أعلن الفنان والنحات السوري مصطفى علي يوم الأربعاء الماضي تأسيس حي للفنانين التشكيليين في دمشق القديمة. وجاء هذا الإعلان خلال إطلاق مشروع ثقافي فني تمتد أنشطته لعام كامل تحت عنوان: (فصول تل الحجارة). وتل الحجارة هو اسم الحي الذي اتخذ منه أكثر من 15 فناناً تشكيلياً مقراً لمحترفاتهم الفنية، بينما تعود كلمة (فصول) للنشاطات التي وزّعت على أربع مجموعات تقام كل مجموعة منها في فصل من فصول السنة. وقال مصطفى علي: بدأنا الفكرة بحلم، فحينما أتينا إلى هذا الحي كان شبه مهجور والكثير من بيوته مهدمة ومهملة، أما الآن فبات معروفاً حتى على مستوى عالمي.
وأوضح النحات السوري أن (مشروع فصول تل الحجارة سيساعد على جذب أنظار الناس والحكومة بشكل خاص إلى هذا الحي في قلب دمشق القديمة ولأجزائها المهملة والمهجورة التي تركت لتهدم وتزول مع مرور الزمن على رغم قيمتها الثقافية والحضارية الكبيرة).
وعن وجود بيئة حاضنة لمثل هذا المشروع، وخصوصاً من جانب أهل الحي، قال مصطفى: (هناك عدد من نشاطات المشروع تهدف لتحسين التواصل مع سكان الحي من خلال التواصل مع أطفالهم وإقامة ورشات عمل فنية ومسابقات). وأضاف أنه (بالتالي يمكن أن نحصل على تفاعل الأهل في باقي مراحل المشروع.. لكنني لا أنفي أني فوجئت بأهل الحي وبتفاعلهم معنا منذ البداية؛ ففي البداية كان الأولاد يأتون ليشاهدوا الأعمال الفنية، ومن ثم يأتون بأهلهم فيعبرون عن سرورهم ويسمعونا الكثير من الإطراء).
وكان المشروع الذي يُقام بالتعاون مع محافظة دمشق وتنظمه منظمة آر. سي. الإيطالية المتخصصة في مجال التنمية بالمشاركة مع جمعية المكان للفنون التي يرأسها الفنان مصطفى علي قد حصل على تمويله من الاتحاد الأوروبي. وكانت فابيان بيسون سكرتير أول هيئة التنمية الاجتماعية والإنسانية في بعثة المفوضية الأوروبية لدى سوريا قالت: إن (فصول تل الحجارة) هو واحد من خمسة مشروعات ثقافية تم انتقاؤها لتنال منحة الاتحاد الأوروبي بقيمة 40 ألف يورو. ووصفت فابيان المشروع بأنه (مثير للاهتمام؛ لأنه يتجاوز البعد الفني ويهدف إلى التطوير المحلي والحفاظ على الإرث الثقافي)، وأكدت على كونه مثالاً جيداً على تمكن المجتمع المدني؛ الفنانين والمجتمع المحلي، من إحداث فرق فعلي والمساهمة في تطوير بلدهم.
