجيمس مانجولد تضميداً لجراح الغربيين، وتسكينا لقلوبهم التي كثيرا ما أدمتها الأحداث، ومنقذا لها من مستنقع العنف بدون هدف، الذي وقعت فيه حقبة من الزمان، حيث كانوا أيام مجدهم الثقافي والأدبي في كثير من الأحيان مسرحا للأ خلاق والمبادئ الإنسانية.

تمثل قصة الفيلم مجموعة من القيم الإنسانية التي تغزو الفوضى الخارجة عن القانون الآتية عبر الحدود. وما يزال هذا الفيلم يتبع ذلك التقليد لأفلام مثل فيلم (غير المتسامح) للنجم كلينت أيستوود. ولكن شهية الجمهور لسينما الأخلاق وأفلام الغرب يبدو بدأت أنها تتلاشى. أما هنا فجودة التمثيل والمغزى وراء الفيلم يجعله يبدو وكأنه طليعة لشيء جديد، على الرغم من انه علامة لفيلم جيد منذ 50 عاماً. في بداية الفيلم يمكن الاستنباط بسهولة من الحبكة الفنية للفيلم ان (إلمور ليونارد) وهو كاتب الرواية، قد كتبها كقصة قصيرة.

قتل عشوائي

يروي الفيلم قصة رجل يدعى دان ايفانز (كريستيان بال)، كان قد فقد ساقه في الحرب الأهلية، يقرر الذهاب إلى إقليم أريزونا لتجربة حظه في الزراعة. تبوء محاولاته في إصلاح أرضه وزراعتها بالفشل، وتزداد سوءا بسبب جاره الفتوة الذي يريد أن يخرجه بالقوة من أرضه. في هذا الزمن حيث تدور القصة لا يزال أهل الإقليم يخافون غارات الهنود الحمر، وبنفس القدر يخافون العصابات الخارجة على القانون التي يقودها بن وايد (روسل كرو)، حيث يقطع طريق العربات، ويسرق البنوك، ويقتل كل من يعترضه بشكل عشوائي.

عربة البريد

من خلال سلسلة تطورات الأحداث التي تبدو وكأن القدر يمليها بشكل متتابع، يجد دان ايفانز نفسه كجزء من جماعة اليمين لاصطحاب ويد، ويلقي القبض عليه ويأخذه مكبلاً إلى بلدة قريبة من كونتنشن حيث يمر قطار الساعة 10:3 مساء في غرفة بعربة البريد التي سوف تنقل وايد إلى السجن في يوما والحكم عليه بالإعدام.

هذه المغامرة أظهرت مؤهلات شخصية دان وبن. الذي يخاف ان يفقد الثقة في زوجته اليس (جريتشين مول) وابنه ويل وهو شاب في سن المراهقة (لوغان ليرمان)، وهو متشكك من قدرته على العمل في الزراعة. ولا تزال أليس تتساءل عن سبب مخاطرة زوجها بانتقاله إلى الشرق طواعية. يتذكر ابنه ويل عمليا روايات بن وايد ولكن دان لم يفرح بأن يرى الصبي يتبع هذه الجماعة. بيد ان وايد اكتشف بديهياً أن الصبي يتبعه هو وليس والده.

يتغير المشهد حيث يظهر وايد وهو يؤدى الشخصية جيدا. كان يرسم ويقرأ ويتفلسف، ولا يقارن بحثالة عصابته فهو اذكي بكثير منهم نتيجة معاشرته لهم. فقد تجده درب من التسرية لقضاء بعض الوقت مع دان، حتى لو كان هو خاطفه. وينتهي بالرجلين المطاف في غرفة في فندق كونتنشن الذي يشرف على الشارع ويسمع صفاره القطار وهو محاط من الخارج برجال مسلحين يريدون القبض على بن حياً أو ميتاً.

البطل النبيل

توالت أحداث الفيلم ببطء مع جدول مواعيد السكة الحديد على نمط فيلم (عز الظهيرة) (1952). كما تمت مقارنتهما ببعض. وعندما رأيته في شاشة عرض 35 مم في تيللوريد في الثمانينات؛ اعتقدت انه أفضل من فيلم (عز الظهيرة) ولكنه ليس الأسوأ على الإطلاق نظرا لتبادل الشخصيات داخل الفيلم.

ما زالت رواية مانجولد أفضل من النسخة الأصلية لعام 1957 لان فيها ممثلين أفضل مع مزيد من الفكر وراء حوارهما. فكريستيان بال لم يكن يلعب مجرد دور البطل النبيل، وانما رجل يتفادى تلك المخاطر حيث يدخل في حيرة لشرح سبب إحضار القاتل أمام العدالة، لكنه تم التعامل معه بشكل سيئ وشعوره بعدم القدرة على تقديم شيء لأسرته، فقد ضاق ذرعا وبالتالي أخذ وضعه أمام العدالة. ولكن كرو يلعب دوراً ليس مجرد قاتل بلا رحمة على الرغم من انه كذلك بالفعل، ولكن أيضاً رجل قادر على إدهاش نفسه. فقد كان ذكياً جدا على ان يكون له سلوك واحد فقط يجب ان يتعامل به في جميع المواقف، وربما يكون قد مل من توقع الناس ذلك منه.

حالة نصف عشق

اعتاد الغربيون ان تكون أفلامهم ذات ممثلين كبار حيث كنت محظوظا لمقابلة دان تايلور وجاك ايلام وشيلى ويلز وبن جونسون وعندما كانت شيللى وينترز متفرغة من الأشياء الكثيرة التي كانت تعملها. فيلم (قطار 10:3 إلى يوما) لديه دوران يحتاجان إلى مذاق لشخصيات ذات طابع خاص يتكيفون معهما تماما. ويلعب بيتر فوندا دور ماك ايلروي وهو لص محصول محترف يطالبه بثمن رأس بن ويد عن ان يترك للحكومة إعدامه بلا مقابل. ويلعب بن فوستر دور شارلي برنس، الرجل الثاني في عصابة ويد الذي يبدو وكأنه في حالة نصف عشق لويد. ربما يكون شارلي ليس على علم تام بأنه غارق في حب ويج. أما ويد فقد يكون على علم بكلاهما ولكن لا يبالي باستثناء كونها مادة لدراسته للطبيعة البشرية.

الرؤية المتبادلة

بدا الرجلان الحديث وهما محبوسان في غرفة الفندق والموت يحيط بهما من كل اتجاه. دون الكشف عن أي شيء من المؤامرة، اسمحوا لي ان أتكهن بأن كل الحواس انه تعرف على الرجل الأول الذي التقاه منذ سنوات وهو قرينه في الحديث. يلعب كرو وبال هذا الحوار بدقه شديدة لدرجة عدم كشف حقيقتها وهو بمثابة اختبار للرؤية المتبادلة. ان محاكمة شخصية كبرى هي القدرة على السماح للحوار بعمل دوره في الخفاء وهو الشيء الذي يمكن ان تراه في فيلم الأسبوع القادم بطولة تومي لي جونز وتشارليز ثيرون حيث ترى أبطالا كثيرين مثل الرجل الذي يضحك على نكتة ثم يرويها لك مرة أخرى. ظهر جيمس مانجولد لاول مرة من خلال فيلم غير عادي بعنوان (ثقيل) (1995). كما ان فيلمه :(امشِ على الخط) لسنة 2005 حصل على جائزة أوسكار لريس وثرسبون.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة