Al Jazirah Magazine Tuesday  20/02/2007 G Issue 207
تقارير
الثلاثاء 2 ,صفر 1428   العدد  207
 

المسلمون يواجهون الكراهية والفضول وسط أمريكا

 

 
* رويتر - اندريا هوبكنز:

رأت تالا علي (25 عاما) مزايا وعيوب أن تكون مسلمة في وسط أمريكا. فهناك أشخاص يخرجون رؤوسهم من نوافذ السيارات ليصيحوا فيها قائلين (عودي إلى ديارك يا إرهابية). لكن الغرباء الذين يثير حجابها فضولهم يقتربون منها ليسألوها عن الإسلام.

تقول تالا التي ارتدت حجابا قرنفليا والتي جاءت إلى الولايات المتحدة مع والدها الأردني وأمها الفلسطينية حين كانت طفلة في الخامسة من عمرها (أحب أن يسألني الناس).

وقالت وهي في انتظار أصدقائها بعد أداء صلاة الجمعة في مسجد في سينسناتي (هنا قد أكون المسلمة الوحيدة التي يقابلها بعض الناس) وأضافت (أضع دوماً في ذهني أنني سفيرة للإسلام).

وبالنسبة لتالا ومسلمين آخرين يعيشون بعيدا عن المدن الأمريكية الكبرى التي يقطنها المهاجرون فإن الحياة اليومية اختبار لقوة الاحتمال والقدرة على التواصل مع الأمريكيين الآخرين الذين ينظرون إلى الاسلام بارتياب بعد خمس سنوات من هجمات 11 سبتمبر- ايلول وسط حربين دمويتين في العراق وأفغانستان.

وتقول عنايات مالك وهي طبيبة وعضو مجلس إدارة المركز الإسلامي في سينسناتي الكبرى (الاعتقاد السلبي يتزايد على الرغم من كل ما نفعله).

ويستقبل المركز خمسة آلاف زائر سنويا من الكنائس والمدارس وممن ينتابهم الفضول.

وتشعر منسقة الجولات شكيلة احمد بالحرج الشديد من أن تروي أسوأ ما حدث لها كمرشدة لكنها تصر أنه ليست هناك أسئلة (سيئة).

ومضت تقول وهي جالسة في هدوء في صالة الألعاب الرياضية الخالية بالمركز بعد قيامها بجولة (من الأهمية بمكان للناس أن يستطيعوا طرح الأسئلة).

وتزين أعلام عشرات الدول الحوائط وتقول شكيلة (الأفضل لنا أن تسأل على أن يكون لديك مفهوم خاطئ).

وشكيلة وعنايات وآخرون أعضاء في مجالس الديانات المختلفة ويتحدثون في منتديات مجتمعية ويكافحون عاما بعد عام لمد جسور داخل وسط أمريكا الذي يغلب عليه المسيحيون البيض.

لكن في الوقت الذي يكرسون فيه أنفسهم للتواصل فإن المعركة الشاقة لتعليم الأمريكيين تؤثر سلبا على التفاؤل.

وتقول عنايات (طوفان التغطية الإعلامية بتجسيدها السلبي طاغ).

وأضافت (أرى ضوءا خافتا للغاية في نهاية النفق).

تكافح كارين دبدوب مشكلات مستديمة خلال عملها لحساب مجلس العلاقات الأمريكية الاسلامية في اوهايو.

ففي عام 2005 فجر مسجد في سينسناتي، وانتقد طلاب مسلمون صائمون عام 2006 حين سمح لهم بتجنب الكافيتريا اثناء شهر رمضان. وتتقاطر التهديدات بالقنابل ورسائل الكراهية.

وقالت دبدوب وهي من سكان سينسناتي اعتنقت الاسلام قبل 16 عاما (سنصل. إنه ليس بالطريق السهل لكننا سنصل).

وفي عام 2006 أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب وشارك فيه ألف أمريكي أن 39 في المئة يؤيدون مطالبة المسلمين في الولايات المتحدة بمن فيهم المواطنون الأمريكيون بحمل بطاقات هوية خاصة.

وقال نحو الربع إنهم لا يرغبون أن يكون لهم جيران من المسلمين.

وتقول دبدوب إن عينيها الزرقاوين وبشرتها البيضاء لم يجنباها النظرات غير الودية والتي كثيرا ما تستهدف النساء المحجبات في أمريكا.

وأضافت (من حين لآخر يبتسم أحد في وجهي لكن ليس بنفس القدر المعتاد).

إن الجالية المسلمة في سينسناتي البالغ قوامها 25 ألف نسمة صورة مصغرة عن الإسلام في أمريكا.

ويقول مجلس العلاقات الأمريكية الاسلامية إن نحو ثلث مسلمي أمريكا الذين يراوح عددهم بين ستة وسبعة ملايين من جنوب آسيا بينما ثلثهم أمريكيون من أصول إفريقية وربعهم من العرب، أما الآخرون فهم مهاجرون أوروبيون او قوقازيون اعتنقوا الإسلام في كل مكان تقريبا فإن المجتمع يكرس نفسه للتواصل مع الآخرين.

في ميزوري يخرج الأطفال المسلمون الذين يدرسون في مدرسة اسلامية بمدينة كانساس الكبرى لأداء خدمات للمجتمع.

وتقول ناظرة المدرسة صبا حمودة إن مسجد المدرسة خرب ذات مرة ودنس القرآن لكنها تعتقد أنه كلما زاد عدد الأمريكيين الذين يفهمون الإسلام كلما زاد تقبلهم لجيرانهم المسلمين.

غير أن الطلاب ما زالوا يشعرون في بعض الأحيان أنه ينظر اليهم نظرة نمطية ويساء فهمهم خارج منطقة الراحة التي يتمتعون بها في مدرستهم الصغيرة.

وتقول سابريم قاضي (15 عاما) اثناء استراحة من درس الدراسات الاسلامية الذي تلقته في الصباح (الناس يعتقدون أننا إرهابيون بسبب 11 سبتمبر).

وفي جنوب غرب الولايات المتحدة الذي يعرف عنه زيادة عدد مهاجريه من أصول لاتينية عن عدد أفراد جاليته المسلمة يكرر المسلمون منهج التواصل على الرغم من الازدراء الطائفي.

ويشعر الأردني احمد الشقيرات إمام مركز خدمة المجتمع الاسلامي في مدينة تمب الواقعة في وادي فينيكس حيث يوجد قرابة ما بين 40 و50 الف مسلم بالترحاب لكنه في الوقت نفسه يعاني من التعصب.

ويقع المركز الإسلامي بمئذنته إلى جانب أول كنيسة مستقلة في شارع ثانوي هادئ في تمب.

ومنذ خمس سنوات اقتسم الاثنان جائزة مدينة تمب للتنوع عن جيرتهم الجيدة.

وقال الشقيرات عن جيرانه (نتبادل الزيارات ونتحدث دائما).

لكن على الرغم من نظرته العالمية التي تتسم بالفخر تصدر الشقيرات عناوين الصحف في أواخر العام الماضي بوصفه واحدا ممن أطلق عليهم اسم (الأئمة الطائرين) وهي مجموعة من ستة رجال دين مسلمين أجبروا على النزول من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية بعد أن شعر بعض الركاب وأفراد الطاقم بالقلق بسبب الصلاة التي أدوها.

ويقول الشقيرات عن الحادث الذي استرجعه إنه يظهر (المبالغة في رد الفعل والتمييز) من قبل شركة الطيران. لكنه يقول إن هذا ضاعف من التزامه بالتواصل مع الآخرين.

وأضاف قائلا لرويترز وهو جالس في مكتب بالمسجد الواقع على ناصية الشارع بعد أداء صلاة العشاء (لو كان هؤلاء الناس زاروا مسجدا ورأوا المسلمين وهم يصلون لفهموا).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة