Al Jazirah Magazine Tuesday  30/01/2007 G Issue 204
تميز بلا حدود
الثلاثاء 11 ,محرم 1428   العدد  204
 

فجر قريب
شينة يا خالد! (2-2)

 

 

سنواصل الحديث عن انصراف بعض الأزواج عن زوجاتهم، ولقد وجدت من خلال تأمل واستقراء أن من أعظم ما يلوث أفكار بعض الأزواج ويسمم عقولهم هو الوقوع في شرك المقارنات، وللأسف إن الكثير قد فُتن بساقطات الفضائيات وأقول والله هجم ذلك الزوجُ المفتون على ما خفي من صفات من افتتن بها من (طباع وحقيقية الشكل وغيره) لانكب مقبّلاً يدي وقدمي زوجته!! وللأسف أن البعض كلما رأى واحدة أو سمع عنها ظن أن لها شأناً آخر وما دري أن النساء أشباه كما يقول ابن المقفع.

ويقع البعض في شرك آخر لا يقل خطورة ألا وهو مقارنة أسوأ ما عند زوجته بأفضل ما عند الأخريات، فأخته (وفاء) أفضل منها في الطبخ وخالته (عبير) مثقفة ومطلعة وعمته (أسماء) لا تجارى في الأناقة وهكذا ويبدأ يقارن حتى تتشكل صورة ذهنية مشوهة عن زوجته!!!

ومن الإشكالات العقلية التركيز على ما ضعف من صفات خطأ ولا يخالطه نقص، يرى القذى في عيني زوجته والجذع الكبير في عينيه لا يراه!

وقفة

ما أعظم الأشخاص عندما ينصفون وما أروعهم حينما يعدلون والسبيل إلى تلك العظمة هي أن نتخذ من إستراتيجية (عين النحلة) قانوناً نسيَّر به أمورنا، نلاحظ الحسن ونثمنه ونشكر عليه، نتتبع الإيجابيات ونقدر الحسنات فعندها سيتضاعف العطاء ويقينا ستحلو الحياة، أخي الزوج فلتمتزج روحك في روحها لتستحيل إلى وتر يعزف سيمفونية الطهر وتتراقص حوله ضفائر الغرام والوفاء.

ارم بسهام أشواقك نحوها، استثر مكامن الغرام واجعل من الغائب حاضراً يزيد من بوح الصبابة ويذكي جذوتها ويعلن عن بعث حب قديم طمرته سيول الزمن ويحتفل بتلاقي الأنفاس الولهى المذيبة لكل ما جمدته الأيام.

جرب وستجد فرقا!

مما أوصي به وأطبقه في كثير من الدورات التي أقدمها تمرينا للأزواج والزوجات لمدة خمس دقائق، حيث أطلب منهم أن يتخيلوا غياب الشريك عن حياتهم، كيف سيكون الحال؟ ويكتبوا كل ما سوف يفقدونه! وقد تغير ولله الحمد الكثير بعد ما وقفوا على الحقيقة حيث وجدوا أنفسهم في نعمة عظيمة تستحق الشكر سيبكون عليها كثيراً لو فقدوها!

همسة للزوجات

القنوات والأسواق والشوارع قد فاضت بالمغريات وضجت بالفتن فالنساء يُرينَ فيها على أكمل حال وأجمل صورة فيظن بعض الأزواج أن النساء الأخريات من كوكب ثان وأنهن يملكن ما لا تملكين! فراجعي نفسك أختي الزوجة واعقدي العزم على التغيير! وانفضي عن عشكِ الحالم غبار الرتابة.

ومضة قلم

حتى في زمن الجوع لا ترضى بالثمر الفاسد.

د. خالد بن صالح المنيف بخالص الود وكل التقدير نستقبل مشاركاتكم واقتراحاتكم على: Khalids225@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة