Al Jazirah Magazine Tuesday  11/03/2008 G Issue 256
عقار
الثلاثاء 3 ,ربيع الاول 1429   العدد  256

في إستطلاع للرأي:
العقار ...نار

* إعداد: بدر سلطان

جشع تجار العقار... وانتهازية البنوك.. وغلاء الأسعار .. هل أصبح امتلاك منزل حلماً إلى هذه الدرجة التي تجعل المواطن يعتقد أنه مستحيل.أو أنه يمثل تجربة يصعب خوضها ؟ في هذا التحقيق حاولنا استطلاع بعض آراء المواطنين حول هذا الحلم وهل من الممكن أن يتحقق، وما هي العوائق التي تحول دون تملك المواطن لمنزل .

ضروريات ولكن

* عن أهمية الإسكان العائلي وتأمين منزل تمليك تحدث عدد من الإخوة الذين تم لقاؤهم، وكانت البداية مع الأستاذ عبدالرحمن الأحمد الذي استهل حديثه بقوله:

إنه من أهم ضروريات الحياة تأمين الشخص سكناً له ولعائلته، وعدم البقاء تحت رحمة السكن المستأجر، بحيث يعيش به بأمان وراحة نفسية دون إزعاجات صاحب العقار،لأنه مؤشر الاستقرار الحقيقي الذي ينطلق منه الانسان لتحقيق بقية أحلامه الحياتية، ولكن هذا الأمر يتطلب مبلغاً كبيراً وأنا موظف لا يزيد راتبي عن (8000) ريال، وإذا أردت اللجوء إلى القروض فإنها سوف ترهق كاهلي لمدة طويلة بالديون هذا إن استطعت الاقراض وتوفر لدي الشروط، ناهيك عن عدم كفايتها لآمال مشروع يؤمن لك السكن المطلوب.

تكبيل الديون

ثم انتقلنا إلى المعلم محمد الخميس الذي أبدى انزعاجاً من صعوبة الحصول على القروض لتوفير السكن الملائم له ولعائلته، وقال إن البنك العقاري لا يسد إلا جزءا قليلاً من هذه الثغرة، وقد تكون 20% فقط من المشكلة.

* ولدى لقائنا مع الأخ أحمد العنزي وهو موظف في إحدى الدوائر الحكومية الذي أبدى أسفه من تدني دخله الشهري، والذي لا يتجاوز ال (5000) ريال والذي في ظل هذا الدخل المتواضع والأعباء المعيشية الأخرى وفي ظل هذا الغلاء الذي ألهب كل شيء سوف لا يستطيع أن ينعم بمنزل خاص له طوال حياته.

* وفي مداخلة من السيد سلمان الحربي قال: إنه لو توفرت لدي الشروط المطلوبة من البنوك للاقتراض فإنها سوف تكبلني وتمتص راتبي ودخلي الشهري وتجعلني أسيراً لها لعشرات السنين مما يؤثر على معيشتي ومعيشة أسرتي في ظل هذه القروض والشروط المفروضة علي بحيث لا أستطيع شراء سيارة بالتقسيط أو شراء أي شيء آخر ما دام على كاهلي قروض أخرى.

حلم امتلاك منزل

* هزاع العطيوي يقول:

أنا مواطن سعودي مقيم بمدينة الرياض وأعول أسرة حاولت أن أقوم بشراء قطعة أرض أو التقديم في الأراضي التي يُعلَن عنها في مدينة الرياض في أي تقسيم كان ولكن كانت الصدمة الكبيرة إن العمر ينتهي ولم أتمكن من امتلاك قطعة أرض سواء من المنح التي توزع أو عن طريق الشراء، وذلك لصعوبة التعقيدات في التقسيط أو المباني أو التقديم لقرض من الصندوق العقاري في حالة وجود الأرض ولكن للأسف لا توجد الأرض ولم يسعفني دخلي على أن أقوم بشراء قطعة الأرض أو منزل يخفف من عبء الحياة في ارتفاع الإيجار الذي زاد عن كل تصور فأين المفر من تلك الصدمة الكبيرة التي نعيشها.

وكيف أمتلك منزلا أو قطعة أرض لكي أقيم عليها المنزل حيث إن نظام البنوك لا يشجع على الامتلاك لأن المكاسب تزيد عن 50 % وكذلك مواد البناء التي زادت بنسبة كبيرة لا يمكن أصحاب الدخل المحدود من إقامة مسكن لهم في حالة وجود الأرض فما بالك بمن هم لا يملكون الأرض ولا تكاليف البناء وكيف أستطيع الخروج من هذه الكارثة ونحن نحيا في بلد الخير والنماء ولا نستطيع أن نمتلك منزلاً مصاريف المنزل من طعام وسكن ومدارس والتزاماتها تأخذ أكثر من الراتب الذي أتقاضاه وخصوصاً بعد الارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الغذائية والكل يعلم تلك المشكلة الكبيرة التي يعاني منها كل من أصحاب الدخل المرتفع ويقاسي منها أصحاب الدخل المحدود أمثالي فكيف المفر من تلك المعضلة التي تفوق إمكاناتي المادية والصحية التي لا تستطيع تأمين المسكن الذي أنشده والعمر يسرع بالانتهاء والأولاد بلا سكن يخصهم ويرحمهم من ارتفاع الإيجارات خاصة إن المكاتب العقارية ترفع الإيجار بأكثر من 30% سنوياً وهذا يجعل الميزانية الخاصة بي تتدهور إلى أقل القليل الذي يمكن تناسيهإنني أحلم أن يجمعني منزل أنا وأسرتي الصغيرة التي أعولها.

أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويسدد خطانا في امتلاك المنزل وترحمنا البنوك من الفوائد والمقدمات في حالة توافر الشروط التي تحددها تلك البنوك لمنح القرض أو توفير الوحدة السكنية التي تدفع، وكذلك تكاليف القروض التي تمنح لامتلاك المسكن العائلي المناسب للأسرة السعودية التي لها من الخصوصية ما يوجب لها أن تمتلك منزلاً.

زيادة مفاجئة

* فاجأنا سعد العزاوي بقوله:

أين أذهب؟ وهل أسكن في الشارع؟ لقد فاجأني صاحب المنزل الذي أقطن فيه بخطاب يطالب فيه برفع سعر الإيجار بنحو 20% قبل نحو شهر من انتهاء فترة التعاقد بالرغم من سوء حالة المبنى الذي أسكن فيه ولا أدري كيف أدبر هذا المبلغ الذي سيرهق ميزانيتي ولا أدرى ماذا أفعل؟ وهل أوفر لأبنائي المعيشة المناسبة فقد ارتفع كل شيء دون مبرر واضح هذه الأيام سعر بعض السلع لا يدوم يوماً واحداً ونفاجأ بهذا السعر الخيالي للإيجارات.

ونتمنى على الدولة التدخل لإيجاد حل لهذه المأساة التي نعيشها ويعيشها غيرنا من محدودي الدخل فأنا راتبي لا يتجاوز أربعة آلاف ريال أسدد أكثر من نصفه للإيجار فماذا أفعل؟ وماذا يفعل من هم دوني وأرى أن الحل هو بناء مساكن اقتصادية لأصحاب الدخل المحدود تتكفل الدولة ببنائها بأسعار التكلفة أو الحد من الزيادة في أسعار العقار حتى لا يزيد سعر الإيجار عن 7% من قيمة العقار كما فعلت بعض الدول التي واجهت ذات المشكلة من قبل، وأن تسمح الدولة بزيادة عدد الطوابق في المباني حتى تستوعب أعداداً أكبر، مما يخفض قيمة الايجار .

سأنسى البناء والشراء

* يقول خالد بن جويعد المزيني:

أقل ما يقال عن مسألة الحصول على سكن أنه ليس سهلاً، نعم أشك أن أتملك بيتاً، سأحكي لك قصة حصلت مع أخي فقد جمع 200 ألف ريال وأراد أن يأخذ قرضاً من البنك ما يقارب 400 ألف ريال، ولما أراد أن يبحث عن منزل يعتبر جديداً نوعاً ما اكتشف أن هذا المبلغ لا يفي بالغرض أبداً، وأنه يحتاج إلى ما يقارب 300 ألف أخرى كي يحصل علي البيت الذي يريده هنا أجل أخي الفكرة لمدة غير معلومة، أما أنا فذهبت لأستطلع قيمة المنازل في شمال الرياض، وكنت أبحث عن بيت صغير نوعاً ما يعني 350 متراً، وكنت أتوقع أن تكون القيمة مناسبة أو عالية نوعاً ما لكن أن تكون خيالية بهذا الشكل فهذا ما لم أتوقعه، تخيل أن 350 متراً في أحد أحياء شمال الرياض بمليون ونصف وبناية عادية، أنا أتساءل كيف لي أن أتملك بيتاً بهذا السعر خاصة وأني لا أجد القدرة على بناء منزل، لذلك كنت أفضل أن أشتري بيتاً أفضل من البناء ولكن يجب علي أن أنسى الشراء والبناء.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة