Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/11/2006G Issue 12456دولياتالأحد 14 شوال 1427 هـ  05 نوفمبر2006 م   العدد  12456
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

ملحق جازان

ملحق المجمعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وطن ومواطن

وَرّاق الجزيرة

الأخيــرة

نساء بيت حانون (أيقونات المجد)
عادل أبو هاشم

مائة عام والمرأة الفلسطينية تقف شامخة كحد السيف صامدة في وجه الظلم والقهر والتعنت.
مائة عام وهي تشاطر أبناء شعبها الألم والمهانة والتنكيل والتهجير لكنها أبدا ما كلت برسالتها النضالية.
إلى أن جاءت انتفاضة الأقصى لتكتشف المرأة الفلسطينية أن هذا هو قدر الفلسطينيين..!!
فقدر الفلسطينيين أن يقاوموا.. ويجاهدوا.. ويستشهدوا.. ويواجهوا - لوحدهم - هذه الهجمة التي لم يسلم منها الأطفال والرضع والفتية والنساء والشيوخ والشباب حتى الحجر والحيوان والطير!
من أجل فلسطين جادت بالزوج والابن والحبيب ثم ضحت بالروح.
إنهن نساء بيت حانون البطلة التي تتعرض هذه الأيام لحرب إبادة وتطهير عرقي، واللائي جسدن بأرواحهن الطاهرة ودمائهن الزكية نضال وجهاد المرأة الفلسطينية في التاريخ بحروف من نور، وليعدن للأذهان دور المرأة الفلسطينية المميز في مقاومة المحتل.
فقد احتلت المرأة الفلسطينية مكاناً بارزاً ومميزاً في النضال الوطني بأشكاله كافة، وبدأ نشاطها في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، فشكلت مجموعة من النساء لجان إسعاف، ولجاناً لجمع التبرعات للوفود الفلسطينية التي كانت ترسلها الهيئات القومية آنذاك للدفاع عن الوطن ومواجهة الخطر الناجم عن وعد بلفور عام 1917م، وكانت (ثورة البراق) عام 1929م نقطة تحول وبداية عهد جديد، وذات أثر عميق في حياة المرأة الفلسطينية التي وجدت نفسها أمام المسؤولية الملقاة على عاتقها، فقد اعتقلت سلطات الانتداب البريطاني المئات من الرجال، وهدمت المئات من البيوت، ويتمت الآلاف من الأطفال الذين أصبحوا بلا معيل، ولم تستطع المرأة الفلسطينية أن تقف مكتوفة الأيدي وأن تظل صامتة أمام الظلم الفادح الذي حل بأبناء شعبها الفلسطيني، فقامت ولأول مرة في تاريخ فلسطين بعقد مؤتمر نسائي في مدينة القدس بتاريخ 26 أكتوبر عام 1929م حضرته ثلاثمائة امرأة من القدس ويافا وحيفا وعكا وصفد ونابلس ورام الله وجنين وغيرها، فكان هذا المؤتمر بؤرة الحركة النسائية في فلسطين.
وفي الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م إثر الإضراب العام الذي شمل جميع مدن وقرى فلسطين، أسهمت المرأة الفلسطينية في جمع الأموال لعائلات الشهداء وعائلات الثوار التي خرج أبناؤها للجبال للاشتراك في الثورة على الاحتلال البريطاني، وشاركت في نقل الطعام والماء والسلاح إلى الثوار في الجبال بالإضافة إلى تزويدهم بالضمادات والأدوية لإسعاف الجرحى، وقد جاهدت بعض النساء جنبا إلى جنب مع الرجال في المعارك، وفي خضم مشاركتها بالكفاح المسلح من أجل التحرير ومقاومة الاحتلال البريطاني لفلسطين قدمت أولى الشهيدات في عام 1936م، كانت المرأة الفلسطينية تودع الثوار بالزغاريد لتلهب حماسهم وتحثهم على التضحية والاستماتة في الدفاع عن الوطن، وحين يعود الثوار وهم يحملون الشهداء تستقبلهم بالزغاريد لتعلن اعتزازها وفخرها بأبنائها.
لم تخف المرأة الفلسطينية ولم تجبن، ولم تتردد في التضحية من أجل الوطن، فقدمت مالها وحليها من أجل شراء السلاح للدفاع عن الوطن، وكانت بعض النسوة يشترطن أن يكون مهرها بندقية.
وبعد نكبة عام 1948م، ضاعفت المرأة الفلسطينية جهودها لتخفيف آلام العائلات الفلسطينية المنكوبة التي اضطرت بسبب الإرهاب الصهيوني إلى الرحيل عن مدنها وقراها.
ومع اتساع نطاق مشاركتها في النضال الوطني وتعاظم فعاليتها، ازداد حجم تضحياتها وهي بذلك أثبتت قدرتها على التفاعل مع مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية مما أكسبها مكانة مميزة في تاريخ نضال المرأة العربية والعالمية في النضال ضد الاستعمار والاحتلال والاضطهاد.
وفي زمن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967م وصلت المرأة الفلسطينية إلى درجة من النضج الفكري والوعي السياسي أدت إلى إدراكها لأهمية النضال من أجل الوطن، وبروز صورة المرأة الفلسطينية القوية الشجاعة، الذكية الواعية، المؤمنة بعدالة قضيتها وبحتمية انتصار شعبها في استرداد حقوقه المغتصبة، فنشطت الحركة النسائية وتشكلت في بعض المدن مثل نابلس ورام الله لجان من النساء لإغاثة المتضررين.
وفي زمن الانتفاضة الأولى والتي اندلعت في التاسع من ديسمبر 1987م، أصبح لدى المرأة الفلسطينية قناعة ذاتية بدورها النضالي وبضرورة ممارسته بكل ثقة ووعي ودون خوف، حيث اتسع نشاطها العسكري والسياسي والاجتماعي.
لقد أحدثت الانتفاضة تأثيرا بالغا على صعيد تكوين الشخصية النسائية الفلسطينية، فكان للمرأة المشاركة الفعالة على جميع الصعد الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية والسياسية والنضالية، وقدمت العديد من التضحيات في سبيل الحفاظ على هويتها الوطنية، وقد اختفت المعوقات التي تعوق المرأة عن العمل السياسي.
لقد ظهرت المرأة الفلسطينية كأنها الجدار الواقي لصد رياح الاحتلال، ودفعت الانتفاضة بالمرأة في الأراضي المحتلة للصفوف الأولى فمنذ اللحظة التي خرج فيها الأطفال والشبان إلى الشوارع يرجمون جنود الاحتلال لحقت بهم النساء يلقين الحجارة على القوات الإسرائيلية بحقد مزدوج وأحيانا تجاوز حقدهن ثنائيته فهن يرجمن الاحتلال وما يمثله عندما يرجمن جنود الاحتلال بحجارتهن ويدفعن رصاص الصهاينة الموجه إلى صدور الصبية والمتظاهرين أو يدافعن عن أخ أو أب أو زوج في زنازين الاحتلال ومعتقلاته وكان أداؤهن مذهلا باستمرار.
كثيرات من النساء ممن قمن على درجة كبيرة من الأهمية، فمنهن من يساندن القوات الضاربة ويخلصن الشباب من بين أنياب الجنود، وأخريات يواجهن النقص في المواد الغذائية الناتج عن الاضرابات وحظر التجوال، والقيام بمساعدة عائلات الشهداء والجرحى ونقل المياه لإطفاء القنابل المسيلة للدموع التي يطلقها جنود الاحتلال، ونقل الحجارة والزجاجات الفارغة إلى الشباب في المواقع الأمامية أي من هم في حالة مواجهة مع جنود الاحتلال.
وفي مرحلة طعن جنود الاحتلال والمستوطنين بالسكاكين كان للمرأة الفلسطينية دور بارز في هذه المرحلة، فعشرات من هذه العمليات قامت بها نساء وفتيات.
لقد دفعت المرأة الفلسطينية ضريبة الدم التي دفعها الشعب الفلسطيني، وتعرضت لما يزيد على سبعة آلاف حالة إجهاض في زمن الانتفاضة بسبب استنشاقهم للغاز السام الذي يطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد شباب الانتفاضة وفي المنازل الآمنة.
وجاءت انتفاضة الأقصى الحالية لتضيف المرأة الفلسطينية سفرا جديدا إلى سجلها الخالد من خلال تصديها البطولي لقوات الاحتلال جنباً إلى جنب مع الرجل مضحية بالزوج والولد والروح فداء للوطن وحريته وكرامته.
نساء بيت حانون
من بين دماء آلاف الشهداء، ودموع الثكالى والأرامل والأيتام، ومن أنات الجرحى والمعاقين، وآهات الأسرى والمعتقلين، تقدمن الصفوف لتثأرن لكل هؤلاء من عدونا، ولتعدن لنا أمجاد شهيدات الوطن.. آمنة الأخرس وشادية أبو غزالة ومنتهى الحوراني ولينا النابلسي ودلال المغربي وتغريد البطمة وعائشة البحش وإلهام أبو زعرور وخديجة شواهنة وفوزية أبو جزر ووفاء إدريس ونورا شلهوب ودارين أبو عيشة وآيات الأخرس وعندليب طقاطقة وهبة ضراغمة وهنادي جرادات وريم الرياشي وزينب أبو سالم والمئات من الشهيدات اللائي روين بدمائهن تراب وطننا الحبيب.
نساء بيت حانون
لقد جئتن في اللحظة المناسبة.. والزمن المناسب.. والمكان المناسب.. لتسجلن موقفاً نحن في أمس الحاجة له وسط هذا العجز والانكفاء العربي، وفي زمن الهرولة ولحظات الخوف ومبادرات التصفية، وجولات الوفود المكوكية التي اختلطت فيها العيون الزرقاء بالعيون السوداء، والعيون الوجلة المنكسرة بالعيون الحادة الوقحة.
لقد خرجتن من ركام انكسارنا، وقمقم هواننا، لتقذفن بأنفسكن في أتون الموت من أجل أن (نعتدل) في جلستنا، وحتى نرفع رؤوسنا قليلا بعد حقبة من الطأطأة الطويلة..!!
نساء بيت حانون:
يا أيقونات المجد.. وعناقيد الفخر..
يا رمز (الحرائر العربيات) وعنوان (النخوة)
لقد تركتن إرثاً صعباً
ولقد أخجلتن رجولتنا!



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved