Al Jazirah Magazine Tuesday  29/05/2007 G Issue 220
x7سياسة
الثلاثاء 12 ,جمادى الاولى 1428   العدد  220
 

تعلم الأمريكان للعربية..عقبات قائمة

 

 

* إعداد - أميمة كامل

قبل ست سنوات اكتشفت الولايات المتحدة حاجة مواطنيها لتعلّم اللغة العربية، ورغم طول هذه المدة إلا أن العقبات تستمر.

درست أليكس مارين اللغة العربية لمدّة ثلاثة سنوات، منها سنة واحدة في مصر. إلا أن هذه المدة لم تكن كافية لتجعل منها متحدثة جيدة للغة العربية. فبعد تعلمها لما يكفي لإجراء المحادثات الأساسية، سوف تذهب الآنسة مارين إلى كلية الحقوق. وتقول إن الاستمرار في اللغة العربية بعد ذلك قد يكون وهماً. لهذا، فهي ترى أن نيلها لشهادة القانون قد تكون أسهل من حصولها على شهادة في اللغة العربية.

أرادت الولايات المتحدة زراعة المتكلمين العرب رفيعي المستوى منذ أحداث 11 سبتمبر، وذلك بعدما أصبحت قلة عددهم في البلاد مصدر قلق أمن قومي. الفصول العربية انتفخت في العدد مباشرة بعد الهجوم. لكن بعد ستّة سنوات، يبدو أن الاهتمام يتلاشى. ولا يتضح كم عدد طلاب اللغة العربية اليوم الذي سينتظر لخمسة أو 10 سنوات لكي يصبحوا من المتحدثين المتقدّمين الذين تطلبهم الحكومة. فتعلّمها مضيعة للوقت، ونسبة المتسربين عالية. كما أن مصادر التعليم متناثرة، والسياسة المحيّرة تثبّط عزيمة الطلاب أحيانا من دراسة العربية في الخارج. يقول محمود البطل، أستاذ اللغة العربية في جامعة تكساس في أوستن (الطلب قائم بالتأكيد وسيستمرّ، ولكنه اصبح أقل). فاللغة العربية لا تفقد طلابها، ولكنّها لا تكسبهم بسرعة كما كان في الماضي القريب، على حد قول الأساتذة والمحلّلين في هذا المجال.

لكن حتى مع دخول عدد أكبر من الطلاب لهذه اللغة - للانضمام إلى أكثر من 10.000 طالب آخر، ابتداء من 2002 - سيتسرب الأغلبية العظمى قبل فترة طويلة من الوصول إلى المستوى المتقدم.

يقول كيرك بيلناب، مدير مركز موارد لغات الشرق الأوسط الوطني في بروفو، يوتاه (تسجيلات السنة الأولى في الدولة هائلة. وتسجيلات السنة الثانية كبيرة إلى حدّ معقول. لكن عندما تتحرّك بعد ذلك، ينخفض العدد بسرعة كبيرة).

العولمة تدفع الرغبة للغات

يقول الأكاديميون في هذا المجال أن الأساس الصلد من الطلاب سيبقى مكرّس للغة حتّى حين تبهت ذكرى 11 سبتمبر. ويقول وليام جرانارا، أستاذ هارفارد، أن العالم العربي والإسلام سيبقيان مهمان (الأعداد ستنخفض لكنّها لن تنخفض إلى ما كانت عليه في الستّينات والسبعينات).

كما يرى كثير من المحللين أن الطلاب يرون الحاجة اليوم لمهارات اللغة الأجنبية؛ لأن العولمة تطلبها. فطلبة الكليات لديهم وعي حقيقي بأن (اللغة الأجنبية) هامة لتعليمهم. تقول مارثا آبوت، مدير تعليم في المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية (أي سي تي إف إل): (الكثير يتوجّهون لدراسة الصينية، فالعربية لا يتم تعلمها بشكل سريع كالصينية والصينيون لديهم الحافز الإضافي للعب دور في الاقتصاد العالمي، الذي لا أعتقد أننا نرى الشرق الأوسط يقوم به حالياً). كما أن هنا نقص شديد معلمي اللغة العربية رفيعي المستوى وكذلك هناك نقص في المواد والبرامج خصوصاً خارج مستوى الكليّة. ومعظم الطلاب لا يستطيعون الحصول على نوعية راقية من المصادر لتعلّم اللغة. وهذا سبب رئيسي وراء تركهم لهذه اللغة.

وتقول مارين بأنّها كانت سوف تستمر في دراسة اللغة العربية إذا كان لديها تمويل متوفر. وتضيف بحزن (من المثير للإحباط جداً عدم وجود فرص كافية للطلاب).

ويقول بيلناب (إذا قمت ببنائه سوف يأتون، سوف يلتصق الناس باللغة العربية في حالة وجود هياكل لكي يقوموا بتحقيق اهدافهم). وفي استطلاع حديث للطلبة قامت به NMELRC قال 78 بالمائة من طلاب اللغة العربية إنهم أرادوا أن يجيدوا اللغة بشكل كافي لاستخدام العربية في انشطتهم المهنية.

بناء بنية تحتية واسعة النطاق

من لا شيء

إلا أن تزويد كميات كبيرة من الموارد رفيعة الجودة اللازمة سوف يستغرق وقتاً طويلاً. فالبنية التحتية لتعليم اللغة العربية على نطاق واسع يتعين بناؤها من لا شيء. ويقول جيري لامب، نائب مدير مركز اللغات الأجنبية الوطني بجامعة ماريلاند في كوليج بارك (هذا يتطلب إعادة تعديل للنظام التعليمي). وتعمل المؤسسات الأكاديمية للتوسع في البرامج. في العام الماضي، كشف البيت الأبيض عن خطته الرئيسية لبناء القدرات في تعليم اللغة الأجنبية بالولايات المتحدة. وقد تم وضع مبادرة اللغات للأمن الوطني وهي مجموعة من اقتراحات من وكالات متعددة تسعى لدعم الطلبة وبناء البرامج والموارد على كافة مستويات الدراسة. ويقول بوب سلاتر، مدير برنامج تعليم الأمن القومي في البنتاجون (لقد تحدثنا عن المبادرة، وسوف تحدث خلال خمسة سنوات).

ويمكن تطبيق الجدول الزمني على الطلبة أيضاً. اللغة العربية من ضمن اللغات التي تحتاج لوقت مكثف من الناطقين بالإنجليزية لتعلمها. فالوصول إلى الإجادة العملية المحدودة يستغرق 1320 ساعة، وهو تقريباً ثلاثة أضعاف المدة المطلوبة لتعلم الإسبانية أو الفرنسية، وفقاً لمعهد الخدمة الأجنبية.

وتقول جيلا كامدين، طالبة في درجة الدكتوراه بجامعة جورجتون وهي مساعدة تعليم في فصول اللغة العربية: (يصح على الطلبة، بعد سنتين، أن لا يستطيعوا التحدث بعد سنتين من الدراسة، وإذا لم تستطع طلب العشاء، سوف تفكر في المستوى الذي سوف تصل إليه بعد كل ذلك؟).

ويوضح جرانارا (لقد تمت المبالغة في صعوبات اللغة، ولكنها تستغرق وقتاً أطول). ويعتبر جوستين ستيفينز من نوع الطلبة الذي تتطلع الحكومة إليه. ففقد حصل على تدريب من معلمين جيدين وبرامج رفيعة الجودة وخبرة داخل الدولة. وبين حضور الفصول الدراسية وقراءة الروايات والصحف، ومشاهدة الأفلام، كرس من 35 إلى 55 ساعة أسبوعياً لتعلم العربية.

ولكن ليس هناك ضمان بأنه أو المتحدثين المتقدمين في اللغة العربية سوف يعملون لدى العم سام. ويقول ستيفينز (الغالبية العظمى من زملائي في الفصل غير متحمسين لتنفيذ سياسة الحكومة في المنطقة).

ويجد الناطقين رفيعي المستوى أن الحكومة لا يمكنها أن تدفع أجور لهم بنفس السخاء الذي سوف تقدمه لهم الشركات. ويقول الدكتور سلاتر من البنتاجون (إن أكبر مشكلة لدى الحكومة هي أنها يتعين عليها أن تتنافس مع القطاع الخاص، ولذلك لا يمكنها أن تجاري الرواتب).

كما أن البيروقراطية أعاقت بعض الناطقين بالعربية من العمل لدى الحكومة. ويتم تشجيع الطلبة لدراسة اللغة والثقافة في الخارج ولكنهم يعودون في الغالب إلى الولايات المتحدة ليجدوا أنه بسبب سفرهم إلى الخارج، فإن تصريحاتهم الأمنية سوف تستغرق وقت طويل بحيث لا يستطيعون العمل مباشرة.

إن الوقت مبكر جداً لكي نقول إذا كانت الولايات المتحدة تتوقع جيل مستقبلي من الناطقين باللغة العربية بطلاقة. وفي الوقت نفسه، فإن الاندفاع لتعلم العربية ينتج عنه نتائج غير مباشرة تتضمن فهم محسن للمنطقة.

وقالت مارين لكي تتمكن من التحدث مع الناس.. ساعدني على فهم النزاع (الإسرائيلي - الفلسطيني) بشكل أفضل وقد قامت مارين بالدراسة والعمل في القدس لمدة ستة أشهر. واضافت (لقد كانت السنوات الثلاثة لتعلم اللغة العربية قيمة على المستوى الشخصي ولن أقوم بمبادلتها بأي شيء).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة