Al Jazirah Magazine Tuesday  30/01/2007 G Issue 204
منتدى الهاتف
الثلاثاء 11 ,محرم 1428   العدد  204
 

سرقة السيارات..ظاهرة تتفاقم..وحلول منتظرة

 

 
* إعداد - صلاح عمر شنكل:

مسألة سرقة السيارات، ظاهرة موجودة في كل بلد، مثلها مثل بقية أنواع السرقات، وهي ليست جديدة على الواقع السعودي، فقد ظهرت منذ سنوات عديدة، لكنها لم تكن بالحجم الذي نراه في الوقت الحاضر. وبرغم تطور وسائل الحماية، ووجود التقنية في تعقب من يعتقد بأنهم جناة، فعلى الجانب الآخر استخدم الكثير من اللصوص تلك الوسائل التقنية الحديثة من أجل الحصول على سيارات الغير، وكذلك لأجل استخدامها في جوانب لم تكن معروفة من قبل، فالمشكلة تتفاقم وعواقبها تتنامى سلبا، والخوف منها يتعاظم في نفوس السكان من مواطنين ومقيمين، لكن الحل الناجع والجذري لم يكن حاضرا، بل ظل يسجل غيابا ملحوظا، وهذا لا يعني أن المكتوين بنيران الظاهرة ينتظرون حلا نهائيا، بل يتطلعون إلى تطويق الظاهرة واحتوائها والسيطرة عليها، فهذا بحد ذاته يعد تطورا وانتصارا عليها.

أهمية المشكلة، وتأثيرها على المجتمع من الناحية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، جعلها تصبح محور النقاش لمنتدى الهاتف هذا الأسبوع، حيث تنادى أصدقاء المنتدى للإسهام في سبر أغوار المشكلة، كل يدلو بدلوه، ويطرح وجهة نظره، وقد حوى المنتدى خلاصة تلك الآراء والمساهمات مثلما جاءت بأصوات أصحابها الذين أرسلوها عبر الهاتف.

مال سائب

مشعل العنيزي: بالفعل أصبحت ظاهرة سرقة السيارات في تصاعد مستمر وبشكل مخيف حقا، ولكن في اعتقادي أن العبء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق أصحاب السيارات المسروقة أنفسهم وهم وحدهم من يتحملون ذلك؛ لعدم أخذهم الاحتياط ولتفريطهم في سياراتهم بتركها في أوضاع مشجعة للسرقة أو ترك المفتاح داخلها أو إهمالها أياما عديدة دون متابعتها وهكذا، وكل هذه الحالات تقود إلى الطمع وتشجع على ارتكاب الجرائم وهذا من أبرز دوافع السرقات.

يزيد الجبير: هذا الموضوع في تقديري حساس لدى الكثير من أبناء المجمع. وليس كل حالات السرقة هي بسبب الإهمال، بل هناك عصابات محترفة لمثل هذه السرقات، تراقب الضحايا وتتابعهم وتتحين الوقت المناسب لتنفيذ الجريمة، وأنا أحد ضحايا تلك العصابات.

الفراغ القاتل

محمد عبدالرحمن الشايع: أعتقد أن الفراغ هو السبب الأول لقضية السرقات بعد نقص الخوف من الله عزَّ وجلَّ، حيث يجد البعض أنفسهم في عالم البطالة والفاقة والفراغ الذي لا يعرفون كيف يملؤونه، فتدور في أذهانهم تلك الأفكار التي لا تحتاج سوى التنفيذ، وحينما يجدون البيئة المناسبة يسهل عليهم التنفيذ وتطبيق نظرياتهم، والكثير منهم من مترددي السجون الذين يحظون بأحكام فيها شيء من الرأفة فيعودون إلى السرقة دون خوف حتى من القانون لأنهم في المقام الأول لم يخافوا من الله.

عبدالرحمن العنيزي: كل من يأمن العقوبة يسهل عليه الوقوع في الخطأ، وهذا حال من يسرقون السيارات، وهناك سرقات بغرض الاستفادة من أجزاء من السيارة أو جزء معين فيها، وأخرى بغرض اللعب بها وقضاء مشوار كتهريب شيء أو ارتكاب جريمة، وغيرها، لكن الظاهرة في مجملها مظهر سلبي يحسب على المجتمع وثقافته الأمنية، وكثيرا ما يرتكب بعض الشباب الطائشين المتهورين مثل تلك الجرائم في ظل سيطرة الرغبة في التفحيط أو التطعيس، ثم يتركونها في المكان الذي مارسوا فيه تلك الهواية، دون أن تكون لهم سوابق في السرقات، وهؤلاء في نظري يحتاجون شيئا من التوعية والإرشاد والتبصير بخطورة الأمر من الناحية الشرعية والاجتماعية والأمنية والقانونية، وغير ذلك، وهناك السرقات الاحترافية المنظمة التي تكون لها خططها وتدابيرها، وكلها تحتاج إلى الحزم والعزم والضرب بيد من حديد على العابثين بأمن الوطن والمواطن، وتبذل الجهات الأمنية ما في وسعها لتحجيم تلك الظاهرة.

تحوطات ضرورية

عبدالله بن صالح العمري (معلم) تبوك: جرائم سرقة السيارات تتفاقم بشكل واضح، ولا تستثني في ذلك سيارة قديمة ولا صغيرة أو كبيرة، بل تمددت الظاهرة في مدن المملكة كالبعبع المخيف، وانعكس صداها في كل مكان، ومن يترك سيارته ويدخل مكان تسويق لدقائق معدودة سيفقدها إذا لم يتخذ التحوطات اللازمة، أما من يترك المفتاح في السيارة فهذا يعتبر قدم دعوة صريحة لمحترفي بل هواة السرقات أن يسطوا عليها لحظات غيابه عنها، وفي ظل هذا الواقع تسرق أعداد كبيرة من السيارات، وتفتح بلاغات ضد مجهولين في الكثير من مدن المملكة، ولكن المحصلة النهائية أن الظاهرة في تصاعد، وضحاياها في تنام مستمر، ولا نرى في نهاية النفق أي بارقة أمل لتطويق المشكلة، ولا يتوقع ذلك إلا من خلال الأحكام الرادعة التي فرضها الله عز وجل في محكم كتابه ضد من يعتدي على أموال وممتلكات الآخرين.

الحل الناجز

منصور القحطاني - الرياض

لا شك أن ظاهرة سرقة السيارات أصبحت مزعجة في الآونة الأخيرة نسبة إلى كثرتها وصعوبة التوصل إلى السارق أو العثور على السيارة في الوقت المناسب، ويعتقد الكثيرون أن هناك عصابات منظمة لسرقة أنواع معينة من السيارات، ولا يعني هذا أن بعض الأنواع تكون في مأمن من السرقات، ولن يجب أن نتوصل إلى حل جذري لهذه المشكلة التي تؤرق العديد من المواطنين والمقيمين على حد سواء، ولا أظن أن هناك صعوبة في مناقشة أسباب الظاهرة وكيفية الحد منها، ولكن ليس في المنظور الراهن؛ ما يدل على أننا على استعداد لجلب الحلول المناسبة والناجزة لهذه المشكلة.

تشديد العقوبة

سارة السعد: للحد من هذه الظاهرة، ومحاربتها ولو مرحليا، يجب وضع عقوبات صارمة ضد مرتكبي تلك الجرائم وإقامة حد السرقة وهو قطع اليد سواء للمواطن أو المقيم، ويجب وضع عقوبات أشد صرامة للمقيمين مثل قطع اليد وترحيله من البلاد، حتى لا يعود ويمارس هذه الجرائم في بلاد فتحت ذراعيها لاحتضانه، وكذلك تشديد العقوبة للسارقين من أبناء الوطن.

حسين القحطاني - وكالة الأنباء السعودية: بالنسبة إلى تفاقم جرائم سرقة السيارات يجب أن يكون الحل هو أن يقام الحد، والحلول موجودة ولا بد من تطبيقها، وكذلك التحضير في التلفزيون والإعلام بصفة كبيرة.. وبلادنا ولله الحمد هي أول من يطبق شرع الله في من يحاول العبث بأموال وأرواح وحقوق الآخرين، وهذا يمنع التلاعب، والاستهتار بأمور العقيدة، وارتكاب جرائم الحدود.

خطط كفيلة

عبدالله صالح العموش: في الواقع ظاهرة سرقة السيارات لا يمكن اعتبارها مسألة عابرة أو بسيطة بل هي من

أكبر المشكلات الاجتماعية التي يعاني ويلاتها قطاع واسع من المواطنين والمقيمين، وهي ليست جديدة بل متجددة.. ولكن الجديد أنها تفاقمت بشكل ملحوظ، وصارت حديث المجالس، حيث تسرق السيارات من أمام المساكن وأماكن العمل وفي الأسواق وحتى من جوار المساجد، ولكن الإشكالية تكمن في كيفية الحد من هذه المشكلة وتطويقها ومنعها من التطور أكثر. وأعتقد أن الكرة في ملعب القوات الأمنية؛ فهي القادرة وحدها على وضع الخطط الكفيلة بتحقيق تلك الأهداف ومن ثم تنفيذها بالشكل المناسب.

علي سالم الغامدي : نعم ظاهرة سرقة السيارات من أخطر المشكلات التي تهدد أمن وممتلكات المواطنين والوطن، ولكن العبرة ليست في أن نكتب نحن وغيرنا عن مدى تضررنا من هذه المشكلة، أو نردد نوعية المعاناة التي تلحق بنا جراء تلك الجرائم، وتبقى القضية كما هي، والمعاناة من سيئ إلى أسوأ، بل الأجدى والأنفع، أن تبحث الجهات المختصة عن آليات ووسائل لجلب الحلول المناسبة والعاجلة لهذه الظاهرة التي ظلت تفتك بالجميع.

وفي ظل هذا القلق الذي يساور الكثير من المواطنين والمقيمين بسبب انتشار الظاهرة بشكل مخيف، يحق لنا أن ننتظر العديد من الخطط والإجراءات الأمنية التي من شأنها أن تعيد الطمأنينة إلى النفوس، تجاه أمان السيارات؛ لأن وسائل الأمان والحماية التي تصنعها الشركات للحفاظ على السيارات وحمايتها من السرقات لم تعد مجدية بما فيه الكفاية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة