Al Jazirah Magazine Tuesday  11/03/2008 G Issue 256
استشارات
الثلاثاء 3 ,ربيع الاول 1429   العدد  256

قصة واقعية
أعداء النجاح

* إعداد المحامي :

سامي بن الدريفيس التميمي

هذه قصة واقعية من الحياة المعاشة وهي تتكرر كثيراً في زماننا هذا بسبب ضعف الإيمان وانشغال الجميع بالدنيا ومحاولة الجميع الاستحواذ على المناصب الرفيعة وخصوصاً في الوسط النسائي ومن تصل إلى هذه الأماكن بمجهودها وكفاءتها تجد دائماً الكراهية والحقد والحسد ممن حولها.

والقصة عن امرأة هي معلمة وزوجة وأم سطرت طريقها في مجالها التعليمي والتربوي بأحرف من ذهب فهي إذا تعاملت معها أحسست وللوهلة الأولى أنها ذكية ونشطة تعرف جيداً في مجال عملها ما لها وما عليها وصلت لأرفع المناصب بالنسبة لمؤهلها في وقت بسيط ولكنها كانت طموحة دائماً لتحقيق المزيد والمزيد فأكملت دراستها العليا وهذا ما جعل مسؤولي إدارتها يرشحونها إلى مناصب أعلى وأرفع مما كانت عليه ولكن ترفض هذه المعلمة بدافع أنه ليس لديها الخبرة العملية في ارتياد هذا المكان وتطلب أن يتم إلحاقها بإحدى الدورات التدريبية ولكن الإدارة تصر على توليها هذا المنصب وأنهم على يقين بأنها سوف تكون مثالا يحتذى به في مكانها الجديد وبالفعل ومع كل هذا الإصرار تولت معلمتنا وظيفتها الجديدة ولكن هل تترك هكذا وهي تحقق كل يوم إنجازاً جديداً في مجال عملها هذا ما نراه صعباً في هذه الأيام فكل نجاح لابد له من أعداء يبذلون غاية جهدهم ويجدون من يساعدهم من أمثالهم لإفشال هذا النجاح والإساءة إلى صاحبه (حسداً من عند أنفسهم)، ولكن من تراعي الله في عملها وتتقن هذا العمل لا يستطيع أحد أن يثنيها عن نجاحها وتنجح رغم كيد الكائدين ورغم حقد وحسد الحاقدين والحاسدين، وقد تعرضت معلمتنا لشتى أنواع الشكاوى ضدها ولم تفلح أي شكوى في النيل منها ولكن كان عليها أن تنتبه وتأخذ حذرها من الذين يحاربونها، وكانت معلمتنا تقوم بأعمال خيرية كثيرة فكانت تساعد كثيراً من الناس ولأن من حولها لم يستطيعوا النيل منها في مجال عملها اجتمع كيدهن مع كيد الشيطان وضعف النفوس وانعدام الوازع الديني واقترحن على هذه المعلمة أن يشتركوا معها فيما تقدمه لبعض الأعمال الخيرية التي تقوم بها داخل مكان عملها وهي خيرة حسنة النية لم ترد أن تحرمهم الأجر فوافقت على ما عرضوه وجمعوا لها مبلغاً ليس كبيراً وأرادوا أن يسلموه لها بدافع من القول إنهم لا يريدون معرفة سبل إنفاقه حتى يكون أجرهم أكبر ولكنه كان تدبيراً ومكيدة فما إن استلمت المبلغ حتى تقدموا ضدها بشكوى زعموا فيها أنها أجبرتهم على دفع مبالغ مالية لها دون سند من شرع أو نظام، معتقدين أن شكواهم هذه هي التي ستقضي عليها ولكنهم نسوا أن قدرة الله فوق الجميع وأن الله لن يخذل من أحسن عملاً وأنه إذا تأخر الغيث فهو اختبار من الله لعبده المطيع ليزيد أجره ويحسن عمله وعند استدعائها لم تنكر هذه المعلمة ما دفعه هؤلاء من مبلغ وشرحت القصة كما ذكرناها للجنة التحقيق ولكنها أحست بالخطر يحدق عليها من اتجاه، لجنة التحقيق ضدها، فلجأت إلى الله وأخذاً بالأسباب لجأت لمكتبنا لمساعدتها في هذا الوضع وكانت دموعها تسبق كلامها وأحسسنا بمدى الظلم الواقع عليها ومن فضل الله علينا ومن الوقائع والشكاوى التي تعرضت لها ومن شهادات التقدير وحسن الأداء في العمل التي حصلت عليها وتميزها في إدارتها لمكان عملها استطعنا الاستشهاد بذلك، يضاف إلى ذلك أننا طلبنا سماع شهادة بعض زميلاتها اللاتي أخبرتنا أنهن لن يكذبن وسيقلن الحق إذا تم سؤالهن وهن كن على دراية كاملة بأن هؤلاء من عرضوا عليها الاشتراك في العمل الخيري وأن ما دفعوه هو للمساعدة في بعض الأعمال الخيرية يضاف إلى ذلك أننا نصحناها بأن تكشف عن الأشخاص الذين يتم مساعدتهم وبتوفيق من الله كتبنا لها طلباً إلى اللجنة التي تتولى التحقيق معها وطلبنا سماع أقوال من ذكروا وحددناهم بالاسم وتم ذلك بالفعل وحضر الشهود للإدلاء بشهادتهم وكانت هي عون الله لها لإظهار الحق والحمد لله اقتنعت لجنة التحقيق بشهادتهم وتأكدت من براءة هذه المعلمة وأن هذه الشكوى شكوى كيدية فهي حق أريد به باطل، ولكن هل يترك هؤلاء الحاقدون هكذا فطلبت هذه المعلمة رد اعتبارها ومعاقبة المشتكين وتم ذلك بالفعل ووقعت العقوبة الإدارية المناسبة على المشتكين وحمدنا الله على أن جعلنا بعد الله عوناً لهذه المرأة الصادقة المجتهدة والناجحة في عملها ونأمل أن يستفيد الجميع من ذلك وأن يترك أعداء النجاح حقدهم وحسدهم وأن يجتهدوا ويجدوا في عملهم ويبذلوا طاقاتهم في عمل الخير بدلاً من الحقد والحسد وأن يفرغوا هذه الطاقات الكامنة بداخلهم في الارتقاء بمستوى عملهم بدلاً من هذه المكائد ونؤكد لهم أن الله سيجعل دائماً كيدهم في نحورهم.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة