الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 28th March,2006 العدد : 166

الثلاثاء 28 ,صفر 1427

أمن إسرائيل لا أمن المنطقة!!
يقول الرئيس الأمريكي إنه لن يسمح لإيران بأن تواصل عملها لتخصيب اليورانيوم بما يمكّنها من إنتاج الطاقة والرؤوس النووية.
وموقف الرئيس بوش كان يمكن أن يكون مقبولاً ومرحباً به، وأن يُضاف إلى سجل الولايات المتحدة الأمريكية الذي يضم القليل جداً من مواقف الإدارة الأمريكية المنصفة والعادلة في التعامل مع الدول والشعوب.
***
غير أن الرئيس الأمريكي يبدو أنه لا يلقي كثير اهتمام بترحيب الدول الصغيرة والشعوب بدليل مثل هذا الكلام الذي يصدر عنه، وهي الدول التي لا تملك من السلاح والقوة العسكرية والاقتصادية ما يمكِّنها من أن تقول للدول الكبرى لا بصوت مرتفع حين يُملى عليها ما يتعارض مع مصالحها الوطنية.
بدليل أنه سارع إلى إيضاح موقفه من المشروع النووي الإيراني بالقول: إنه يهدِّد أمن إسرائيل، وإن الولايات المتحدة الأمريكية وهي المعنية بضمان أمن إسرائيل بحكم علاقاتها الإستراتيجية معها، لن تسمح بأن يهدّد أو يمس هذا الأمن أو يعرض استقرار إسرائيل للخطر.
***
أي أن تخصيب اليورانيوم الإيراني على ما فيه من خطر على أمن المنطقة دولاً وشعوباً ليس من ضمن الحسابات والاهتمامات الأمريكية، وكان يمكن أن يكون مقبولاً ومسموحاً به، بل ربما وضعت الخبرات والإمكانات الأمريكية في خدمة إنجازه، لولا أنه يهدِّد أمن وسلامة إسرائيل.
وبمثل هذه السياسة الأمريكية غير العادلة تتكاثر المواقف المضادة لها من الشعوب والدول في منطقتنا وفي جميع مناطق العالم، دون أن تعيد الإدارات الأمريكية المتعاقبة حساباتها ومواقفها من القضايا الملتهبة في العالم، بما عزَّز من انتشار ظاهرة الإرهاب باتجاه تناميها وازدياد خطورتها.
***
وكان الأجدر بالرئيس بوش وهو يمضي الجزء المتبقي من ولايته الثانية في البيت الأبيض، أن يطالب إسرائيل بنزع سلاحها النووي، وأن يتبنى موقفاً دولياً يلزمها بإخضاع أبحاثها ومواقعها النووية للتفتيش، من غير أن يتخلَّى عن إصراره على تنظيف الأراضي الإيرانية من المنشآت النووية.
ولو فعل الرئيس الأمريكي ذلك، وأخذ موقفاً حازماً من إسرائيل أولاً ومن إيران ثانياً، لكان في موقفه هذا قد أعطى للعالم دروساً لم يألفها من قبل عن الأسس التي ينبغي أن يبنى عليها السلام العادل والشامل في العالم، وبالتالي لطمأن شعوب منطقتنا على ضمان أمنها، وعدم تعريض استقرارها للخطر بفعل نزوات إسرائيلية أو إيرانية، أو مغامرات قد تأتي في المستقبل من دول أخرى في المنطقة.
***
ولأن الإدارة الأمريكية لا تفعل ولا تفكر أن تفعل ذلك، ولأنها تتعامى عن أي اقتراح أو وجهة نظر أو رأي يصب في هذا الاتجاه، انسجاماً مع إرث تاريخي من المواقف الأمريكية المنحازة لإسرائيل، فقد ظل العالم ينظر إليها بوصفها دولة غير عادلة وغير منصفة، ولا تمثِّل الحكم النزيه في المشكلات الدولية العالقة.
ولهذا فلم يكن مستغرباً أن يكون الموقف الأمريكي من المفاعل النووي الإيراني الرافض لتخصيب اليورانيوم مصدره الخوف على إسرائيل وليس التضامن مع دول المنطقة التي ترى في النوايا الإيرانية ومثلها وقبلها النوايا الإسرائيلية مصدر قلق وخوف على مستقبلها وأمنها واستقرارها، وفي ظل هذا التصور لعل هناك فرصة أمام الرئيس الأمريكي للتفكير في مواقف إدارته من الحالة التي تثير القلق وتهدِّد بمستقبل غامض ومخيف لدول وشعوب المنطقة بما لا مجال فيه لأن يستثني أحداً مما هو متوقّع ومنتظر.


خالد المالك

الصندل
عطر بري تتشاركه الأمم عبر العصور

الصندل مشهور عبر التاريخ البشري وقد استخدمه الإنسان منذ 4000 سنة وورد ذكره في الكتابات الصينية والبوذية القديمة. ويعتبره بعض العلماء بأنه عطر مشترك تقاسمته الديانات الرئيسية في العالم ، ودخل زيته الذي يسمى «الذهب السائل» في معظم النظم الطبية العالمية وكذلك مسحوق حطيه.
تنتمي شجرة الصندل إلى جنس الصندل الذي ينتمي إلى فصيلة الصندل التي تحتوي على 500 نوع، 36 جنساً ، يتبع جنس الصندل منها حوالي 8-9 أنواع منها نوع واحد فقط يستخدم مصدرا تجاريا رئيسيا لإنتاج زيت خشب الصندل العطري وهونوع الصندل الأبيض (الحقيقي) و هناك نوع ثانٍ هوالصندل المسنبل.
والصندل الأبيض : موئله الرئيسي الهند تحت معدل هطول سنوي بين 200 إلى 800 ملم ومتوسط حرارة صيفا 36ْ م إلى 40ْ م ومتوسط برودة شتاء بين -5 إلى - 10ْ م.
أما الصندل المسنبل فيوجد في المناطق الأكثر جفافا في غرب استراليا وفي جنوبها وعلى ارتفاعات بين صفر و 500م فوق سطح البحر وتحت معدل هطول سنوي بين 150 ملم و 500 ملم وعلى ترب متباينة من حمراء جيرية إلى رمال حمراء ترابية. وتحت متوسط حرارة صيفا بين 32ْ و 38ْ م ومتوسط برودة شتاء بين -3ْ م و 7ْ م. وينتج هذا النوع زيتا شبيها بالزيت الذي ينتجه خشب الصندل الأبيض ، إلا أنه جاف ذو مرارة . وهناك الصندل الاحمر الذي يستخرج من خشبه مواد حمر ملونه للصباغة. ويجود نوع نادر يسمى بصندل فيرناندز وتعود ندرته لسبب استغلاله في انتاج خشب الصندل حتى عام 1740م ثم انقرض بعد ذلك في عام 1916م.
***
وصف شجرة وبيئة الصندل الأبيض
شجرة صغيرة إلى متوسطة الارتفاع، دائمة الخضرة، ذات أفرع نحيلة، ترتفع الشجرة إلى 18 مترا و محيط جذعها 4ر2 متر. وقلفها أحمر أو رمادي داكن، خشن، عليه شقوق عميقة خاصة عندما تتقدم الشجرة في السِّن. الأوراق ملساء، جرداء، رهيفة، بيضية إلى بيضية رمحية. الأزهار في لون التبن أو بنفسجية بنية أو بنفسجية محمرة، غير عطرية تتجمع في نورة طرفية أو جانبية سيموزية. الثمرة حسلة كروية بنفسجية سوداء، والبذور كروية، وتقوم الطيور بدور رئيسي في انتشار البذور.. وتنتشر الفصيلة بين خطي عرض 30ْ شمالا و 40ْ جنوبا.
تستطيع أشجار الصندل الحياة عند ارتفاعات تتدرج من مستوى سطح البحر إلى 1800 م فوق سطح البحر، وعلى ترب مختلفة منها الرملي والطيني والطموي والترب السود. ويعرف عن الأشجار النامية فوق الترب الحصوية، والحجرية بأنها غنية بحطبها العطري. وتعيش الأشجار في نطاق هطول بين 600 ملم و 600 ملم في السنة ودرجات حرارة بين 20ْ م و 45ْ م. ولا يناسب أشجار الصندل أن تكون واقفة تحت ظلال كثيفة خاصة خلال مراحل نموها الأولية.
كان المعتقد سابقا أن أصل أشجار الصندل الأبيض هو الهند غير أن علماء النبات اليوم يرون أن أصل أشجار الصندل هو اندونيسيا ومنها دخلت الهند. كما أنها توجد في جنوب شرق آسيا وهناك أنواع للصندل مبعثرة التوزيع في أرخبيل ما ليزيا وحتى استراليا وبعض جزر المحيط الهادي (الباسفيكي) بما في ذلك جزيرة: هاواي، وفي جافا وساموا وتركيا والصين والفلبين. وكثر أشجار الصندل الأبيض في الهند وتغطي ما نسبته 90% من المساحة في كل من ولايتي كارنتاكا وتاميل نادو . ويعود وجود الصندل في الهند إلى ما يقارب الخمسة والعشرين قرنا.
***
أشجار الصندل والنظام البيئي
تحتاج شجرة الصندل إلى عائل لها، لكي تنمو. وقد أحصى العلماء ما يقارب الثلاثمائة نوع نباتي عائلا لطفيلي الصندل، بما في ذلك نوع الصندل نفسه. وأشجار الصندل نصف طفيليه على جذور العائل . وتتعلق شجرة الصندل على المجموع الجذري للعائل ولحسن الحظ فإن النباتات العائلة متوافرة مما يؤمن امكانية اتساع زراعة الصندل باستخدام نباتات الزينة والفاكهة مثل المانجو والكاتشو وأشجار الأخشاب الاستوائية مثل الماهوجيني والتيك.
ومعظم أجناس الفصيلة الصندلية (وعددها 29) طفيلية جزئيا أو كليا بما في ذلك جنس الصندل بنوعيه المشهورين.
ولكي ينمو الصندل فلا بد للشجرة أن تعتمد على العائل المناسب ليمدها بالغذاء والطاقة. ومعظم النباتات العائلة للصندل ذات مقدرة تامة على التأقلم مع ظروف البيئة التي تعيشها الصندل. وقد لاحظ العلماء أن نمو العائل قد ازداد عند ارتباطه بطفيلي الصندل، وليس العكس المتوقع في انخفاض نمو العائل. ويعزون ذلك إلى أن أوراق الصندل غنية بمادة حمض الجبرين التي تتحول إلى مصدر غذاء غني عند تحللها في التربة فيمتصها العائل.
***
التهديدات البيئية والبشرية للصندل
لم يكن هناك، وعبر قرن كامل من الزمان، ما يهدد ازدهار أشجار الصندل الأبيض في الهند. ولكن مع تزايد أعداد السكان، وبدافع الجشع لدى البعض منهم فقد عمد هؤلاء ضعاف النفوس إلى إشعال الحرائق عمدا في الغابات إلى جانب الحرائق الطبيعية وقد قاد ذلك إلى انحسار أعداد الأشجار.
تثمر أشجار الصندل مرتين في السنة، في ابريل - مايو وفي أكتوبر - نوفمبر. تنبت البذور وتصطدم البادرات بألسنة نيران الحرائق التي تشب طبيعيا خلال أشهر يناير - ابريل، وبغيرها من الحرائق المفتعلة. كما تؤذي الحرائق المتكررة جذوع الأشجار الأم ويصل تأثير ذلك إلى طبقة القشرة داخل الجذع، ويؤدي هذا إلى تشقق الجذع وهجوم الحشرات وموت الشجرة في نهاية المطاف.
وهناك المرض السنبلي الذي تسببه تتابع الحرائق وتأثير ذلك على الشجرة ويعزي انتشاره إلى دخول جراثيم فطرية إلى داخل أنسجة النبات عند أية مرحلة من مراحل نموه، ومع تقدم انتشار هذه الجراثيم داخل أنسجة الصندل ومع تقدم نمو شجرة الصندل ذاتها، يصيب الأوراق تحور غريب خاصة الحديثة منها فتكون صغيرة الحجم، ضيغة وحادة القمة وقليلة العدد، وكل عام يتحور شكل أعضاء الشجرة وتتحول أفرعها إلى ما يشبه «السنبلة» وهو مغزى مسمى المرض. ومع تقدم المرض تصير السلاميات قصيرة ثم ينقطع الاتصال الطفيلي الماص مع شجرة الصندل وتموت الشجرة خلال سنتين أو ثلاث سنوات.
***
تأثير نباتات دخيلة على تحفيز موت الصندل
ينتشر نبات الزينة المشهور والذي يسمى علميا لانتانا كامارا بصورة واسعة في الغابات التي بها أشجار الصندل ويمنع أشجار الصندل من النمو خاصة بادراتها، والتي عانت وتعاني من آثار الحريق المتواصل، وهكذا تدخل أشجار الصندل في حلقة مفرغة إلى جانب معاناتها من تهريب غير شرعي لحطبها مما ضاعف مخاطر تدميرها وأدى إلى انحسار اعدادها في الهند.
***
زيت الصندل أو "الذهب السائل"
يحتوي خشب الصندل على 7% من تكوينه زيتاً يتم جمعه حاليا من مصادره الطبيعية في اندونيسيا غير أن الحصاد غير المستدام لها أدى إلى تدني أعداد الأشجار. يستخلص الزيت من الجذور ومن السوق، خاصة الخشب الداخلي ولا تقطع أشجار الصندل إطلاقا، ولكنها تقتلع من جذورها، وهو بلا شك نهج تدميري. وتكون الأشجار المقتلعة المنتجة للزيت في عمر يبلغ 30 إلى 50 عاما ولا يتم اقتلاع الأشجار الصغيرة. ويوجد هذا الزيت في معظم أنواع جنس الصندل والمشهور منها نوعان سبقت الاشارة إليهما.
تقتلع الأشجار من جذورها بسبب وفرة الزيت في المجموع الجذري ويتم اقتلاعها مباشرة بعد موسم الأمطار حيث تكون تكلفة ذلك أقل لسهولة الاقتلاع وللحصول على معظم تفرعات المجموع الجذري للشجرة. وأجود الأنواع ما تم حصاده في ولايتي تاميل نادو وميسور.
ومع ذلك يعتقد البعض من العلماء أن أشجار الصندل ليست مهددة بالانقراض، ولكنها مستنزفة بالفعل وأن مقدرتها على إنتاج الزيت تكون عند تجاوزها عمر 20 إلى 30 سنة، وعليه فإنهم يتوقعون حدوث عجز عنيف في حطب الصندل وزينته ويقود ذلك إلى ارتفاع الأسعار وإلى ازدياد عمليات التهريب التي لا يمكن وقفها. كما أن هذا العجز المزعج سيقود إلى مضاعفات في إنتاج عطر زيت الورد وعطر زيت الياسمين وهما يستقطران من أزهار نباتاتهما باستخدام زيت الصندل وفي حالة الاستقطار دون استخدام زيت الصندل فإنهما ينتجان روح الورد وروح الياسمين. ومعنى هذا أن أسعارهما سترتفع أيضا.
***
استخلاص الزيت
يتم ذلك عن طريق استقطار بالماء أو بالبخار للخشب في الجذور خاصة دون القلف. ويتم الحصول على ما مقداره 60 كيلوجرام من الزيت من الشجرة الواحدة تامة النمو والتي يتراوح عمرها بين 30 / 50 سنة.
بعد استخلاص الزيت يتم تخزينه لينضج (ليصير معتقا) لمدة 6 أشهر ويصير لونه أصفر شاحب إلى بني مصفر، وغليظا جدا ولزجا جدا وله نكهة حلوة نافذة.
***
للصندل إستخدامات عديدة
يدخل خشب الصندل في صناعة الأثاث وتكثر استخدامات حطبه ، وقد تصاعدت أسعار حطب الصندل في الهند من 000ر20 روبية للطن الواحد عام 1980م إلى 000ر200 روبية للطن الواحد عام 1990م، ويباع فقط داخل الهند ويمنع الأجانب في المشاركة في صفقات البيع (الدلالة العامة) كما يمنع تصديره. وتشرف الحكومة إشرافا كاملا على تداوله. ويبلغ مقدار الإنتاج السنوي 1800 طن.
وحطب الصندل أصفر الوانه شاحبه ويوجد في حطب الصندل الأبيض أحزمة داكنة وأخرى فاتحة في قطاعه التشريحي العرضي. ويتميز الخشب بأنه عطري غريب المذاق ويصل سعر المتر المكتب إلى 2000 دولار.
كما توظف الحضارات الدينية المختلفة الصندل ونواتجه بصوره أو أخرى في طقوسها الدينية ومراسيمها، خاصة في الهند حيث يحرقون الجثث على لهيب الصندل النقي ويجمعون الرماد ينثرونه فوق أنهارهم المقدسة.
ويصل سعر الطن الواحد رلى 000ر23 دولار أمريكي ويدخل في العديد من الوصفات الطبية الحديثة والتقليدية الشعبية وعبر الحضارات القديمة كان لزيت الصندل موقعه المميز، ويدخل مسحوق حطب الصندل ومعجونه في الماء أيضا في علاج العديد من الأمراض الجلدية والالتهابات الموضعية وفي حالة المحميات.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
فن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
أنت وطفلك
خارج الحدود
الملف السياسي
استراحة
اقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
مجتمعات
روابط اجتماعية
صحة وغذاء
شاشات عالمية
تميز بلا حدود
سوق الانترنت
الحديقة الخلفية
دراسات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved