الخيال: نتطلع إلى علاقات قوية بين المنتجين والمستهلكين
أرامكو السعودية تناقش تقلب الأسواق وأمن الطاقة في سيول

* الظهران - حسين بالحارث:
استعرض الأستاذ عبد العزيز الخيال، النائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية للتكرير والتسويق والأعمال الدولية، أمام المنتدى الكوري للتطوير، وهو مجموعة عمل مؤثرة، رؤيته لبعض القوى التي تساهم في تقلبات سوق الطاقة العالمية، إضافة إلى الطريقة المثلى لمعالجة مسألة أمن الطاقة.
وقال في كلمته التي ألقاها أمس (الأربعاء): إنه على الرغم من أن مسألة التقلب في أسواق الزيت ليست بالشيء الجديد، إلا أن هذه المسألة احتلت على مدى السنوات القليلة الماضية العناوين الرئيسية حول العالم ويعود ذلك بشكل كبير إلى ارتفاع أسعار الزيت والنمو السريع في الطلب العالمي على الزيت إضافة إلى الجدل الفرضي الذي صاحب ظهور عدد كبير من الكتب التي تعزز المفهوم الخاطئ والمضلل (لذروة الزيت).
وأشار الخيال إلى أن الارتفاع الحالي في أسعار الزيت ما هو في الواقع إلا نتيجة لانحسار الطاقات على امتداد سلسلة إمداد البترول والطلب المتزايد وتشديد مواصفات المنتجات وقلة الاستثمارات في البنية الأساسية وغيرها من العوامل.
وأوضح بأن أسعار الزيت الخام في الأشهر الأخيرة قد انخفضت بمقدار الربع تقريباً، على الرغم من عدم انخفاض إنتاج الزيت العالمي بمقدار الربع، كما أنه لم يطرأ توسع مفاجئ في طاقة التكرير حول العالم ولم ينخفض الطلب بنسبة الربع، مضيفاً بأن التغير في الأسعار الحالية لا يعتمد على الأساسيات وأنه يجب علينا النظر لما وراء الأساسيات للتوصل إلى الأسباب التي تؤدي إلى صياغة استراتيجيات فعالة لضمان أمن الطاقة.
وذكر بأن أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في صناعة الزيت هي الاستثمارات والنظم والمناخ السياسي الذي تعمل فيه هذه الاستثمارات. وهذه العوامل لا تحدد جدوى الاستثمار لزيادة إنتاج الطاقة فحسب، بل يمكن أيضاً أن تؤثر بشكل كبير في المستخدمين النهائيين.
وأضاف بأن تحليلات وسياسات واضعي الأنظمة والمشرعين الحكوميين والهيئات الدولية تخضع في بعض الأحيان للاعتبارات السياسية أكثر منها للمبادئ الاقتصادية، مما يؤدي إلى إيجاد بيئة غير عادلة للمنافسة لمصادر الطاقة وتشويه أسواق الطاقة بشكل كبير.
وأوضح بأن هذا الوضع على المدى البعيد لن يؤدي إلى إلحاق الضرر بصناعة الزيت فحسب، بل أيضاً بالمستهلكين والمستخدمين النهائيين الذين سيتضررون بسبب انحسار إمدادات الطاقة والتأخر في الاستثمارات وأخيراً تقلب السوق.
كما أشار النائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية إلى أن من بين العناصر الأخرى في السياق السياسي المؤثرة في صناعة الزيت هي الرغبة المعلنة لبعض مستوردي الزيت في تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، منوهاً إلى أن ذلك يعبر عن نظرة قاصرة في التعرف على حقائق أسواق الطاقة وأهمية الزيت والغاز كسلع وتجاهل المبادئ الاقتصادية الأساسية والفوائد المتبادلة التي تتأتى من التجارة عبر الحدود والطبيعة المتكاملة لاقتصاد العالم اليوم.